اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > رفعوا أسعار الخدمات من دون تحسينها ! ..مشاهدات في مستشفى الزهراء التعليمي

رفعوا أسعار الخدمات من دون تحسينها ! ..مشاهدات في مستشفى الزهراء التعليمي

نشر في: 9 إبريل, 2016: 09:01 م

نظراً لسوء حالتها الصحية والتعب الشديد الذي يجتاحها قررت وفاء الذهاب إلى طبيبتها النسائية بعد الفحص والمعاينة تبيّن أن وضع جنينها في خطر ووضعها الصحي بحاجة لمتابعة بعض الفحوصات والتحاليل وما عليها إلا الخضوع لإستشارة طبيبتها والمكوث في مستشفى الزهراء

نظراً لسوء حالتها الصحية والتعب الشديد الذي يجتاحها قررت وفاء الذهاب إلى طبيبتها النسائية بعد الفحص والمعاينة تبيّن أن وضع جنينها في خطر ووضعها الصحي بحاجة لمتابعة بعض الفحوصات والتحاليل وما عليها إلا الخضوع لإستشارة طبيبتها والمكوث في مستشفى الزهراء التعليمي في مدينة النجف لبضعة أيام لآخذ علاجها اللازم والراحة التي تحتاجها وحين أخبرت الدكتورة انها موظفة في دائرة حكومية، شدَّدت الطبيبة على ضرورة دخول المستشفى الحكومي من اجل الفحص والمعاينة واحتساب أجازة مرضية اذا تطلّب الأمر، حينها لم تدرك وفاء اي نوع من الراحة ينتظرها في المستشفى الذي حُوِّلت إليه.

إدفع ولا تسأل
في الصباح التالي أخذت ورقة طبيبتها الخاصة بدخول المستشفى ووقفت في أقصر طابور لإستقطاع باص في الإستشارية والبالغ (3000) دينار وبعد الدخول إلى الطبيبة حوّلتها إلى طابور آخر لعمل (الطبلة) وهناك توجّب عليها استقطاع تذكرة لعمل طبلة دخول المستشفى والبالغة عشرة آلاف دينار وتم تحويلها لغرفة الطبيبة المختصة مع أوراقها وبدورها حوّلتها إلى إجراء بعض التحاليل والفحوصات والسونار، فعند كل باب عليها دفع مبلغ معين، وعند باب تحليل الدم عليها دفع (5000) دينار، وفي باب تحاليل الإدرار عليها دفع الفي دينار وفي باب السونار الفي دينار أخرى وبباب الصيدلية دفع مبلغ (5000) دينار وبعد توزيع هذه المبالغ عليها أخذت طبلتها والذهاب إلى الردهات للبحث عن سرير لها فقط!
بعد دخول الردهة ورائحة العفن تملأ أرجاء الغرفة جالت وفاء بعينيها للبحث عن أنظف سرير يمكن أن تجده وسط ستة أسرَّة متخمة بالدم والعفن وبقايا حالات الولادة!

23238 ولادة في العام
في وقت سابق أشارت إحصائية مستشفى الزهراء التعليمي إلى عدد الولادات والعمليات التي أجرتها والمراجعين والحالات التي إستقبلها خلال العام الماضي بما يزيد على ربع مليون مراجع.
قال مسؤول الشعبة (رئيس إحصائيين أقدم) جمال ناصر من إعلام المستشفى: ان شعبتهم قيّدت إحصائية بعدد الولادات والعمليات والحالات المستقبلة طيلة عام (2015) مشيراً: إلى أن المستشفى وبرغم أن سعته السريرية محددة بـ(400) سرير إلا أنها سجلت في صالات الولادة (23238 ) ولادة منها (400 15) ولادة طبيعية، كما  أحصت الشعبة عدد العمليات التي أجرتها في صالاتها والتي بلغت (8981) عملية أغلبها على العام حيث بلغ عدد العمليات فيه (6130 ) عملية تنوعت بين النسائية والأطفال وكان النصيب الأكبر للنسائية.

100 الف نازح
وأضاف مسؤول الإحصائية أن عدد المراجعين خلال العام الماضي وصل إلى أكثر من ربع مليون مراجع تنوعت ما بين وحدات النسائية والأطفال وكان نصيبها (85570) بينما الإستشارية وصل عدد المراجعين فيها إلى (64992) فيما أحصت شعبتنا عدد المراجعين في الخافرة بـ(111020) وكعادتها صالات الطوارئ التي يقع زخم المراجعين عليها سجلت (26040).
سبق وأن أكدت المؤسسات الصحية في محافظة النجف الأشرف على لسان مديرها العام الدكتور علي عبدالزهرة شبّر أنها تستقبل (45%) من المراجعين من غير أبناء المحافظة فضلاً عن عدد النازحيين الذين تجاوز عددهم أكثر من (100) ألف نازح زادوا بـ(598) مولودا جديدا خلال العام الماضي .

تقشّف وتسعيرة مُبالغٌ فيها !
وسط الظروف التقشفية التي يمر بها البلد وتخفيض مرتبات الموظفين، اطلقت وزارة الصحة العراقية تسعيرة خاصة لدخول المواطن مستشفياتها وذلك لرفد ميزانية الدولة الخاوية من جيب المواطن الممزق!  من دون النظر إلى مستوى الخدمات المقدمة للمريض، وفي هذا الشأن سردت وفاء لـ(المدى) بعض ما شاهدته في ردهة النسائية: كنت أظن في بادئ الأمر أن المواطن الذي يدفع كل هذه المبالغ لقضاء ليلة في ردهات مستشفى عام انه سيحظى بالإهتمام والرعاية الخاصة بالأخص بعد أن كان السعر بخمسمائة دينار لينام هناك وارتفع بشكل رهيب إلى العشرة آلاف دينار لكل ليلة، مضيفة: وانا أُهيء نفسي لدخول الردهة تخيلت للحظة انها (تلمع من النظافة) وللأسف خاب ظني بشكلٍ مؤسف! فالردهة تطفح برائحة نتنة يصعب تقبلها والأسرَّة الستة في الغرفة تمتلىء ببقايا الدم والعفن، مبينة: ان زوايا الغرفة تضجُّ ببيوت العناكب؟

حمامات مُقرفة
واستطردت وفاء بحديثها: حسب نظام المستشفى ان المريضَ في يومه الاول غير مشمول في قائمة توزيع الاغذية والوجبات، مردفة: لم استطع أخذ راحتي والنوم بسبب ضجة الردهة ورائحتها اضافة إلى أن مرافقي المرضى يفترشون الأرض النتنة وينامون عليها لعدم وجود أسرَّة للمرافقين، ناهيك عن دخول الحمامات. لافتة: الى ان الحمامات النسائية تفوح برائحة الدماء والعفن والمياه الطافحة ومقاعدها النتنة! مشيرةً: ان الكلس يشكل منظرا لا يُستهان به عند حافات المغاسل. حينما سألت وفاء واحدة من الطبيبات المقيمات في المشفى: كيف لها وهي الطبيبة أن ترتضي بهذه المناظر البشعة من القذارة؟ أجابتها وبكل برود إن المستشفى نظيف وحينما ردّت عليها وفاء بأنها طوال اليوم الذي بقيت فيه في الردهة لم ترَ عاملاً قد مسح الردهة ، ضحكت الطبيبة قائلة ( رجل يستحي أن يدخل ردهة نسائية). علماً ان حمامات الطبيبات مقفلة وهناك مفتاح لكل واحدة منهن.

بين العام والخاص جيب ممزق
وسط كم الخراب الذي يمرُّ به عراقنا اليوم تنطلق الاسئلة، اضطهاد المواطن الذي لا يملك إلا كبرياءه بوطن ممزق بالشكل هذا وانتهازه والأغلب ابتزازه واستفزازه فعندما يتعذّر على المواطن دفع الضريبة لهذه المبالغ يُطرد من المستشفى على حساب صحته، وعلى لسان إحدى المراجعات اصبح المراجع اليوم اكثر كرماً من ساسة كل همِّهم تعبئة كروشهم بعرق جبيننا!
احدى المريضات طلبت ان تحوّل الى الجناح الخاص، جاءها الرد المبلغ (50) الف دينار لليلة واحدة . ردّت حتى فنادق الخمس نجوم أقل من هذا السعر. اجابتها الممرضة: في القسم الخاص لابــدَّ من اجراء عملية الدخول. ليتبين الامر بعد ذلك ان سعر العملية في الجناح الخاص يتم حسب مفهوم (الكَوتره!) الجميع بسعر واحد وهو (600) الف دينار.

اين يذهب الفقير؟
اما أم زيد حكايتها توجع القلب، اذ جاءت الى المستشفى وهي تحمل مبلغاً تظنه يكفي لتلقي العلاج بعد ان تعذّر ذهابها الى طبيبة اختصاصية. المفاجأة الاولى كانت سعر تذكرة الكشفية، تراجعت وأخرجت ما بـ(جزدانها) من مال بعد ان استفسرت عن اسعار بقية الخدمات وجدت أن الأمر اختلف كثيرا. سحبت نفسا طويلا وأعادت المال إلى مكانه واتجهت صوب باب الخروج وهي تقول: "سوده بوجهكم ولكُم الفقير وين ينطي وجهه"؟!

قطط تحرس حديثي الولادة
في حادثة غريبة سمعتها من المريضة التي ترقد في السرير المجاور لسرير وفاء وهي أن أختها قد ولَّدت في ذات الردهة قبل أقل من شهر وكانت مرافقة للمريضة، عادة ما يُوضع الطفل بعد ولادته في حاضنة صغيرة جنب سرير أمه وتنام المرافقة على الأرض بجانب السرير، إلا إن هذه المرافقة لم تنم ليلتها خوفاً على الطفل من قطة تقطن تحت سرير الأم وبعد محاولات إخراجها التي استمرت حتى الفجر، حزمتا امتعتهما وهربتا صباحا خوفاً على الطفل من القطط!

بيـن إهمال حكومي وتفقـد ..
في وقت سابق من هذا العام وبغية الاطلاع على الواقع الصحي في مستشفى الزهراء التعليمي تفقد عضو مجلس محافظة النجف الاشرف فاروق الغزالي المستشفى المذكور حيث التقى مدير المستشفى الدكتور مصطفى الهرموش والكادر الطبي فيه .
وأكد الغزالي انه تمت مناقشة جملة من المواضيع التي تهم تطوير الواقع الصحي في المستشفى وتقديم افضل الخدمات للمرضى الراقدين وكذلك مناقشة الحالات السلبية التي تعيق عمل الكادر الطبي لغرض تجاوزها وتحقيق الخدمة الصحية للمواطن النجفي. ومن هنا يتبادر سؤال آخر: هل تفقـّد عضو مجلس المحافظة الردهات، وهل وصل إلى الممرات في الطوابق العليا للمستشفى ليتفقد حالها على واقعها؟ وحقيقة إن الزيارات تكون فقط لغرف الإدارة ومدير المستشفى!

سرير مُدمى وولادة متسرِّعة
يبدو ان الليلة لا تود ان تنتهي ويبلج نور الصباح كي تنهي وفاء ذاك اليوم الذي ارتبط باعطائها الأجازة، فقد ذكرت انه في منتصف الليل جاءت حالة مستعجلة امرأة على وشك الولادة، فقد أيقض صراخها كل مرضى الطابق. بعد حين وصلت الممرضة والدكتورة وطلبتا من المرافقة البدء باجراءات الدخول ودفع مبالغ الرسوم، كل ذلك والمرأة تصرخ وبسبب شدة الألم خرج الطفل من دون أي تدخل، حينها جاؤوا بالسدية ونقلوه الى صالة الولادة بعد قطع الحبل السري، لكن منظر السرير والارض كانا يشيران الى حدوث مجزرة، فالدم غطى السرير وترك بقعه على الارض تسيل وتتسع، بعد دقائق عادوا بها الى الصالة حيث قامت المرافقة بتنظيف شكلي للسدية والمكان. وحين همّت بالخروج لم يسمحوا لها بذلك إلا بعد دفع الأجور والرسوم المحددة بعملية الولادة، الأمر الذي أثار استغرابها ومَن معها، لكنها في النهاية رضخت للأمر ودفعت المبلغ مع (الإكراميات)!!

اعداديات التمريض والمرضى..
في الوقت الذي يُفترض أن تحاط غرف الخدج وردهات ما بعد الولادة بعناية فائقة،  خاصة وان الأم حديثة الولادة تكون بحاجة لخدمة خاصة نرى ان طالبات اعداديات التمريض يتجولن بين الردهات بحقائبهن وعطورهن وعلو قهقهاتهن! على لسان أم حديثة الولادة تقول: كنت بحاجة إلى رفع الكينولة لحاجتي لدخول الحمامات وحينما طلبت من احدى طالبات اعدادية التمريض التي كانت تتجول في الردهة،  ضحكت وردّت: اعذريني أخاف ان أسحبها من يدك،  فعلى اي سند طبي وخدمي يتم تدريبهن لتكون صورة ملائكة الرحمة بالشكل الهزيل هذا ؟!

الأجازات المرضية وتوقيع اللجان
عند دخول الموظف المريض إلى المستشفى يتطلب منه عمل أجازة طبية تؤكد رقوده في المستشفى،  حينما يوقع الطبيب المختص على طبلة المريض بخروجه من المستشفى يحق له عمل الأجازة، إلا ان الأجازات في مستشفى الزهراء التعليمي تتأخر ما بين يومين الى ثلاث ايام نظرا لعدم توفر لجان الأطباء المختصة يومياً، وتتطلب المباشرة بعمل الاجازة دفع مبلغ قدره 5000 دينار،  فمَن لا يملك المبلغ الذي يجب دفعه عند دخول المستشفى وارتفاع تكاليفه عليه البقاء طريح فراشه واستسلامه لسكين الموت بكرامة أفضل من رمي ماء وجهه في مستشفيات تمرض ولا تُعالج!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عادل الزبيدي

    شكراً ست رؤى على هذا التفصيل وبهذه الدقة لقضية باتت تثقل كاهن المواطن العراقي تضاف لسلسلة متاعب فرضتها ظروف طارئة نتمنى أن تزول وذلك بجهودكم وجهود الخيرين من أبناء البلد .. والشكر موصول لمؤسسة المدى بكافة فروعها وأقسامها لما تقدمه من خدمات استثنائية وعلى

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram