مبدئيّاً ، يُمكن أن نعدَ وعدَ رئيس لجنة المنتخبات فالح موسى الذي أطلقه للمدى عبر حديثه القيّم الخميس الماضي بحسم تسمية المدربين المرشحين لقيادة المنتخب الوطني قبل نهاية الأسبوع الحالي بمثابة إلتزامٍ أخلاقي دأب الرجل عليه طوال مدة عمله في الاتحاد ولم يصدر عنه سابقاً ما يُناقض وصفنا هذا، لكن أيَّ الاسماء التي تحظى بثقة لجنة المنتخبات للبدء بمشروع التأهل الى كأس العالم 2018؟
مشروع بحجم أماني وأحلام العراقيين لم يعد أمراً ترَفيّاً أو غاية تترك للصدفة والحظ، إذا كان عبورنا الصعب الى الدور الحاسم تحقق بمزيد من القلق في مجموعة لم تتوقف فرقها عند تاريخها المظلم في مسيرتها يوم كانت تعيش ليالي مرعبةً حال انتهاء القرعة وهي تفكّر في كيفية مواجهة العراق، بل اجتهدت وتشجّعت على مجابهة جميع الفرق بشجاعة، فإذا كنا قد تواجدنا في الدور التالي بصعوبة وبهدايا الآخرين، فالمدرب القادم أمام حُزمة من المطالب الموضوعية التي تحتم عليه العمل بجهد أكبر ليكون بقدر المسؤولية ولا يعاود إلقاء الحجج على من سبقه أو ما تعيشه اللعبة وسط أخطاء إدارية وفنية أثارت سُخط الجماهير التي أبدت مخاوفها من سقوط الأسود في فضيحة كروية مدوّية إذا لم يحسن المدرب القادم القيام بواجبه مثلما تترقبه الاوساط الرسمية والإعلامية والشعبية.
ما يمكن إفادة لجنة المنتخبات به ، أن مأزق الكرة العراقية ليس بعدد لاعبي المنتخب الوطني المتواجدين مع الأولمبي مثلما يسوّق البعض هكذا فكرة، بل من الخطأ الشنيع أن نُهندِّس لتشكيل منتخب جديد حسب خريطة منتخب آخر لديه استحقاق عالمي، فالمهمة مختلفة والرؤية أبعد من مسألة المصير المشترك، لابد أن تتحلى لجنة المنتخبات بالجرأة ونتوسم فيها كذلك، للإقرار بتهيئة منتخب وطني جديد جُل عناصره تمثل ركيزة اساسية لفرق النخبة التي تواصل منافساتها بقوة ولم يؤشر برنامجا التحليل الفني لقناتي العراقية والكأس القطرية أية حالات ضعف كامل على أي من المتبارين.
متى ما أقرَّت لجنة المنتخبات استحداث توليفة جديدة من أبرز لاعبي بطولة النخبة، تكون قد حفّزت فرقها على رفع وتيرة المنافسة، وسيكون مردود لاعبيها ينصبّ في خدمة المستوى والنتائج، وكذلك سيمنح هذا القرار الاستقرار للمنتخب الأولمبي للعمل بعيداً عن الضغوط للفترة من 1 حزيران حتى افتتاح مسابقة كرة القدم في الدورة الأولمبية يوم 3 آب المقبل.
المنتخب الجديد ليس مفاجِئاً للمتابعين طالما أن الفرق الثمانية تضم خيرة لاعبي الدوري وربما نحتاج الى إضافات محدودة من الأولمبي تسعف المنتخب الوطني في بعض المراكز، وكذلك ما تجود قدراتهم الدولية ملاعب الاحتراف، وأيضاً الذين لفتوا الانتباه في الدوري الممتاز ويخلدون الآن الى الراحة الاجبارية بسبب نظام المسابقة لهذا الموسم الذي اقتضى خوض كل فريق 18 مباراة فقط !
استدعاء 40 لاعباً من فرق النخبة يشكلون عِماد المنتخب الوطني الجديد يُباشرون مهمتهم في 1 حزيران مع مدربهم سيكون أجدى من قتل الوقت بانتظار 12 لاعباً أو أقل في الأولمبي ينهون التزامهم الأولمبي في دورة ريو 10 آب بانتهاء الدور الأول أو التقدم الى النهائي حتى 20 منه، وفي كل الأحوال لن يسعف الوقت المتبقي آنذاك (10 أيام) مدرب الوطني للاستفادة من مرحلة الإعداد المتأخرة، لهذا سنضمن منتخباً جديداً لديه الحماسة والطموح للتمثيل بنية التكليف وليس التشريف فحسب وما يترتب عليها من مسؤولية وطنية تنشد الحصول على بطاقة المونديال خلال رحلة التصفيات حتى أيلول 2017.
يبقى تحديد المدرب الأصلح للمهمة في ضوء الواقع الراهن الذي اشترط رئيس لجنة المنتخبات انسجام المدرب الجديد معه، وقبل إقرار التسمية، يجب أن توضّح لنا اللجنة ، أولاً : ماهية معايير المفاضلة التي حَسمت اسم المدرب (س) دون (ص) ، هل تستند الى تجارب المدرب مع المنتخبات الوطنية، كم مُهمة تولاها، نتائجه، اسلوبه، تقييم النقاد لرؤاه الفنية، صواب حلوله التكتيكية، مدى نجاحه في استقراء متطلبات الشوط الثاني الذي غالباً ما فشل اغلب المدربين بانقاذ المنتخب فيه بدليل أننا لم ننجز أية بطولة أو دورة ونعتلي المركز الأول فيها بعد حصولنا على لقب أمم آسيا 2007 حتى يومنا هذا.
وثانياً: هل تم اختيار المدرب تأثراً بميول الجمهور، وأي نوع من الجمهور الذي تتحسس لجنة المنتخبات برغبته المُلحة لتسنم (س) المهمة لاسيما أن هناك 35 مليون عراقي تتنوع رغباتهم وافكارهم وامزجتهم وحتى تناقضاتهم في انتخاب الاشخاص وفق مشاعر المحبة والكراهية؟
الخيار النهائي يتحمله اتحاد اللعبة، وللأسف تردنا حقائق موجعة من داخل اجتماعاته تشير الى وجود (فيتو) منذ زمن رئيس اتحاد الكرة السابق ناجح حمود لا يُبالي بمصلحة منتخبنا الوطني أمام أي مقترح يُحدد هوية مدربه ويُبرر ذلك لأسباب لا تمت بصِلة للرياضة وترتبط بأفكار وحريات شخصية يكفلها النظام السياسي والاجتماعي الجديد للعراق ليس بالضرورة أنها تنسجم مع أفكار وحريات اصحاب (الفيتو)، لكن مشهوداً لاصحابها الكفاءة والمقدرة على مواجهتهم الفرق الخمسة "الشرسة" إذا ما تيسرت لهم مقومات الدعم والثقة المطلقة بالعبور الى روسيا!
(فيتو) المدرب الوطني
[post-views]
نشر في: 9 إبريل, 2016: 04:13 م