الجزائر / رويترز
قال مسؤول أمريكي كبير إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حثت الجزائر يوم الاثنين على دعم تدخل عسكري بقيادة افريقية في شمال مالي. وتأتي زيارة كلينتون التي تستمر لمدة يوم واحد وسط ضغوط دولية متزايدة على الجزائر بسبب الأزمة في مالي حيث وقع انقلاب عسكري في مارس أعقبه تمرد سيطر خلالها متمردو الطوارق ومتشددون إسلاميون بعضهم على صلة بالقاعدة على ثلثي أراضي مالي في الشمال. وقال المسؤول الأمريكي الكبير إن كلينتون أكدت بقوة على أن جهود مكافحة الارهاب في مالي لا يمكن ان تنتظر لحين التوصل إلى حل سياسي لمشكلات مالي.
وأضاف "أكدت الوزيرة...ان من الواضح جدا ان أي عملية سياسية يجب ان تسير بشكل متواز مع جهودنا لمكافحة الارهاب."
وقال المسؤول الأمريكي الكبير للصحفيين المرافقين لكلينتون "لدينا الكثير جدا مما نخاف عليه هنا ولدينا الكثير من المصالح المشتركة وهناك إدراك قوي بأن الجزائر يجب ان تكون جزءا رئيسيا من الحل."وقال المسؤول قبل محادثات كلينتون مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "سيدعمون جهدا كبيرا في مالي لاستعادة الديمقراطية واستعادة النظام في الشمال. الجميع لديه مؤسساته المفضلة للعمل معها وهناك أمور كثيرة يجب تسويتها فيما يخص الترتيبات."
والجزائر أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة ولها حدود تمتد لمسافة الفي كيلومتر مع مالي وتعتبر نفسها القوة الاقليمية الكبيرة وتتابع بحذر أي تدخل خارجي.
وتخشى الجزائر ان يؤدي اي تدخل عسكري في مالي إلى دفع متشددي القاعدة للعودة إلى جنوب الجزائر بالإضافة إلى حدوث أزمة لاجئين وأزمة سياسية خاصة بين طوارق مالي الذين سيتوجهون شمالا للانضمام لقبائل في الجزائر.
وأيدت الجزائر مرارا الحل السياسي لأزمة مالي واستبعدت التدخل بنفسها. ولن يكون بمقدور الجزائر الاعتراض على أي عملية للتدخل تقوم بها الدول الاخرى لكن الأمر سينطوي على مخاطر دبلوماسية للدول الافريقية المدعومة من قوى غربية إذا تدخلت في مالي دون موافقة الجزائر خاصة وان الصراع قد يستمر لأشهر عديدة. وجاءت زيارة كلينتون للجزائر بعد اجتماع رفيع المستوى في باماكو عاصمة مالي في 19 أكتوبر تشرين الأول شاركت فيه أطراف اقليمية ودولية وذكرت مصادر فرنسية وجزائرية بعده ان الجزائر وافقت "ضمنيا" على التدخل.
وأعدت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في الجزائر مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يحث مالي على الدخول في حوار مع المتمردين الاسلاميين الطوارق المعروفين باسم انصار الدين إذا قطعوا صلاتهم بالجماعات المتطرفة وهو نهج يتوافق مع دعوة الجزائر للحوار. nوتعتبر باريس حتى الان جماعة انصار الدين ضمن الجماعات المتصلة بالقاعدة ورفضت التفاوض معها.
ويدعو مشروع القرار ايضا الدول الافريقية والامم المتحدة إلى وضع خطة للتدخل العسكري في مالي بقيادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) خلال 45 يوما.
وقال مسؤولون أمريكيون ان كلينتون تعتزم التأكيد على ان الجزائر ستؤدي دورا حيويا في اي مهمة مستقبلية في مالي بالنظر إلى قوتها العسكرية وشبكتها القوية لجمع المعلومات المخابراتية في المنطقة. وقال مسؤول اخر انه يبدو ان الجزائر "بدأت تتحمس لفكرة" تدخل عسكري بقيادة ايكواس لكن هذا سيكون مرهونا بطرح كتلة غرب افريقيا لخطة متكاملة تماما وهو الأمر الذي لم يحدث بعد.