أيهما أفضل، يا تُرى، الطباعة المألوفة أم النشر على الإنترنت؟ وأيهما أكثر نفعاً لقضية تقدم الأدب المترجم، البدء بشركة نشر أم بشيء آخر؟ إن العالم الأدبي منشغل بالنقاش في هذا الشأن اليوم. وقد بدأ إيج فان لانين، المشتغل الآن بنشر الأدب المترجم، بمغامرة ج
أيهما أفضل، يا تُرى، الطباعة المألوفة أم النشر على الإنترنت؟ وأيهما أكثر نفعاً لقضية تقدم الأدب المترجم، البدء بشركة نشر أم بشيء آخر؟ إن العالم الأدبي منشغل بالنقاش في هذا الشأن اليوم. وقد بدأ إيج فان لانين، المشتغل الآن بنشر الأدب المترجم، بمغامرة جديدة، قبل سنوات نشر الأدب المترجم، لكن فقط بالصيغة الرقمية digital. وفان لانين هو مؤسس دار Frisch & Co، الذي كرّس حياته للأدب في الترجمة، وحرر ونشر أعمالاً للعديد من الكتّاب. وأدناه مقتطفات من الحوار الذي أجرته ميتشل جونسون لمجلة "عالم الأدب اليوم" مع الناشر حول مشروعه هذا، وعما إذا كان قد حظي بالثناء أم تعرض للانتقاد منذ أن انتقل إلى سوق الكتب الإلكترونية.
* لقد عملتَ في "أرشيف أيكو ودولكي"، وساعدتَ في تأسيس دار "أوبن ليتَر بوكس"، اللتين تنشران جميعها أدباً مترجماً. وأنت محب للأدب العالمي وقارئ له. فكم كانت صعوبة قرارك في البدء بمغامرة الاقتصار على نشر الكتب الإلكترونية فقط؟
- لم يكن القرار صعباً على نحوٍ خاص، بصراحة. كان عسيراً من ناحية المفهوم؛ أي أن تجد طريقة لنشر الكتب بصورة تكون معقولة للمؤلفين، والقراء، والمترجمين، والناشرين على حد سواء. لكن فكرة نشر كتب إلكترونية فقط لم تكن شيئاً عانيت منه. فقد بدا لي ذلك طريقة جيدة لنشر ترجمات، ومناسبة ممتازة لرؤية ما إذا كانت هناك إمكانيات في استخدام الكتب الإلكترونية لزيادة عدد الأصوات المتيسرة لقراء الانكليزية وتوسيع الجمهور الخاص بالمؤلفين والمترجمين، معاً.
* مع أنني أشاهد هذا التغير بسرعة، فإني ما أزال أحس بأن بعض كتّاب العروض النقدية، والمؤلفين، والمترجمين، والقرّاء يرتابون إلى حدٍ ما في الكتاب غير المطبوع. فهل اصطدمتَ بأية افتراضات سلبية في هذا الإطار؟ هل هناك أشخاص يرون النشر بالانترنت مجرد جائزة ترضية، من نوع سيئ؟
- بالطبع، لقد اصطدمت بشيء من التشكك، ولو أنه يعبّر عن نفسه على نحو مختلف من خلال كل واحدة من الفئات التي تذكرينها. فمنافذ العرض النقدي التقليدية، على سبيل المثال، يصعب إقناعها، وإن كنت أتصور أن كل ناشر صغير، لكتاب إلكتروني أو مطبوع، سيقول الشيء نفسه. ولهذا فمن العسير معرفة ما إذا كانت أو لم تكن الكتب الإلكترونية هي المشكلة؛ في حالة أو حالتين قيل لي إنها هكذا، لكنها هكذا من دون جدال بالنسبة لأقلية.
وأنا أرى أن المؤلفين يرحبون بهذا التحول. البعض لأن هناك ما هو أقل في الرهان بالنسبة لهم ــ لديهم طبعة صادرة عن مطبعة بلغات بلدانهم الأصلية، وطبعة إنكليزية، بأي شكل كان، ليست بالضرورة شيئاً ما يرغبون في التركيز عليه ــ والبعض لأن لديهم حب استطلاع أو فضولاً نحو الكتب الإلكترونية. لكني لم أعرف أحداً يرفض فكرة طبعة كتاب إلكتروني بالانكليزية. وكان المترجمون مهتمون بذلك أيضاً.
وعلى أية حال، فإن التشكك الذي واجهته في هذا الإطار مفهوم ومعقول، كما يبدو لي. فالكتب الإلكترونية شيء جديد. لكن الناس في معظم الأمر كان لديهم فضول أكثر مما هو رفض له.
* ما هي الاختلافات بين كتاب الكتروني معمول جيداً وآخر ليس كذلك؟
- لقد رأيت أموراً كثيرة فيما يتعلق بالكتب الالكترونية، مثل فحص النص في النص نفسه، وعدم صحة الحروف أو تصحيحها بشكل واضح، واختلاف الترقيم بين الكتاب الالكتروني والمطبوع، أو انقطاع الصفحات في الأول مثل انقطاعها في الثاني، من دون اعتبار لحقيقة أن الصفحات تحتاج للتدفق مجدداً في كل جهاز سيُعرض على شاشته الكتاب الالكتروني.
* إضافةً لشرح الأسس المالية لانتقالك إلى الكتب الالكترونية، فإنك تشرح كذلك اقتصاد الزمن: بتعبير آخر، كيف جعلت اختيار الخطط أكثر فعاليةً بالاعتماد على مجموعة صغيرة من الشركاء وليس الضياع في بحر المعلومات المتيسرة. والآن وأنت لفترة قصيرة في مشروعك هذا، كيف تمشي الأمور؟ هل يجعلك هذا تميل لتوسيع شبكتك بزيادة المشاركين معك؟
- أنا أكثر من مسرور بالكيفية التي يتم بها العمل. فقائمتنا رائعة. لقد نشرنا للتو كتابنا الأول "موروثات العائلة" للكاتبة البرازيلية زلميرا ريبيرو تافاريس، وهي مؤلفة عظيمة، وسننشر لها المزيد مستقبلاً. وقد أضفنا اثنين من الناشرين الشركاء الجدد، أحدهما من السويد، والآخر من هولندة. وسنحصل على بعض الكتب من الصين، وهناك بعض الإمكانيات بالعربية ومن تركيا. وأنا لا أقول أن شركتي Frisch & Co. هي الأفضل في هذا المجال، أو أن على الجميع أن يتبنوها، ولكنها مثمرة بالنسبة لنا. وأفكر في تنمية قائمتنا من الكتب عن طريق إنجاز بعض "الطبعات المعادة" ( لا أدري ماذا أسميها، نظراً لكونها كتباً الكترونية )، إذ أن هناك كتباً جيدة كثيرة جداً ليست لها طبعات الكترونية، لأسباب متنوعة.
عن/ World literature today