TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كما قالت المدام " شارلوك "

كما قالت المدام " شارلوك "

نشر في: 3 إبريل, 2016: 06:18 م

 أخطر ما ابتلي به العراق أن تولى أمره وتحدث باسمه نائبة مثل عالية نصيف ، التي اكتشفنا مؤخرا انها تريد ان تنافس الانكليزي  آرثر كونان وبطله شارلوك هولمز ، والذي   كنت شغوفا به  في صباي ، وأفضله على أبطال أجاثا كريستي ، لأن السير كونان كان بارعا في الاثارة  وفي الاسلوب الساحر الذي ينسيك ان الحكاية من اولها الى آخرها مجرد خيال  ، والغريب ان السيد كونان حصل اثناء حياته على أعلى الاوسمة  ، ومعها ثروة  وضعته  في مصاف اغنياء بريطانيا ، إلا  ان أمه ظلت  لم تصدق ان ابنها الذي فشل في الطب  يمكن ان يحظى بمقابلة الملكة فكتوريا ،  ومات كونان وهو يحصد ثمار الشهرة والنجاح، لكن الناس واصلت شغفها بأشهر محقق خيالي في العالم  وحكاياته .
منذ سنوات ونحن نعيش في أجواء سلسلة مثيرة من روايات المفتش العام الغامضة، وكان العراقيون يظنون ان  التغيير سيجعلهم  يعيشون عصرا جديدا من الامان والرخاء ، ولم يكونوا يتوقعون أن عرى البلد ستتفكك ، وان الناس  ستقرأ عن فضائح الساسة وسرقاتهم في الصحف الاجنبية لا المحلية  ، بفضل حكايات أبطال رواية شارلوك هولمز العراق لمؤلفتها النائبة الهمامة عالية نصيف  التي لم تتوقف  يومها عن اتحافنا بكل ما هو  مثير وغامض ، كان آخره انها اكتشفت ان وزارة الدفاع تدار من قبل تنظيم داعش ، وان الوزير عيّن 30 قياديا من تنظيم داعش بمناصب عليا في الوزارة.
سيقول البعض يارجل مالك تقلب بدفاتر النواب  ، ولا تريد ان  تلاحق المثيرمن اخبار " التكنوقراط "  ،  ياسادة المثير في العراق يخبرنا أصحابه أن لا حكومة  من دون تقاسم الكعكة العراقية  ، هل تريدون ان أروي عليكم آخر خبر مثير ؟ فديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ابطاله ابناء الجالية العراقية في إسرائيل ، شبابا وشيوخا، بناتٍ وصبيانا  ، نساءً ورجالاً يقيمون أفراحهم تحت ظل  اغاني  زهور حسين وعفيفة اسكندر وعباس جميل  ، بالامس وأنا اشاهد الفديو ، تذكرت اليهودي  مير بصري وهو يهمس  في أُذن صديقه المعمم  محمد رضا الشبيبي وهما يحضران حفلة مدرسية :" لن تجد مثيلا لهذا الغناء في كل بقاع الارض "
الأمس كان  الفديو يزدحم  بعشرات النساء والرجال وهم يغنون بلهفة صادقة " أحيا واموت على البصرة ، ليردّ آخر أحيا واموت على ذي قار ، ولتكمل فتاة صغيرة الغناء :أحيا واموت على بغداد ، الجميع يغنون مع تصاعد صوت المطرب ، وكأنهم يستمعون الى النشيد الوطني فتلمع العيون بدمع واحد، والوجوه بشجن عراقي.. حتى يُخيّل إليك أنهم من خلال الأغاني  يعيدون اكتشاف العراق الكبير الذي يريد له البعض ان يرقد تحت ركام  خطب " ميرابو العراق " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    صدقني يااستاذ علي ان هذه المراْة صادقة ولربما اكثر من هذا العدد موجود في هذه الوزارة ومئات اضعاف هذا العدد يتواجد بكل الوزارات والمؤسسات الحكومية والا كيف دخل وسيطر داعش على ثلث مساحة العراق فدعها يااستاذ تتحدث فالفضائح لاتعرفها الا من خلالهم عندما يكره ب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram