كاظم الجماسيبعد انعطافة9/4 التاريخية في العراق، وقع العباد والبلاد في حالة (هرج ومرج) او في حيص وبيص كما قالت العرب قديما، واختلطت الثوابت على معظم الناس، حتى وصل الامر الى قرار ينقضه اخر في اليوم نفسه ولدى الوزارة نفسها سيما بعد ان انتظم زمام الامور بنحو نسبي بين يدي حكومة يمكن لها ان تحل المشكلات المزمنة
والتي تمس حياة المواطن اليومية، سواء تلك المشكلات المتوارثة من عهد الاستبداد الغابر والتي تضخمت بعد تلك الانعطافة، او المشكلات التي خلقها الحال الفوضوي الذي أعقب الانعطافة نفسها. ولعل المشكلات التي عانت ولم تزل تعاني منها الطاقة الكهربائية توليدا وتوزيعا وشبكة واحدة من المشكلات الرئيسة في البنية الاقتصادية للدولة فضلا عن تأثيراتها البالغة السلب في حياة المواطن العراقي. ما نريد ان نشير إليه السؤال الذي ما أنفك يتردد في ذهن المواطن والمتمثل في مقدار الجدوى المستحصلة من تجربة تقنين او ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية عبر تجربة(العشرة امبيرات) كيف تفتقت (عبقرية) المخطط عن فكرتها؟ وكيف تمت دراستها ومن ثم الموافقة عليها؟ وكيف أيضاً لم تتوافر في ذهن المخطط لتلك الفكرة (العظيمة) محاذير الاستمرار بها فضلا عن تطبيقها، سيما وان سلطة الأجهزة الحكومية على مفاصل الحياة اليومية للمواطنين لم تزل حتى اللحظة في طور الاكتمال؟. ان مهمة التخطيط باتت مهمة حاسمة لحسابات جدوى أية خطوة تنفيذية كبرت مشاريعها ام صغرت، وبات اعتماد دول العالم يتنامى يوما بعد يوم على مراكز التخطيط التي تعتمد البحوث بشتى أصنافها وتستخدم آخر ما توصلت إليه الكشوفات العلمية والاستطلاعات الميدانية، من اجل الوثوق بصحة إجراءاتها التنفيذية، فضلا عن جدوى إقامة مشاريعها بنحو عام والاقتصادية منها بنحو خاص.. ويتساءل المواطن- المستفيد- عن الحكمة التي تكمن خلف إقامة مشروع(العشرة امبيرات) وعن حجم الأموال التي أنفقت لإقامته، وعمن استفاد منه؟!
(العشرة امبيرات) والتخطيط المستنير!
نشر في: 22 يناير, 2010: 03:33 م