علي القيسيأيام قلائل تفصلنا عن بدء حملات الدعاية للانتخابات التشريعية المقبلة، حيث ستدشن الكتل والاحزاب المرشحة حملاتها في تنافس محموم، من اجل استمالة الناخبين والتأثير في خياراتهم، وهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع صباح يوم 7 آذار،
يحدوهم الأمل في ترسيخ المسار السلمي عبر تغيير السلطة في عراق خَبـِر الدكتاتوريات والانظمة الشمولية في اعتى صورها. التنافس بين المرشحين سيتخذ اساليب متنوعة كفلتها ضوابط موضوعية محددة، يعـدّ خرقها مخالفة قانونية، تعرض مرتكبيها للمساءلة او العقوبة. مثلما كفل النظام الانتخابي حق التعبير الدعائي لكل المرشحين من دون تمييز، بغية فسح المجال امام المرشحين لتطوير دعاياتهم واساليب استمالاتهم السياسية والثقافية والنفسية للناخبين الذين قدرت مراكز الاستطلاع الموثوقة، نسبتهم بأكثر من 65%، وقد اكسبتهم التجارب الانتخابية الماضية وعياً ممتازاً في الاختيار والاقتراع. تبنت بعض القوى المرشحة -في ظل حراك دعائي واسع- اساليب الشحنات العاطفية التي تعتقد انها تصب في صالحها وتعزز من رصيدها الانتخابي، وهذا امر طبيعي ولا بأس به. لكن تتطلع الجهات المراقبة للمشهد -بضمنها الصحافة ووسائل الاعلام- ان تنأى الحملات عن التضليل والايهام والتفاخر بمقارعة طواحين الهواء!! كما يحلو لبعض السياسيين فعله وهم يطلّون علينا من الفضائيات، حيث ينبري اثناء حديثه بشطب الجهود المضنية المبذولة سابقا، وهو يغمط بكل تباهي حقوق الاف الناس التي ضحت وسهرت وتعبت واخلصت في البناء والاعمار وترسيخ الامن والاستقرار، طوال السنوات المنصرمة، التي شهدت تحديات جساما، ومن خلال حديث بعض السياسيين ولاغراض الدعاية الانتخابية، يعلن ان التاريخ يبدأ منه، ومنه فقط ! ان الناخب اليوم غير معني بهذه التسقيطات السياسية، قدر عنايته بالبرامج التي اعلنتها الكتل المرشحة، وبالشخصيات التي ضمتها ضمن قوائمها .. السؤال الآني هو: هل الشخصيات المرشحة والتي كانت في الميدان طوال الفترة الماضية، واجهت التحديات بشرف، وعرّضت نفسها لنيران الارهابيين من دون خوف او وجل، من اجل بناء العراق الديمقراطي.. ام كانت خارج ذلك كله تقبع في اماكن مرفهة آمنة؟! لتطل علينا من الفضائيات مساء منـّظِرة وهي تُسمعنا من الكلام (الفاضي) الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. يجزم بعض المراقبين للشأن عندنا، ان الناخب لا يُخدع بسهولة بدعايات براقة، اذ التجربة علمته، ان العاملين المخلصين تكون تضحياتهم واعمالهم التي خبروها هي الدعاية الكافية لاستمالة الناس في الانتخابات القادمة.
كلام ابيض :الدعايات البرّاقة
نشر في: 22 يناير, 2010: 07:22 م