لا يتحدد مفهوم الاحتراف بمهمة على حساب أخرى وبعمل دون آخر والمحترف ببساطة هو المبدع بمجال اختصاصة ولا يخشى عليه من التعثّر كونه يعرف الطريق الى النهوض في حال سقوطه اينما كان ويتجلى المفهوم في مجال الرياضة وكرة القدم تحديداً، فاحتراف الاندية والاتحادات والإدارة واللاعبين حلقات مترابطة توصلنا الى الأهم وهو الإنجاز على مستوى اللعبة طالما كان هو الهدف الأول والأهم من العمل الرياضي في ميدان كرة القدم.
إن وجود إدارة تحترف العمل على مستوى التحضير والاستثمار والإعلام سيضمن من دون شك مثالية في العمل الرياضي، وبمراجعة بسيطة لأعلى الهرم الرياضي الكروي والمقصود اتحاد الكرة نرى بوضوح حجم الفقر في العمل الاحترافي بالرغم من تراكم الدروس والعِبر والمشاركات والدورات التطويرية التي تُحتّم على مَن يعملون في الميدان احتراف العمل الرياضي مع المنتخبات الوطنية أولاً ولنترك الأمور الاخرى التي تتعلق بدوري الكرة والفئات العمرية وغير ذلك من المتعلقات الجانبية الأخرى حيث لم نلمس على مدى السنوات السابقة دقة التنظيم في تهيئة المعسكرات والمباريات الودية وتأمين المشاركات وهي في الغالب مرتبكة لا تؤكد حتى قبل بدء البطولات والمباريات الرسمية بفترة قلية نكون فيها آخر الفرق الآسيوية التي تعي حجم البطولة ومكانتها يعزز ذلك الإرباك اخطاء إدارية لا يمكن تقبلها أو مجرّد الإعلان عن وجودها كالأخطاء في الأسماء وتأخر إصدار جوازات السفر والحجوزات وتأمين تأشيرة الدخول والاخيرة نكتوي بنارها مع كل حدث رياضي كبير ولا تختص باتحاد الكرة، بل بجميع المشاركات العراقية لبقية الاتحادات الرياضية.
وبالعودة الى ما رافق رحلة منتخبنا الوطني الأخيرة الى إيران للقاء منتخبي تايلاند وفيتنام وتأشير ما تم تداوله من الإعلام بجميع صنوفه سنرى أدلة دامغة تشير بوضوح الى حجم الاخطاء المتراكمة فنياً وادارياً واعلامياً تصلح ان تكون وثيقة عمل كاملة يقام من أجلها مؤتمر عام للتصحيح بمشاركة الأسرة الرياضية عموماً من أجل تخطي الاخفاقات المتكررة التي تؤثر بصورة وأخرى على سمعة ومكانة الكرة العراقية وهو ما لا نريده أبداً لكرتنا وجماهيرنا الرياضية مع أخذ تعهدات عملية وقانونية تكفل عدم وقوعنا بذات الخطأ وتحمّل النتائج بجميع اشكالها لأنها وأقصد الأخطاء المتراكمة من الاتحاد هي التي اوصلتنا الى هذه الحالة المزرية من الضعف حتى في مواجهة أقل فرق آسيا مكانة وترك المجال لمن يستطيع ان يعمل ويتعلم من تجاربه لأخذ مكانه الطبيعي ولا يجوز أبداً أن تبقى عملية المراوحة على الخطأ وحوله مستمرة .
أخيراً أود أن أُشير الى حالة من التحسّس وربما الانانية في التعامل مع اللاعب العراقي المحترف في أوروبا وتتوجه حوله موانع العمل بكل ما أُوتيت من قوة حتى قبل أن يمنح فرصة لتمثيل بلده طالما كان عراقياً خالصاً أفرغت الظروف على عائلته ويلاتها من أجل ان تكون الغربة بيته وربما كانت حسنة له فهو متسلح بحداثة أوروبا وكرتها المحترفة وليس من مشكلة تذكر ان كان عدد المؤهلين منهم للعب في المنتخب يتجاوز 13 لاعباً فالمهم هو اسم العراق ومكانته والمنافسة الحقيقية والجهد هي مَن ستُخلد أحدهم وتُنهي مشاركة الآخر.
الاحتراف سيّـد المهمة !
[post-views]
نشر في: 5 إبريل, 2016: 09:01 م