اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من ذي قار إلى البصرة .. العنوان واحد

من ذي قار إلى البصرة .. العنوان واحد

نشر في: 4 إبريل, 2016: 06:52 م

هل سألت نفسك لماذا مع كل أزمة سياسية تتفجر الأوضاع  الأمنية وتتعرض مدن آمنة الى  اعتداءات إرهابية وحشية ؟  لماذا نعيش في حُمّى الخوف وفقدان الأمن؟ أليست ذي قار والبصرة يقودهما ساسة منتخبون ومن " جماعتنا "  ؟ لا أحد يسأل ،  والمواطن تتلخّص حياته بين موت مؤجّل ، وايام بلا معنى  ، ولعل  خطب الساسة و" عنترياتهم "  هي بعض مما ارتكب  النظام السياسي من جرائم بسبب الحرص على نظام تقاسم الكعكة الطائفية  .
مدن غارقة في الفساد ويريدونها أن تغرق بفوضى الأمن ، ومسؤولون لا يمتلكون خبرات في التعامل مع  ما يجري من أحداث كارثية  ، فقط سلاحهم شعارات من نوعية :" كلّ شيء تحت السيطرة " .  يريدون منّا  أن نتحول الى أسرى خطاباتهم الأمنية  ، أسرى لمدن محاصرة من الإرهابيين ، وتنتظر كرندايزر ينقذها  أو علم دار  يصفي  اصحاب الاجندات  مثلما أخبرنا ذات يوم " نحس " النائب  مهدي الخفاجي.
تصريحات محمّلة بغبار المعارك الوهمية ، يرتفع فيها مؤشر الحماسة الى الذروة مع استدعاء صوت القائد العام للقوات المسلحة الذي أخبرنا ذات يوم أنّ العراق أصبح مقبرة القاعدة ، ثم ارتفع موج التخمينات في بورصة الوضع الأمني إلى الذروة، مع استدعاء أصوات من وزارة الداخلية وأخرى من الدفاع سرعان ما أعلنت أنّ الإرهاب اندحر في العراق وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة وأنّ أيامه معدودات !
لا يهمّ أن تقرأ خبر تفجير في ذي قار ، فهذا جزء من المؤامرة على العملية السياسية ، ولا يعد فشلا سياسيا وأمنيا  ،   ليس المطلوب  منك ان تصمت بل ان تصفق  . لم يعد يكفي أن  يموت العراقي خوفاً  .
في معظم تجارب الشعوب التي صدعت رؤوسكم بها ،  الدولة هي  كل شيء. لذلك قامت الدول  على أساس المواطن وليس طائفته او معتقداته ، ولا أجد مبرراً لأن أعيد على مسامعكم عددا من الامثلة والنماذج التي طالما حاولت ان أعقد مقارنة بينها وبين ما يجري في بلاد الغراوي وغيدان  ، وعذرا إن عدت للمقارنة فماذا افعل وأنا أسمع محافظ البصرة يقول بعد التفجير أنّ الإرهابي  اضطر الى تفجير السيارة  في هذا الموقع نتيجة عدم تمكنه  من تفجيرها في موقع آخر  ، لا أريد ان أُذكّركم انه بعد ساعة واحدة من تفجيرات بروكسل  ، قدّم وزيرا الداخلية والدفاع استقالتيهما ووضعا نفسيهما تحت تصرف جهات التحقيق لمعرفة من هو المقصّر!  
ما من شعب، في التاريخ، تحمّلَ كل هذا السخف والأذى وكل هذه البيانات الكاذبة التي تحاصره كل يوم والتي يصرّ أصحابها على شعار يقول : إنّ أفضل ترويج لسلعة رديئة أن تقوم بإغراق السوق بما هو أردأ منها!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    عيني انت استاذ علي حسين بغداد صارت قندهار منذ عام ٢٠٠٣ فالعاصمة قندهار فمن الطبيعي ان تكون جميع مدن العراق شبيهة بالعاصمة البغدادية القندهارية والمطلوب هو كما يلي ان العراقيين لازم يؤمنون بولاية الفقيه ( السفيه ) التي تحكم العراق وتسيطر عليه بواسطة بروكسي

  2. د عادل على

    ان التحول الدى جرى فى البلاد بمجىء الجيش الامريكى وانتهاء الارهاب الصدامى فجاة والفرهود ومجىء القاعدة لحصد الارواح بالجملة وتدهور الوضع الاقتصادى وعدم تواجد التنظيمات الحزبيه خلق عدم الاستقرار وانعدام الثقه بين الحكومة والشعب------حياة الانسان فى عراق ص

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram