دول مجلس التعاون الخليجي الست كلُّها داخلة في قائمة الدول الأغنى في العالم. القائمة تضم 25 دولة، أولها من حيث الغنى قطر وخامستها الكويت وسابعتها الإمارات العربية المتحدة، ثم السعودية في المركز 11 وتليها البحرين في المركز 12، أما سلطنة عمان ففي المركز 22.
هذه الدول تُصنّف بين الأغنى استناداً إلى أرقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بخصوص الناتج المحلي الإجمالي، أو القوة الشرائية، للفرد الواحد، وهو ما يتراوح بين 146 ألف دولار سنوياً للفرد القطري وحوالي 45 ألف دولار للفرد العماني، بحسب تقرير نشرته للتوّ مجلة المال الدولية الشهرية (Global Finance Magazine).
غِنى دول مجلس التعاون الخليجي متحقق من الثروة النفطية التي أحسنت حكومات الدول الست استثمارها، ما انعكس على الحال المادية لمواطنيها لجهة رفاههم.
نحن، العراق، كان يمكننا أن نكون العضو السابع في مجلس التعاون الخليجي، فنحن دولة خليجية أيضاً، بل أول أو ثاني أهم دولتين خليجيتين، ولا يتقارن بنا من الدول الست إلا السعودية. كان يمكن لنا، كما حال سائر الدول الخليجية، أن نكون الآن بين الدول الأغنى في العالم، بل ربما كنّا سنزاحم قطر على مرتبتها الأولى في القائمة أو في الأقل الكويت على مرتبتها الخامسة. قطر ليس فيها غير النفط والغاز، والكويت ليس فيها غير النفط، أما نحن فلدينا، إلى جانب النفط والغاز، المياه وأرض السواد الخصبة والسياحة (الطبيعية والتاريخية والدينية)، فضلاً عن الثروة البشرية والعمق الحضاري، وهذه كلها كانت، ولم تزل، كفيلة بأن تجعل منّا في حال مالية واقتصادية أفضل من حال قطر أو الكويت.
السياسات الرعناء المتهورة غير الوطنية لأنظمة الحكم الدكتاتورية المتعاقبة، وبالذات نظام صدام حسين، هي التي أحرقت الأخضر مع اليابس في بلادنا. وقد كنّا، نحن العراقيين جميعاً، نتطلّع إلى نظام حكم يخلف نظام صدام يجعل بلادنا في مصاف دول الخليج الشقيقة أو أفضل منها، بيد أن سوء حظنا وطالعنا أوقعنا في ربقة نظام حكم، هو نظام الإسلام السياسي، لم يُبرهن حتى الآن على أنه أقل سوءاً من نظام صدام، كما هو واضح للعيان ومعاش على أرض الواقع .. نظام أشعل الحروب الطائفية وفتح أبواب خزينة الدولة على مصاريعها للحرامية الذين أمسكوا بمفاتيح السلطة والنفوذ. وبفضل هذا النظام صرنا في المركز 85 في قائمة مجلة المال، بناتج محلي إجمالي للفرد يقل عن 14 ألف دولار في السنة، أي أننا نتخلف عن "أفقر" دولة خليجية ( سلطنة عمان) بـ 63 مركزاً!
الأهمّ من تصنيف مجلة المال وأرقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الصمّاء، أننا في العراق لا نفتقد الغنى والرفاه وحتى بحبوحة العيش حسب، بل نحن نحيا حياة حافلة بالبؤس والآلام والمعاناة والفزع والموت على نحو متواصل، لا انقطاع له ولا انفكاك منه!
هذا ما جنيناه من نظام الإسلام السياسي، الشيعي والسنّي سواء بسواء، ومن نظام صدام من قبل.
من "بركات" الإسلام السياسيّ
[post-views]
نشر في: 5 إبريل, 2016: 05:51 م
جميع التعليقات 2
سمير طبلة
...نحيا حياة حافلة بالبؤس والآلام والمعاناة والفزع والموت على نحو متواصل، لا انقطاع له ولا انفكاك منه! . لا فض فوك!!!!!!!!!!!
ابراهيم الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم الاستاذ الفاضل.. أتمنى على حضرتكم أن تستخدموا مع من تسميهم بأنظمة الاسلام السياسي ان تسميهم بأنظمة من يدعي الاسلام..والا فهل نظام حزب الدعوة يمثل الاسلام ؟ لا أظن ان هناك منصف يقول بهكذا قول..انك يا مكرم عندما تصفهم