نشرت الوكالة تقريرا ربطت فيه بين الحج ودور الدين في السياسة بمصر، وقالت إنه مع تأكيد المصريين لإيمانهم في الحج، فإن التساؤلات تدور حول دور هذا الإيمان في السياسة في بلادهم.
وتحدثت الوكالة في البداية عن ماجدة بانجيد، الأستاذ بجامعة الأهرام الكندية، التي أنهت مناسك الحج وتستعد للعودة إلى مصر، وتقول إنها تتوقع من عائلتها أن تطلب منها ارتداء الحجاب لإثبات تدينها بعد أن نقاها الحج من كل خطاياها وجعلها أقرب إلى الله، وتقول إنها تتوقع هذا تماما من عائلتها، لكنها لا تريد هذا النوع من الضغوط من الحكومة أو القادة، مطالبة، بترك الدين للشعب.
وتشير أسوشيتدبرس إلى أن الحج يقدم فرصة للمسلمين لإعادة تأكيد إيمانهم وتعميق معتقداتهم الدينية، ويأتي في وقت تواجه فيه العديد من الدول العربية قضية مشابهة على المستوى السياسي بعدما أطاحت الثورات بقادة حكموا منذ أمد طويل وجاءت بالإسلاميين إلى السلطة، والسؤال الآن يتعلق بمدى دور الإسلام في الحكم.
ومصر على وجه الخصوص تناضل مع هذا السؤال، فالانتخابات الرئاسية جاءت برئيس من الإخوان المسلمين الذين أصبحوا أقوى قوة سياسية في البلاد، ومعهم السلفيون الذين يتبنون نهجا أكثر تشددا من الإسلام.
وبينما كان الحجاج يطوفون حول الكعبة ويؤدون مناسك الحج، كانت مصر في صراع مرير على كتابة الدستور الجديد، فالسلفيون يضغطون من أجل أن يستند الدستور إلى أحكام الشريعة، وهو ما يثير مخاوف الليبراليين من أنه سيجلب تطبيقا أكثر صرامة للشريعة ويمكن رجال الدين من القيام بدور سياسي، وهو ما سيحد من حقوق المرأة وحرية العبادة وحرية التعبير.
وتمضي الوكالة قائلة إنه ربما يكون المصريون الذين حجوا هذا العام موحدين في الأهمية التي يعطونها للدين في حياتهم، إلا أن هذا لا يعنى أنهم جميعا يتفقون حول خلط الدين بالسياسة، فأكثر من 90 ألف مصري أدوا الحج جاؤوا من كافة شرائح المجتمع، أغنياء وفقراء ومن كل أنحاء البلاد.
ونقلت الوكالة عن سيد زيد، الصحفي بالتليفزيون المصري الذي أدى الحج هذا العام دون أن يغطيه، قوله إن الدستور يجب أن يمثل كل المصريين، ويجب أن يكون مستندا إلى القرآن، فالشريعة سيطبقها الله، ويجب أن تطبق كما أنزلت من عند الله.
في حين قال حاج مصري آخر انه لا يوجد ما يدعو للخوف من الشريعة أو الإسلاميين، سيكون دستورنا جيدا إن شاء الله وسيحركنا للأمام، بينما قال أحد أنصار أحمد شفيق إنه يخشى من أن مصر تتحول إلى دولة ثيوقراطية، وقال إن الديمقراطية والحرية أمران جديدان على البلاد، ويجب ألا يكون هناك سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
وتشير أسوشيتدبرس إلى أن الحج في حد ذاته يظهر تنوع تفسير الأحكام الإسلامية، فعلى سبيل المثال، في أغلب العالم الإسلامي ينفصل الرجال والنساء أثناء الصلاة، لكن في المسجد الحرام، يصلي كلاهما جنبا الى جنب، وفي أغلب طقوس الحج غير مسموح بارتداء النساء للنقاب.
المصريون موحدون في الحج منقسمون حول دور الدين في السياسة
نشر في: 30 أكتوبر, 2012: 11:00 م