لطفي حاتم منذ الاحتلال الامريكي للعراق تعيش البلاد أزمة وطنية متواصلة لكثرة من الأسباب الفكرية والسياسية منها الموقف من التواجد الأجنبي ومنها كيفية بناء شكل الدولة العراقية ومنها مستقبل نظامها السياسي وأخرها استخدام العنف المناهض للاحتلال الامريكي والعملية السياسية.
استناداً الى تعدد أسباب النزاعات الوطنية وعدم التوصل الى حلول مشتركة فضلاً عن غياب رؤية وطنية لبناء المستقبل السياسي للدولة العراقية أحاول البحث عن الجذور الاجتماعية / السياسية للوضع الوطني الشائك عبر المحاور التالية : ـ1: ـ الاحتلال الامريكي والعملية السياسية.2: ـ المعارضة المسلحة ومستقبل العراق السياسي.3: ـ آفاق تطور العملية السياسية .على أساس تلك المنهجية أحاول الخوض في الموضوعات المثارة برؤية واقعية تهدف الى تقريب وجهات النظر خدمة لمصالح البلاد الوطنية.أولاً : ــ الاحتلال الامريكي والعملية السياسية.بداية نشير الى إن الاحتلال الامريكي للعراق وانهيار دولته المركزية شكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية بعد حقبة المعسكرين ، وبهذا فقد اشر الاحتلال الى حزمة من الإشكالات السياسية / القانونية التي يمكن تحديدها بـالوقائع التالية: ــالواقعة الأولى ــ يعتبر الاحتلال الامريكي للعراق احتلالاً ضد دولة ذات سيادة، استناداً الى القانون الدولي والمواثيق الناظمة للعلاقات الدولية .الواقعة الثانية ـــ شكل الاحتلال الامريكي تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لبلد عضو في المنظمة الدولية، وبهذا المسار أكد الاحتلال الامريكي للعراق على بدء مرحلة جديدة تتسم بتداخل القضايا الوطنية مع السياسية الدولية. الواقعة الثالثة : ـ على الرغم من الاتفاقية الأمريكية / العراقية المتضمنة ترتيب العلاقة السيادية بين الدولتين إلا أن العراق لازال دولة ناقصة السيادة استنادا الى (مشاركة ) الطرف الأمريكي في صياغة مفاصل الحياة / السياسية / الأمنية فضلا عن تأثيره على تطور العلاقات الوطنية / الإقليمية .الواقعة الرابعة: ـ اعتماد أطراف عراقية لغة السلاح نهجا لفرض رؤيتها السياسية رغم المسار السلمي لتطور العملية السياسية .الواقعة الخامسة: ـ تشابك العمليات العسكرية المناهضة للاحتلال والعملية السياسية مع عمليات إرهابية مرتكزة على الابادة الطائفية .استناداً الى تلك الوقائع تواجهنا الأسئلة التالية: ـ كيف تستطيع القوى العراقية الوطنية التوصل الى قواسم مشتركة لحل أزمة البلاد السياسية .؟ وهل تتغلب مصلحة العراق الوطنية على المصالح المنبثقة من الرؤى والإيديولوجيات الحزبية والطائفية ؟ . لغرض الاحاطة بتلك التساؤلات الكبيرة دعونا نستعرض الماضي القريب للدولة العراقية وسمات بنائها السياسي .بات معروفا إن الدولة العراقية ومنذ نشأتها الأولى اتسمت بعدم توافقها مع تشكيلتها الاجتماعية / الطائفية / القومية، وبهذا فان التناقضات المستعصية التي افرزها الطور الأخير من تطورها ــ الدولة ــ أدت الى تجذير النزاعات الوطنية حيث جرى حبس سلطة الدولة السياسية بيد أقلية استبدادية تشابكت في توجهاتها السياسية الرؤى الطائفية / العشائرية / الحزبية . إن تواصل الاستبداد السياسي الطائفي / العرقي في منظومة العراق السياسية أفضى الى خراب التشكيلة العراقية واستعصاء حل تناقضاتها بالطرق السلمية الامر الذي شكل أرضية خصبة للنزاعات الاجتماعية والتداخلات الأجنبية المتواصلة وما نتج عن ذلك من ضياع بناء مرجعية وطنية عراقية قادرة على حل أزمات البلاد السياسية . إن سمات منظومة العراق السياسية تدعونا الى مناقشة فكرية / سياسية لبناء المعارضة المسلحة، وموقفها من مستقبل العراق السياسي . ثانياً : ـ المعارضة المسلحة ومستقبل العراق السياسي.قبل الخوض في مضامين وأهداف قوى المعارضة المسلحة لابد لنا من تسجيل ملاحظتين أساسيتين الأولى منهما إن الروح الفكرية الناظمة لهذه الدراسة نابعة من الحرص على مستقبل العراق بعيدا عن المشاعر التي أفرزتها سني المعارك العبثية وثانيهما محاولة تحديد أهداف المعارضة المسلحة ارتباطاً بطبيعة النتائج الجديدة التي أفرزها تطور السياسية الدولية .انطلاقا من تلك الملاحظات ننتقل الى مناقشة ملموسة لواقع المعارضة المسلحة آملين التوصل الى رؤية سياسية / فكرية تساهم في إيجاد حلول وطنية مشتركة لحل أزمة العراق السياسية.بداية لابد لنا من تحديد سمات وأشكال المعارضة المسلحة لغرض حصر السجال بأطره العراقية استناداً الى المعالم التالية: ـ المعلم الأول : ــ الهوية الإقليمية للمعارضة المسلحة والتي يمكن تحديدها بــ: ـــ 1: ـ قوى مسلحة وافدة متشكلة من : ــ ـــ قوى طائفية سلفية تنطلق عملياتها العسكرية من روح تكفيرية تتغذى من قوى سلفية عربية ومن بعض دول الجوار ويعكس نشاطها المتسم بالإرهاب المشاركة الإقليمية في تحديد مستقبل العر
المعارضة المسلحة وبناء الدولة العراقية
نشر في: 22 يناير, 2010: 03:44 م