لإغتراب المبدع والفنان شكلٌ آخر ، فهو يُقيد روحه بوطنه رغم إبتعاد الجسد ، فنانون كثر أبعدتهم السلطات عن أوطانهم ، إلا أنهم نذروا فنونهم وروحيتهم إلى وطنهم ، وهذا ما جسده الفنانان غازي الكناني و عامر يونس اللذان عادا للإمتزاج من جديد بأرض هذا الوطن ،

لإغتراب المبدع والفنان شكلٌ آخر ، فهو يُقيد روحه بوطنه رغم إبتعاد الجسد ، فنانون كثر أبعدتهم السلطات عن أوطانهم ، إلا أنهم نذروا فنونهم وروحيتهم إلى وطنهم ، وهذا ما جسده الفنانان غازي الكناني و عامر يونس اللذان عادا للإمتزاج من جديد بأرض هذا الوطن ، ليحتفي بهما الوسط الأدبي والفني والثقافي في ملتقى الاذاعة والتلفزيون في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين مساء يوم الثلاثاء الماضي وعلى قاعة الجواهري ، حيث حضر عدد كبير من الفنانين والمثقفين العراقيين إحتفاء بعودة المغتربين.
رئيس الملتقى الدكتور صالح الصحن عدّ هذا اللقاء حافلاً بتعانق الأرواح الوفية لوطنها والمحبة لفنها قائلا " في هذه الجلسة رأيت عناق الحب والشوق والوفاء ، وفاءً لرجل ثبت أنه علم وسقف من أسقفة الثقافة بالعراق وهو الفنان غازي الكناني ، كما نحتفي بالشاب المبدع الذي تجول في أروقة وعواصم الثقافات العربية والأجنبية  الفنان عامر يونس ."
وفي تقديم الدكتور صالح الصحن للفنان غازي الكناني لم يجد الصحن ما يقوله عن حياة الكناني الذي عدّه معروفاً وغنياً عن التعريف بالنسبة لجمهوره الكبير قائلاً " يجب أن استثني سيرة الفنان غازي الكناني الذاتية لأنه ببساطة غني عن التعريف ."     
الفنان المغترب غازي الكناني  بحبٍ يصف تواجده اليوم  بين أصدقاؤه وزملاؤه وعلى أرض وطنه قائلا   " في غربتي جسدا إلا أن روحي تسكن في هذا الوطن فوجع الإغتراب صعب وخصوصاً لمن يحمل رسالة انسانية من المؤكد أن الإغتراب يسرق نصف العمر وحين أكون مع من أحب يلتم شتاتي ."
الحديث لغازي الكناني كان عن أعماله ، وأهم ما قدمه في غربته قائلاً " عملت فيلم " زفاف علي " وهو فيلم عالمي في استراليا ، اشتركت فيه مجموعة من الفنانين العرب والأجانب الحاصلين على الأوسكار ، وكانت فكرة العمل جميلة ." مؤكداً " لم اوافق على العمل إلا بعد الإطلاع عليه . " ذاكراً " عند انتهاء الفيلم أبلغتني الشركة أن الفيلم رُشح إلى مهرجان السينما العالمية ."
الإبداع لم ينس الكناني ولاءه لأرضه ، وحاول في خطى أبداعه المتواصلة أن يهدي هذا الابداع للوطن قائلاً " لقد اتفقت بالعقد أني أمثل العراق وليس العرب ، وذكرت أني في يوم التكريم سأحمل العلم العراقي الحبيب ."
 غازي الكناني يصف أن العراق بلد مليء بالمبدعين ، وأن الغربة إحتوت عدداً من الشباب العراقي الذين حصلوا على جوائز كبيرة وقدموا أعمالا احترافية ، ويذكر الكناني " اثناء عملي في الفيلم تعرفت الى فنانين عراقيين منهم شاب يدعى ماجد شاكر حاصل على خمس جوائز عالمية عن أفلام تخص العراق ، إضافة إلى شباب محترفين في مجال  الغناء والمسرح والتمثيل ، وهنا جننت وهاجمت الإعلام أن هنالك أفلاماً عالمية لشباب عراقيين وهنالك شباب مبدعون ومحترفون يقتنصون الجوائز كل يوم إلا أن الاعلام يعتم عليهم ولا يعطيهم حقهم كما ينبغي . "  
عن دوره في دعم الشباب يتحدث الكناني قائلاً "  إلتف حولي عدد من الشباب المبدعين ، كوني رئيس جمعية الصداقة الاستراليه العراقية ، وهنا اخترت مجموعة شباب منهم  لتقديم اول عمل مسرحي اسمه " يا أهل هذا الزمان " ، وهي فكرة عراقية تتحدث عمّا جرى في العراق وكيف قتل الأدب والشعر والسينما ، وقد استحضرت عصر المتنبي في فكرة العمل ، وهنالك تحاور بين المتنبي وبين المثقف المغترب ، وتدور امام المتنبي أحداث القتل والترهيب ."
وأكد الكناني مطالباً " نحن بحاجة الى رجل ثقافة يلتزم شؤون الثقافة العراقية في كافة مجالاتها وعلى كافة صُعدها ، نحتاج لشخص يلامس حاجتنا ووجعنا ليستطيع النهوض بثقافتنا من جديد."
يعاود الصحن تقديم الفنان الموصلي عامر يونس الذي تحدث لنا عن نفسه قائلا " أنا من مواليد الموصل 1954 ، بداياتي الفنية الحقيقية كانت في 1993 ، حيث قدمت أول اعمالي مع الفنان نبيل غانم والذي أستفدت منه كثيراً في الموشحات والأغاني ."
وأضاف يونس قائلاً " أن تجربتي الأولى كانت في تقديم أغنية أنا في إنتظارك ، ثم شاركت في مهرجان الأغنية العراقية وأعجب بي كبار الفنانين العراقيين أمثال الكبير حقي الشبلي ، وبعدها ، شاركت في الفرقة الفومية للفنون الشعبية وشاركت في مهرجانات داخل وخارج العراق مع كبار الفنانين أمثال سعدي الحلي و أمل خضير وغيرهم ."
 وعن أعماله الأبداعية الحالية يذكر عامر يونس " أنه أشترك مع الفرقة البصرية في قطر لتقديم حفل غنائي عراقي ، تضمن أغاني موصلية ، إضافة إلى تقديم حفل في دار الاوبرا في القاهرة في مهرجان القاهرة ، وطلب مني رئيس المهرجان أغنية للفنانة أم كلثوم ."
شهد الإحتفاء بالفنانين المغتربين تكريماً لهما وإستقبالهما بباقات الورود ، كما شهد الحفل تقديم بعض الأغاني للفنان عامر يوسف ، وعدد من الأغاني الموصلية والعراقية والعربية .