اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البنزين المحسَّن يُقلق أصحاب السيارات

البنزين المحسَّن يُقلق أصحاب السيارات

نشر في: 9 إبريل, 2016: 12:01 ص

ظلَّ بهاء يشكو من تردي نوعية البنزين التي تسبب بإعطالٍ كثيرة لسيارته الحديثة، برغم انه جرَّب اغلب المحطات الحكومية والأهلية ضمن منطقة سكناه والمناطق المجاورة لكنه لم يحصل على مبتغاه حتى اعلنت وزارة النفط عن تخصيص بعض المحطات لبيع البنزين المحسن، حينه

ظلَّ بهاء يشكو من تردي نوعية البنزين التي تسبب بإعطالٍ كثيرة لسيارته الحديثة، برغم انه جرَّب اغلب المحطات الحكومية والأهلية ضمن منطقة سكناه والمناطق المجاورة لكنه لم يحصل على مبتغاه حتى اعلنت وزارة النفط عن تخصيص بعض المحطات لبيع البنزين المحسن، حينها استراح احمد والكثير ممن هم على شاكلته... ولنفترض إن الاغنياء سيحصلون على البنزين المحسن فكيف بقية الناس؟!

 

ألوان البنزين
احمد محمود لطيف يقول لـ(المدى) ان حقيقة ومشكلة البنزين ليست في المحطات الحكومية وانما  في الاماكن التي يُباع فيها خارج المحطة. مشيرا: إلى أن بعض اصحاب السيارات الذين يقومون بملء خزان الوقود وإفراغه خارج المحطة ثم يعودون مرة اخرى وهكذا. اما ما يخص نوع البنزين ولونه الذي يختلف عما موجود داخل المحطة فهو مجرد عملية غش يمارسها بعض اصحاب الاكشاك التي تختص ببيع الوقود من خلال اضافة مادة ( الهيدروليك) الحمراء الى البنزين او عبوات خاصة تباع على اساس انها مادة محسنة وفي حقيقية الامر انة غش معلن ونرى هذه الحالات في الطرق الخارجية تحديداً وبعض المحافظات واما في  بغداد فان هذه الظاهرة بدأت بالانقراض نتيجة وجود اعداد كبيرة من المحطات التي تعمل على مدار الساعة وتخصص البعض منها ببيع البنزين المحسن.

لا نتحمّل المسؤولية
احد العاملين في محطة شارع فلسطين رفض الكشف عن اسمه ذكر لـ( المدى ) أننا لا نتحمل مسؤولية سلامة او رداءة البنزين المحسن او العادي. مبينا: إن الامر يتعلق بنظافة (الصاهريج) الناقلة. مشيرا إلى أن البعض من سائقي الصاهريج يقوم بنقل كل المشتقات النفطية بذات الصهريج. بالتالي تبقى بعض الترسبات في القعر.  وعن غش المنتوج نفي العامل في المحطة امكانية خلط أو غش المنتج لأن هذا غير ممكن. مؤكدًاً ان هناك العديد من اصحاب السيارات يقوم بين فترة واخرى بشراء البنزين بنوعيات مختلفة مرة عادي ومرة محسن وعند حصول مشكلة في المحرك يرمي اللوم على البنزين ويتهم المحطات. مشيرا: الى ان السبب يكون في المحرك اساساً وليس هناك اية علاقة بالبنزين لكن البعض من العاملين في تصليح السيارات يُعلل ذلك بسوء البنزين.

وزارة النفط تُطمئِن
المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد قال: إن الوزارة تسعى الى تقديم افضل الخدمات للمواطن من خلال منتوجاتها المختلفة. وعن شكوى العديد من المواطنين حول رداءة مادة البنزين المحسن فان هذه المادة يتم استيرادها ضمن المواصفات العالمية والعراقية وقد حرصت الوزارة على متابعة هذا الموضوع. منوهاً: انه تم تحديد ست محطات حكومية مختصة ببيع مادة البنزين الى المواطنين وهناك لوحات تعريفية بارقام والجهات التي يمكن الاتصال بها في حال وجود اية حالة سلبية تظهر من خلال المنتوجات المباعة في تلك المحطات.
وطمأن جهاد: ان ظاهرة بيع البنزين المحسن تتم في المحطات الحكومية حصراً وليس هناك اية محطة اهلية تعمل او تبيع بهذا المنتوج فضلاً عن وجود خزانات ملائمة لاستقبال مثل تلك المادة بالاضافة الى متابعة الفرق الفنية والتفتيشية الخاصة بشركة المنتوجات النفطية لمتابعة اداء عمل تلك المحطات. مشيرا: الى ان خزانات الوقود في المحطات كافة سواء الارضية او ذات الاجهزة تخضع الى متابعة مستمرة من قبل الوزارة لتنظيفها ثم تأتي بعد ذلك مراقبة المحطات عند توزيع الوقود،  كما دعا كافة المواطنين للاتصال والابلاغ عن اي شك في هذه المادة لاسيما ان الارقام المعلنة موجودة في اية محطة تعبئة وقود في بغداد والمحافظات.

الغـش والبنزين المحسن
المواطن نشوان عبد القادر محمود من سكنة محافظة كركوك صاحب سيارة اجرة يقول لـ( المدى) إن نوعية البنزين المتوافر الآن في المحطات رديئة جدا قياسا بالنوعية السابقة وسعرهُ مرتفعٌ جداً  في مدينة كركوك. لافتا: إن هذا الامر شكل عبئا ثقيلا علينا، مضيفا: إن بعض اصحاب المحطات يتلاعبون بالوقود ويقومون بالغش او اضافة كمية من الماء إليه.
اما المواطن حسين علي البهادلي فقد ذكر بحديثه لـ( المدى)  أن المادة التي تستخدم كوقود لسياراتنا أصبحت رديئة ولا تصلح للاستخدام مطلقا، موضحاً: ان العديد من السيارات وخصوصا الحديثة منها تعرضت للأعطال بسبب البنزين الموجود الآن في المحطات. مشيراً: أننا نستغرب من الحكومتين المحلية والمركزية اللتين لا تعطيا حقَّ أبناءِ ميسان ولو فقط ببناء مصفى واحد للبنزين المحسن أو انشاء محطات تعمل على جلب أفضل أنواع البنزين، مع وضع القيود عليها بتوفير المادة الجيدة لوقود السيارات.
من جهته ذكر نعيم الكعبي أن  سيارته الخاصة تعمل على البنزين المحسن حينما كانت المحطات تجلب البنزين من مصفى البصرة، لكن رداءة الوقود المجهز مؤخرا أدت إلى تعطيلها بشكل كامل علماً أن سعرها (40) ألف دينار. وحمّل الكعبي وزارة النفط وشركة نفط ميسان والمنتجات النفطية مسؤولية ما يحدث من بيع وقود السيارات الذي يؤثر سلباً على المواطن بالدرجة الأولى.

مواصفات عالمية
ربما حال بغداد افضل بعض الشيء من المحافظات بسبب توافر البنزين المحسن في بعض المحطات لكن برغم ذلك يشكو الناس من سوء النوعية المجهزة، إذ يقول المواطن نزار محمد  إن البنزين المستخدم حالياً يزيد من اعطال محركات السيارات خصوصا، مضيفا: ان اكثر السيارات الموجودة في العراق لا تتوافر فيها مزايا المتانة التي تجعلها تستقبل النوعيات الرديئة من البنزين، مشيرا الى ان هذه الحالة لا تضرُّ بأحد غير المواطن البسيط.
فيما يرى هيثم جبار سائق سيارة أجرة: أن اسعار البنزين مرتفعة قياساً بجودة ما هو متوفر منه في محطات التعبئة الذي يؤثر بشكل سلبي على البيئة جراء العوادم المنبعثة من السيارات التي تنفث السموم في الجو. متابعا: وحسب قول وزارة النفط أن البنزين مستورد لذا يجب ان يكون هذا المنتوج ضمن المواصفات العالمية المعروفة بعالية الجودة. مشدداً: ان انتشار ظاهرة عطل السيارات والشكوى المتكررة حول مشكلة البنزين يُفترض إن تدعو القائمين في الوزارة الى زيادة المتابعة والتفتيش للحصول على ألاسباب الحقيقية ومعرفة الأسباب وراء العطلات المتكررة في السيارات الخصوصية الحديثة أيضاً.

تكاليف غير محسوبة
همام حسين موظف حكومي ذكر إن عطل السيارات بسبب رداءة نوعية البنزين يترتب علينا دفع تكاليف غير محسوبة الأمر الذي يُربك ميزانية العائلة ومتطلباتها الكثيرة. لافتا: إلى إن هذه المشكلة اخذت تتفاقم بشكل كبير، داعيا: إلى ضرورة اعادة النظر بالتجهيز وبسيارات نقل الوقود وحزانات المحطات الاهلية والحكومية خاصة التي أُنشئت منذ عقود.
اما رعد عباس سائق سيارة (جمسي) يعمل على الطرق الخارجية خط بغداد / السليمانية ذكر ان  سعر لتر البنزين (المحسن) في اقليم كردستان وفي مدينة السليمانية تحديدا (900) دينار وهو فعلا وقود جيدة، مستدركا: لكن لا نستطيع ان نشتري منه لأنه مُكلفٌ جدا. موضحا: إن البنزين الموجود الان في بعض المحطات والذي يُعرف بالمحسن لا يحمل المواصفات القياسية المطلوبة. ذاكرا: إن بعض اصحاب المحطات على الطرق الخارجية يُجهزون البنزين بنوعية جيدة، عازيا سبب ذلك الى قلة الزخم على المحطات وحداثتها ايضا.

نقــل المنتوج
العديد من الموظفين والعاملين في محطات التعبئة رفضوا الحديث لـ( المدى ) كون العقوبات الرادعة لا ترحم وهم اصحاب عوائل حسب قول أحدهم : عامل تعبئة يوضح أن السبب المباشر في رداءة الوقود هو الناقل والحوض الخاص بمحطات الوقود كون  الناقلات التي تنقل النفط الابيض  واحيانا الكاز هي ذاتها التي تنقل البنزين والتداخل بين المواد هو الذي يُخلِّف وقوداً غير صالحة للاستعمال وانا رأيت وجربت الوقود حال خروجه من مصفى الدورة فوجدته وقوداً من الدرجة الاولى العالمية فاكتشفت ان المشكلة في الحوضيات الناقلة للوقود وفي خزانات المحطات وهي تعاني من كثرة الاستعمال وقلة الصيانة في المحطات الحكومية!
حسين سرحان : سائق فى شركة نقل المنتوجات يقول: انني أنقل  في بعض الاحيان  النفط الابيض وفي بعض الاحيان انقل البنزين من دون ان انظف الحوض والسبب في ذلك هو كثرة العمل والضغط اليومي علينا، فاحيانا نعمل ليلا مع نهار من اجل نقل المشتقات النفطية مؤكدا ما قاله مدير المحطة ان الوقود في خزانات المصافي من الدرجة الاولى ولكنه سرعان ما يتحوّل الى وقود من الدرجة العاشرة عندما يدخل خزانات المحطات!

المراقبة مستمرة
عثمان عبد القادر 64 عاماً يوضح أن المتابعة المستمرة والمراقبة الآن افضل بكثير من السابق ولاحظت هناك مخاوف حقيقية من العاملين عموماً من العقوبات التي تُفرض من الدائرة بحق المخالفين وهذا سيعطي نتائج ايجابية على أداء ونوعية الخدمة المقدمة من قبل وزارة النفط لجميع المنتوجات والان افضل بكثير من السابق مع وجود بعض الملاحظات الفنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram