اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأمــــراض الجلديــــة..تستهدف أجساد الفقراء والنازحين

الأمــــراض الجلديــــة..تستهدف أجساد الفقراء والنازحين

نشر في: 6 إبريل, 2016: 12:01 ص

استعانت مديرة المدرسة باحدى (المنظفات) لتفتيش التلاميذ خوفا من اصابتها بالقمل الذي اكتشفت وجوده احدى المعلمات بين تلاميذ احد الصفوف الاولى لتعلن بعد ذلك الادارة (النفير) بأنها ستقوم بالتفتيش يوم الخميس المقبل على جميع التلاميذ حلاقة الشعر الطويل ومَن

استعانت مديرة المدرسة باحدى (المنظفات) لتفتيش التلاميذ خوفا من اصابتها بالقمل الذي اكتشفت وجوده احدى المعلمات بين تلاميذ احد الصفوف الاولى لتعلن بعد ذلك الادارة (النفير) بأنها ستقوم بالتفتيش يوم الخميس المقبل على جميع التلاميذ حلاقة الشعر الطويل ومَن تجد في رأسه القمل لن يُسمح له بالدخول الى المدرسة حفاظاً على بقية التلاميذ من الاصابة التي تنتشر بسرعة. والمشكلة هنا كانت ان الحلاق في المنطقة يستقبل التلاميذ ويقوم بحلاقتهم دون أية مبالاة الأمر الذي يجعل من انتقاله سهلا وانتشاره أسرع حتى بين الشباب وكبار السن.

الشامبوات الرخيصة
المشكلة لن تتوقف بين طلاب المدارس، بل تتوسع الى الآخرين لأن هذه الحشرة سريعة التكاثر والانتشار خاصة بين الاطفال في المناطق النائية، رغم ان توفر كل انواع الغسول والصوابين التي باتت في متناول الجميع ،عن ذلك يقول بلال محمد والد تلميذ في المرحلة الابتدائية لـ(المدى): الإصابة بالقمل بين التلاميذ له اسباب عدة منها عدم وجود النظافة المدرسية والاهتمام بالحمامات التي اصبحت آيلة للسقوط في اغلب المدارس. مضيفا: تحديدا في المناطق النائية والفقيرة اضافة الى عدم مراقبة الاهل لأبنائهم من استخدام انواع مختلفة من الكريمات والدهون وبقائها في الشعر لفترة طويلة من دون غسل.
اما منال حسين موظفة في وزارة الصحة فقد بيّنت لـ(المدى): ان انتشار القمل من ضمن الامراض الجلدية التي انتشرت بكثرة بين النازحين نتيجة سوء الاحوال المعيشية وضعف الخدمات الطبية. مشيرة: الى ان قلة الاستحمام والنظافة قد ساعد كثيرا في تفشي الاصابة بالامراض الجلدية المعدية. منوهة: للاحتكاك والجلوس عن قرب مع بعضهم البعض واستخدام الادوات نفسها ان كانت للحلاقة او للاستحمام وحتى استخدام مساحيق الغسيل قد تكون سبباً للاصابة بالامراض الجلدية وانتقالها من شخص الى آخر.

رفض أولياء الأمور
بينما قالت مديرة مدرسة الفرزدق الابتدائية المختلطة التربوية شذى عبد الله بحديثها لـ(المدى): التفتيش الدوري للتلاميذ مطلوب من ادارات المدارس ولكافة المراحل. مردفة: لكن مع الاسف هناك اهمال كبير من بعض العوائل لأبنائهم بهذا الجانب وعدم متابعتهم تجعل الاصابة بالامراض سهلة لاختراق أجسادهم. متابعة: لذلك عندما نقوم بعمل اجتماع دوري مع اولياء الامور لأجل التنسيق معهم ولمتابعة المستوى الدراسي والصحي.

العدوى تُصيب التلاميذ
واضافت مديرة المدرسة: حين يتم تشخيص حالة اصابة نخبر ذوي التلميذ لكنهم للاسف يرفضون ذلك ويعتبرون الامر شخصيا لا يمكن للمدرسة ان تتدخل. موضحة: ان ولي أمر الطالب يبدأ بالتهديد والتلفظ بكلام غير لائق. مشيرة: الى ان احد اولياء الامور قال بالحرف الواحد (ابني بيه قمل شعليها المدرسة!)
واسترسلت التربوية شذى عبدالله: جراء هذه التصرفات التي يقوم بها بعض اولياء الامور في الصف ذاته أُصيب (25) طالبا بالقمل جراء الاختلاط. مضيفة: طلبنا من عوائلهم حلاقة شعرهم نمرة صفر وتنظيفهم وإلا ستكون هناك اجراءات اخرى. لافتة: الى قيام ادارة المدرسة بالفحص الدوري للتلاميذ والصفوف والمتابعة المستمرّة من خلال تواجد معلمات ومرشدات الصفوف  في الساحة والممرات يراقبن التلاميذ ونظافة المدرسة لضمان عدم انتقال أي عدوى بين التلاميذ.

وزارة تنفي وأخرى تؤكـد
وزارة الصحة سبق وأن نفت انتشار بعض الأمراض الانتقالية، كالجرب وحبة بغداد، في أطراف العاصمة بغداد، أو تجاوز الإصابات بها الحدود الطبيعية، وأكدت أنها تعتمد خطة سنوية للوقاية من تلك الأمراض ومكافحتها، في حين بينت لجنة الصحة في مجلس النواب، تسجيل حالات إصابة تمكنت الوزارة من رصدها ومعالجتها، ودعت إلى تعاون الجهات المعنية المحلية والعالمية لمنع انتشارها.
لكن واقعاً يُشير الى أمر آخر خاصة في معاناة النازحين وانتشار الامراض الجلدية بينهم مثل الجرب وحبة بغداد الامر الذي يستدعي وقفة لأجل تخليص الناس من هذا المرض الذي قد يتحوّل الى وبــــاء.
الناطق الإعلامي لوزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز ذكر لـ(المدى): وجود لجنة عليا مشتركة لمتابعة اوضاع النازحين من ضمنها لجنة صحية تقوم بمتابعة اوضاع النازحين الصحية ومعالجة الامراض الانتقالية. مشيرا: ان هناك فرقاً صحية ومراكز صحية تشرف على صحة النازحين وعلاج الامراض الجلدية التي يصابون بها وفعلا تمت السيطرة على اغلب الامراض الجلدية التي انتشرت بينهم .

الجرب يغـزو المخيمات!
مخيم النازحين في مدينة كربلاء يعاني من انتشار العديد من الامراض الجلدية ومن بينها الجرب وانتشار القمل. اذ ذكر المواطن النازح خليل الشبكي ان هناك عشرات الحالات والاصابات بالجرب او حبة بغداد. مبينا: ان المركز الصحي القريب من المخيم عجز عن معالجة الحالات والاصابات التي اخذت تزداد لكن من دون متابعة من أية جهة للأسف.
أم علي نازحة في ذات المخيم اكدت تزايد حالات الجرب والامراض الجليدة المعدية في المخيم، حيث عزت السبب إلى ضيق مكان السكن والاختلاط بين العائلة واستخدام ذات الحاجيات، مشددة: على شح المــاء اذا كان للنظافة او للشرب.

الإصابة بـ24 ساعة
الدكتورة منتهى عبد الامير طبيبة اختصاص جلدية بينت لـ(المدى): ان الاصابة بالامراض الجلدية تختلف حسب نوع المرض وخصوصا القمل.. وحقيقة علمية معروفة للجميع  ان الانسان غير النظيف يكون مفضلا لهذه الحشرة في حالة العدوى. مشيرة: انها تعيش في رأس الشخص المصاب لفترة قد تتجاوز الثلاثين يوما تضع خلالها البيوض التي يصعب رؤيتها بسبب تشابه بيض القمل بقشرة الشعر.
وأضافت عبد الامير: إن القمل ينتقل بتلامس رأس الطفل برأس طفل مصاب أو باستخدام الأمشاط أو قبعات الرأس لأشخاص مصابين بالقمل. موضحة: ولأن القمل قد يكون موجودا على الوسادة، أو على مشط المصاب، فإن استخدام شخص آخر له قد ينقل القمل إليه. مستدركة: لكن بشرط أن يكون ذلك خلال أربع وعشرين ساعة من مغادرة القمل لرأس صاحبه الأصلي.

لعاب القمل وتحسس الجلد
 وعن أعراض الاصابة بالقمل ذكرت اخصائية الجلدية: من أهم أعراض الإصابة بالقمل الحكة التي قد تسبّب جروحاً في فروة الرأس مع ظهور حبوب حمراء صغيرة عليها وعلى الرقبة والأكتاف. موضحة: وذلك بسبب تحسّس الجلد للعاب القمل الذي يتغذّى على دم الإنسان ويتواجد عادة خلف الأذن وفي مؤخرة الرأس عند الرقبة.
اما بالنسبة للامراض الجلدية الأخرى مثل الجرب والحساسية والكثير من الامراض الاخرى فقد ذكرت الدكتورة منتهى إن العدوى يمكن إن تتم بالتلامس واستخدام الادوات نفسها اضافة الى عدم النظافة وسوء الاحوال المعيشية والبيئية التي تشجع على انتشارها ولهذا نلاحظ ان اغلب المخيمات انتشرت فيها  الامراض الجلدية الانتقالية والاصابة بالقمل.

النظافة خيــر وقاية
الجرب من الأمراض المعدية التي تنتقل عادة عن طريق اللمس، وينتشر بسهولة وبسرعة في الأماكن المزدحمة، أما حبة بغداد، فتصيب الجلد أيضاً نتيجة طفيلي وحيد الخلية يعيش داخل حشرة ناقلة تسمى ذبابة الرمل، وهي نوع من أنواع البعوض، وبشأن معالجة هكذا امراض فقد بيّن الدكتور قيس نوري كاظم اختصاصي امراض جلدية لـ(المدى) ان الاصابة بالامراض الجلدية الانتقالية والقمل له معالجات طبية واسعة فضلا عن وجود الادوية والكريمات والشامبوات والغسول والمطهرات التي تساعد على تطويق انتشار المرض. مردفا: اذا اخذنا الاصابة بالقمل فهناك معالجات عدة وخطوات يمكن اتباعها منها يجب تعليم الأطفال عادات سليمة مثل عدم استخدام مشط شعر خاصة بالآخرين. مشيرا: إلى اهمية العناية بنظافة الشعر وتسريحه بشكل دوري وعدم استخدام انواع من الشامبوات الرخيصة والتي تكون سببا لتكوّن البيوض. واضاف كاظم: اما الامراض الجلدية الاخرى مثل الجرب والحساسية وظهور بقع جلدية حمراء على الجلد فهي تكون نتيجة عدم توفر الشروط الصحية والاستحمام اليومية والنظافة الشخصية والبيئية. متابعا: لذلك كل تلك الامور تحتاج الى متابعة ورقابة ومعالجة صحية من قبل المعنيين بهكذا امور وهذا ما شجع على انتشارها في اغلب مخيمات النازحين التي تفتقر الى النظافة والماء الصحي والبيئة الجيدة للعيش.

تدابير غير كافية
سبق وان اعلنت الحكومة المحلية في المثنى، عن انتشار أمراض جلدية كـ"الجرب" و"حبة بغداد" في عدد من المدارس جنوب غربي المحافظة حيث عزت ذلك إلى قلة الماء الصالح للشرب وعدم توافر الأجواء الصحية بالمدارس، ناشدت المعنيين إغاثة الأطفال المصابين بأسرع وقت.
مديرية صحة ديالى، من جانبها كشفت عن إصابة 120 نازحاً بداء الليشمانيات الجلدي (حبة بغداد)، بمخيمات النازحين في خانقين والمناطق التابعة لها بالمحافظة، فيما بينت وزارة الصحة أنها اتخذت التدابير اللازمة للسيطرة على انتشار المرض وتوفير العلاج المطلوب، كما أكدت أن المناطق التي تقع تحت سيطرة ذلك التنظيم الارهابي، تشهد أوضاعاً صحية سيئة، غير أن الوزارة وبالتعاون مع المنظمات الدولية، تحاول تنفيذ حملات التلقيح ضد الأمراض الفيروسية، بالإضافة إلى رش المبيدات وإيصال الأدوية الأساسية والضرورية. مبينة: أن الأمراض المنتشرة بين النازحين حالياً تشمل الجرب، والتقمل، وداء الليشمانيات الجلدي والحشوي، فضلاً عن حالات الإسهال، نتيجة لتلوث مياه الشرب وانعدام النظافة العامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram