مَن ذا يتعفف عن انتشال حقيبة سمينة، متخمة بحزم أوراق أجنبية، مركونة قرب جدار آيل للسقوط ثم يسارع بالهرب؟!
مَن ذا يحجم عن حمل زكيبة متروكة في العراء محشوة برزم الأخضر والأحمر (الدولار والإسترليني)، وهو موقن إن ما من أحد سيدعي ملكيتها ، وما من أحد سيقاضيه بجرم السرقة، وما من أحد سيطالب بنصيبه منها .
هذا هو مآل الثروات العراقية المهدورة التي تجد طريقها سالكا ، معبدا ، نحو مصارف الدول الأجنبية ، وبلدان الجوار او دفعها عداً ونقداً لشراء عقارات باهظة الكلفة في تلك الأصقاع .
من الأقوال التي لا تبارح الذاكرة ، والتي سمعناها يافعين، ووعينا مدلولاتها العميقة ونحن على أعتاب الشيخوخة: إن المال السايب يحضّ أولاد ( الحلام ) على الاستحواذ والسرقة .
إن ما تم تداوله محليا ودوليا عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وما أُطلق عليه بـ ( فضيحة العصر) بشأن الأموال الفلكية المدفوعة كرشى لتسهيل وتيسير تمرير العقود — الوهمية او نصف الوهمية — إنما هي أرقام فلكية - صادمة - لاسيما للعامة ، قياسا لمتوالية مشهودة بالعين المجردة : الفقر حــد التضوّّر من الجوع ، القتر حـد العري والشرب من البرك والمياه الآسنة ، والحاجة حد التسوّل وذل الاستجداء .
مََن يحاسب مَن ؟ والكل مُتهم بالجرم المشهود ، والكل مُدان بالتزام الصمت عما يجري من انتهاكات ، والكل يسارع للدخول في شرنقة ( التقية ) او اعتماد الحكم بالظن او الشبهات ، والكل يدَّعي البراءة من تهم الاستحواذ ، والكل يدّعي العصمة عن الدنايا والشبهات ! و…و.
البحثُ جارٍ عمن يتعفف عن مــدِّ يــده ، ليستحوذ على ثروة بلد متروكة في العراء للسابلة وأبناء السبيل ، والغرباء ، وذوي الجنسيتين .
## اولاد( الحلام )، ليست غلطة مطبعية ، إنما هي دمج لكلمتي أولاد ( الحلال والحرام ) في سلة واحدة لا يُستثنى منهم أحدٌ !!
الكابوس!!
[post-views]
نشر في: 6 إبريل, 2016: 09:01 م