TOP

جريدة المدى > سينما > "الموجة الخامسة".. فيلم للمخرج جي بلاكيسون (J Blakeson)

"الموجة الخامسة".. فيلم للمخرج جي بلاكيسون (J Blakeson)

نشر في: 7 إبريل, 2016: 12:01 ص

الموجة الاولى هي فقدان كل تقنية الحياة وبث الخوف في النفوس مع الادراك ان فقدان الاطمئنان يسبب الهلع ، فالحدث بدأ مع الاخرين الذين اقتحموا الارض دون معرفة اي شيء عنهم.  الا ان التغييرات بدأت بالتسلسل مع الحدث الفجائي الذي ظهر مع الزلازل والبراكين

الموجة الاولى هي فقدان كل تقنية الحياة وبث الخوف في النفوس مع الادراك ان فقدان الاطمئنان يسبب الهلع ، فالحدث بدأ مع الاخرين الذين اقتحموا الارض دون معرفة اي شيء عنهم.  الا ان التغييرات بدأت بالتسلسل مع الحدث الفجائي الذي ظهر مع الزلازل والبراكين وانقطاع معالم الحياة .اذ انتهت كل مدينة وكل جزيرة بفعل الفيضانات والاعاصير المجهولة الاسباب،  فهل معارك العصر الحديث هي التحكم بالطبيعة والبشر وقيادة العقول عبر ادمان فك الشفرة والالعاب القتالية التي تعتمد على التحكم بالآخرين؟
اصوات للطيور واصوات للماء والوسائل الطبيعية التي انسجمت مع الراوي في فيلم ذي مفاهيم تثير الجدل مرسلة من الآخرين وفق رمزية توحي بالمجهول الذي نلصق به كل خطأ انساني.  لاننا لا ندرك ماذا يريدون او ماذا يحتاجون ! ربما الارض.  الا ان الغموض يلف الفيلم في البداية ليتابع المشاهد الفيلم باثارة ذهنية تزداد تساؤلاتها كلما لف الحدث تشويق آخر،  فالحياة والموت في صراع مستمر مع الانسان الباحث عن الاطمئنان والحياة الهادئة،  ولكن هل يمكن ذلك في ظل الصراعات والتخلص من الضعفاء، فالموجات عبارة عن تصفيات للبشر عبر بعضهم البعض وبث الخوف في صفوفهم اي تخلص البشر من بشريتهم وتجردهم من الانسانية التي تبقيهم على قيد الحياة وهم في تكاثر مستمر،  فما الذي يقودنا الى الانتصار؟.
ربما نحتاج للانسانية عندما نشعر بقوة فقدانها،  وربما نحن من نقاتل بعضنا البعض بمحفزات الاخرين الذين يبنون من الاوهام الاهداف التي من شأنها خلق دفاعات ذاتية تهدف الى تخفيض اعداد البشرية،  وما بين الانقاذ والتجنيد ثغرة لا بد من اكتشافها،  فهل استطاع الكاتب والمخرج خلق رؤية امتدت تخيليا الى ما هو ابعد من الفكرة التي تتطابق مع الكثير من الاحداث في العالم؟.
"جنسنا يؤمن ان الحب مجرد حيلة غريزة وطريقة لحماية مستقبلكم الجيني" جملة تختصر الكثير من مفاهيم البقاء،  لان الاجناس البشرية تمحو بعضها البعض بالحروب والاقتتال والتسبب بالدمار والتشرد ، ومقاومة كل ذلك هو بالاجيال الزمنية او المستقبلية القادرة على مقاومة مفاهيم النزاع والحروب بالحب والقدرة على منح الانسانية هوية الوجود ،  و"الاخرون" في الفيلم  يجهزون الاطفال كي يقتلو بقية البشر لانهم يحتاجون لتفريغ مساحة من الارض لوجودهم المحفوف بالغموض،  فمن هم الاخرون في فيلم الموجة الخامسة؟
اخراج هادئ لم يواكب عظمة القصة والفكرة المحبوكة بمفاهيم انسانية تميل الى الواقع برمزية الحدث الرئيسي وهم (الاخرون) بموجات لكل واحدة مرحلة تمهد للاخرى،  لنكتشف ان الموجات مراحل حياتية مخطط لها للبدء بمرحلة مفتوحة في نهاية الفيلم.  ربماسنعرفها في فيلم اخر ومراحل اخرى تعالج اهمية الشباب والاطفال في بناء المستقبل الذي نطمح له،  فالكاتب استطاع بناء الفكرة بمتانة تخيلية تربط الواقع الحالي للكثير من الاحداث بالحاضر  والمستقبل حيث يتم التجنيد على اسس مغلوطة،  فهل نحن في زمن فقدنا مصداقيته الدفاعية؟.
السيناريو وثلاثية  الكتاب سوزانا جرانت، أكيفا جولدسمان، جيف بينكنر عن رواية "ريك ينسي"( Rick Yancey’s) ، وكتابة شكلت اثارة مزدوجة للعقل والوجدان.  الا ان الحبكات المشهدية تقهقرت مع القصة وسلاسة عمقها الفكري وقوة التخيلات المبنية على الغموض، فعناصر النجاح اجتمعت في الفيلم نوعا ما لكن لم تكتمل بتناغم طاقم العمل باكمله مع الانتاج الذي بدا ضعيفا ، اما الصورة فلم تحقق تحفيزا بصريا مضافا،  والاخراج لم يستطع  تحقيق عنصر الدهشة او التقنية الحديثة لزيادة عناصر الاقناع والتأثر والتأثير.  والموسيقى لعبت دورها سمعيا من حيث تناغمها مع المؤثرات الاخرى اضافة الى التمثيل والاداء الجميل والمتناغم مع الشباب والوجوه  التي وضعتنا امام المستقبل وجها لوجه،  فالممثلة " كلوي غرايس موريتز"  نجحت في اظهار انفعالاتها الانسانية ومنح الحب حقيقة لا يتمتع بها من يسمى بالاخرين مع "نيك روبنسون"  وقوة الاحاسيس التي اختزنتها تعابير الوجه المؤثرة طيلة الفيلم دون ان ننسى "اليكس رو"  وبرودة الدور التمثيلي الذي اتخذ وجوها متعددة للاخرين المجهولين للمشاهد نسبيا،  لينتهي المشهد الاخير مفتوحا على نهاية تسلط الضوء على اهمية الامل  في الحياة،   فهل الامل بالسلام فقط هوما يسمح لنا برغبة البقاء،  وهل من سلام ممكن في ظل رغبة الاخرين بالابقاء على الحروب وقتل الناس بعضهم البعض؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram