ضمن الأنشطة الثقافية التي يقيمها معرض اربيل الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة عُقدت جلسة حوارية حملت عنوان (التكنولوجيا الحديثة وأثرها على المطبوع وصناعته) أدارتها الدكتورة غادة العاملي . حيث تمت استضافة كل من الناشر إيهاب عبد الرزاق عن دار المدى ل
ضمن الأنشطة الثقافية التي يقيمها معرض اربيل الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة عُقدت جلسة حوارية حملت عنوان (التكنولوجيا الحديثة وأثرها على المطبوع وصناعته) أدارتها الدكتورة غادة العاملي . حيث تمت استضافة كل من الناشر إيهاب عبد الرزاق عن دار المدى للطباعة والنشر والناشر بشار شبارو نائب الامين العام لاتحاد الناشرين العرب والدكتور حسين الهنداوي الخبير لدى الامم المتحدة . العاملي استهلت الجلسة بالقول: كلما ازداد التطور التكنلوجي اصبحت هنالك خشية على دور النشر المهتمة بالطباعة الورقية ، الامر الذي ادى الى تراجع في صناعة المطبوعات الورقية أمام انتشار الاصدارات الرقمية التي اخذت بالتنامي في الفترة الاخيرة. العاملي ناقشت مع ضيوف الجلسة عددا من القضايا التي تسهم في الابقاء على المطبوعات الورقية، وديمومتها.
جمالية الطباعة
الناشر بشار بشارو في معرض اجابته على سؤال مديرة الجلسة والمتعلق بمدى تأثير التكنلوجيا على المطبوعات الورقية، قال: في السابق كانت الصحيفة هي المصدر الاول للأخبار حيث يعكف المتابع لمختلف القضايا وخصوصا السياسية منها على اقتناء الصحف صباح كل يوم من اجل الحصول على المعلومة التي يريدها. مردفا: أما الآن فلم تعد الصحيفة كذلك بعد الطفرة الكبيرة في مجال تطوير وسائل المعلومات ، فقد باتت الوسائل الحديثة خصوصا الانترنيت المصدر الاول لمعرفة كل ما يدور في العالم.
واضاف نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب: فيما يتعلق بالكتاب فإنه ما يزال يقف مقاوما قويا امام تطور التكنلوجيا للخصائص التي يتمتع بها. مضيفا: علينا ان لا ننسى فضل التكنلوجيا على المطبوعات جميعا, حيث ساهمت في تطوير صناعة تلك المطبوعات الى درجة كبيرة خاصة جمالية الغلاف والحرف.
النشر والتوزيع
العاملي اشارت الى اهمية المكتبات ودورها الحيوي في التوعية والتثقيف . مبينة: ان المدن كانت تتسابق لتشييد مكتبة مركزية حتى ان بعض المدن العالمية شيدت مكتبات عملاقة تضم ملايين الكتب والعناوين ، لتتوجه –العاملي- بالسؤال الى الاستاذ حسين الهندواي: لماذا تتلكأ صناعة الكتاب في العراق على الرغم من دخول الطباعة الى البلد في مرحلة سابقة عام 1887 ؟.
حيث ذكر الهندواي: ان السبب الرئيس لهذا التلكؤ هو ان جميع المطابع في العراق كانت حكومية وهذا ما جعلها تعمل برتابة وبطء كبيرين كونها تسير وفق النظام الحكومي الجامد. موضحا: اما الآن فهنالك ثورة في هذا المجال بعد ان اصبحت هناك مطابع اهلية تعمل بحرية تامة. مستدركا: لكن لا تزال المطبوعات العراقية تعاني من خلل مهم يتمثل في سوء توزيعها حيث تعاني معظم دور النشر من خلل في توزيع مطبوعاتها.
مديرة الجلسة اشارت الى اهمية المطابع بتقديم كتاب يمتلك مواصفات جمالية طباعية وتصميمية متسائلة عن سبب غياب المطابع الحديثة في العراق؟ حيث أجاب الناشر إيهاب عبد الرزاق: ان السبب الرئيس لغياب المطابع الحديثة والمتطورة في العراق يعود الى عدم وجود طلب على الطباعة. مشيرا الى ان صعوبة توزيع الكتب العراقية جعلت الناشر يضطر لطباعة اصداراته خارج البلاد في بعض دور النشر العربية. مشددا على وجود رؤوس اموال عراقية ترغب بالاستثمار في مجال الطباعة لكن هناك تخوفا.
مكتبات وتخصصات
عادت العاملي ووجهت سؤالها الى الناشر بشار شبارو : ما سبب لجوء الناشر الى دور نشر بعيدة عن تخصص اصداراته . شبارو ذكر ان هنالك جوانب عديدة يجب ان تتوفر في بلد الطباعة اهمها وجود حرية رقابية اضافة الى وجود الحرية المالية التي تتمثل بالتعاملات المصرفية في هذا البد. منوها الى ضرورة وجود حركة دعم لوجستية للمطبوعات في هذا البلد وهذا ما دفع الكثيرين الى التوجه صوب لبنان لطباعة اصداراتهم فهو البلد الذي يتوفر فيه كل ما ذكر.
وبشأن عدم وجود مكتبة عربية تنافس المكتبات العالمية بعدد ونوعية المعروضات فيها اجاب الخبير المكتبي حسين الهنداوي: يعتمد وجود مكتبة عظيمة في اي بلد على مدى اهتمام الدولة بالكتاب وهذا ما تفتقر له الدول العربية التي تعاني من امور عديدة جعلت مكتباتها الوطنية تقبع في ذيل قائمة المكتبات العالمية الأبرز.
وبشأن إمكانية ان يكون الكتاب الالكتروني كتابا منهجيا للمؤسسات العلمية والاكاديمية في العالم العربي, اجاب الناشر ايهاب عبد الرزاق: ان هنالك اسبابا عديدة تمنع ان يحل الكتاب الالكتروني محل الكتاب الورقي كمادة منهجية. اهمها عدم معرفة نسبة كبيرة من المتلقين العرب الاستخدام الالكتروني معرفة تامة اضافة الى ان معارض الكتاب الورقي في الشرق الاوسط لا تزال قبلة للمتلقين والمتعلمين ما يدل على عكس ذلك.
فيما بيّن المكتبي حسين الهنداوي: ان جميع المعطيات تدل على ان الكتاب الورقي في طريقه نحو الانقراض وخير دليل على ذلك تراجع اصدار عدد من الصحف الورقية الاوروبية الشهيرة بعد ان تكبدت خسائر كبيرة ما دفعها للجوء الى نشر الاعلانات والصور الإباحية لغرض ضمان انتشارها.
لكن الناشر بشار شبارو اكد ان الكتاب الورقي مازال بخير ونشاط أمام ثورة الكتب الرقمية وخير دليل على ذلك وجودنا اليوم في هذا المحفل الكبير الذي يضم عشرات الآلاف من العناوين للكتب ورقية.
مديرة الجلسة ،الدكتورة غادة العاملي، اشارت الى تشبث القارئ العربي في الوقت الحالي بالكتاب الورقي لما يحمله من خصائص عديدة ، فقد اعتاد بعض القراء على التعبق برائحة الورق والإدمان على لمس الأوراق وتقليبها كما اعتاد البعض على طقوس الاطلاع على الكتاب الورقي التي تتمثل بجلسة القارئ ومكانه من المنزل وهذا ما يفتقر اليه الكتاب الالكتروني. لكنها تخشى من الأجيال المقبلة التي ربما لم تعتَد على تلك الطقوس كونها بدأت رحلتها مع المعرفة عن طريق القراءة للكتب الرقمية. لتُختتم الجلسة بعدد من المداخلات.