ضمن الانشطة الثقافية التي يقيمها معرض اربيل الدولي للكتاب بدورته الحادية عشرة عقدت ندوة ثقافية حملت عنوان ( دور الأدب في الاصلاح) أدارها الاستاذ خالد جميل : مستضيفا كلا من د. سرور عبدالله والناقد عبد الكريم زيباري والشاعر فارس حرام رئيس اتحاد ا
ضمن الانشطة الثقافية التي يقيمها معرض اربيل الدولي للكتاب بدورته الحادية عشرة عقدت ندوة ثقافية حملت عنوان ( دور الأدب في الاصلاح) أدارها الاستاذ خالد جميل : مستضيفا كلا من د. سرور عبدالله والناقد عبد الكريم زيباري والشاعر فارس حرام رئيس اتحاد ادباء النجف والكاتب نوزاد حسن.
واستهل مدير الجلسة حديثه بكلمة عن الادب في كافة اشكاله ودوره في امكانية التأثير على حياة الفرد والمجتمع مستعرضا عددا من الصور التي تتحدث عن شعوب نهضت من خلال ادبها لتتمكن من الاصلاح الذي قاد الى تغيير انظمة اقل ما توصف بأنها شمولية. كما ناقش جميل مع ضيوفه دور الادب في الاصلاح وكيف يمكن ان يساهم في احداث ذلك.
الدعاية المباشرة
اول المتحدثين كان الشاعر فارس حرام الذي شدد على ضرورة إبعاد الأدب عن الاعلام اولا اذا ما اردنا ان نجعل الادب مؤثرا. مضيفا: فحين نتحدث عن الادب في مسالة معينة فبكل تأكيد سوف نقوم بالترويج لها. لذلك علينا ابعاد الادب عن جميع المواقف خصوصا السياسية منها. ومن ثم ترتيب العلاقة بين الادب والاصلاح، من خلال معالجة اهم المشاكل التي يعاني منها الادب وهي انحسار القراءة والجمهور الثقافي.
واكد حرام: على الادباء العمل على ترميم القيم واعادة الروح الى الجمال. وهذا يقتضي انخراط الادباء في برامج ستراتيجية بعيدة الامد. اما المسالة الاخرى فهي اعادة اعمار وتجميل صورة المثقف والاديب التي شُوهت في فترة الحكم الماضية.
حكَم ومواعظ
اما د. نوزاد حسن فيرى ان محاضرة واحدة لا تكفي للحديث عن علاقة الادب بالاصلاح. مضيفا ان تاريخ الاصلاح بدأ مع الفلاسفة والانبياء فقد كان اصلاحهم عبر اطلاق الحِكم والمواعظ. اما دور الادب في الاصلاح فيتوقف عند تقديم حكم ومواعظ مشابهة لتلك التي يطلقها الفلاسفة والادباء اضافة الى السخرية من حالة معينة. موضحا: ان الاديب لا يمكن له ان يمتلك ادوات التغيير فهو يحاول الاصلاح فقط، وعليه ان لا يقف مكتوف الايدي جراء اية حالة يراها غير صحيحة.
أزمة خطاب
هنالك عدة تحديات تواجه الاصلاح في الادب الكردي كما يرى د. سرور عبدالله اهمها أزمة الخطاب غير الواضحة اضافة لغياب الرؤية كذلك مسألة اللغة الكردية التي تتكون من اكثر من لهجة. مبينا: ان كل ذلك ساهم في اضعاف دور الادب في عملية الاصلاح الكردي.
انحلال الأدب
اما الناقد عبدالكريم يحيي الزيباري فقد اشار في حديثه الى ان هنالك انحلالا واضحا في الادب. مؤكدا: ان معظم النتاجات الادبية ليس لها مكان سوى التنور. اضافة الى تدني في مستوى الذائقة الادبية. والبحث عن نتاجات ركيكة, بعد غياب واضح للنتاجات الادبية العربية التي لم نجد أيا منها ترجم الى لغة اخرى. داعيا الكتاب العراقيين الى بذل مزيد من الجهد بغية الوصول الى مرحلة الابداع للّحاق بركب العالم. فيما يجب على الاديب ايصال صوته للمسؤول مهما بذل من جهد في ذلك.
الأسئلة والمداخلات:
الندوة شهدت جملة من الاسئلة والمداخلات من بينها: ماهي ابرز المعوقات التي تساهم في جعل دور الادب صعبا في عملية الاصلاح / نوازد حسن: اهم عقبة تقف أمام جعل الادب يأخذ دوره المناسب في الأصح هي المنظومة الاجتماعية التي لم تعد منسجمة.
ما هي السبل المناسبة لإنجاح رسالة الاصلاح/ فارس حرام: على الدولة ان تقوم بإنشاء برامج بعيدة المدى تعيد بناء الذائقة المجتمعية اضافة الى اعدة وترميم صورة الادباء والمثقفين من اجل اعادة الروح الى المجمتع الذي تفكك اثر عملية التشويه السياسي.
وعن الفرق بين الاصلاح والتغيير أجاب د. نوزاد حسن: الفرق بين الاصلاح والتغيير هو ان المصلحين كثر ولكن المغيّرين قلة. فالاصلاح هو التغيير وليس من الضرورة ان يكون التغيير اصلاحا.
وعن نظرة الادب للاصلاح قال د. سرور عبدالله: تختلف نظرة الادب للاصلاح بين ثقافة واخرى لكن بصورة عامة الاصلاح من وجهة نظر الادب هو التغيير نحو الافضل.
كما عرج رئيس اتحاد ادباء النجف الى دور المثقفين والادباء في التظاهرات الاسبوعية في كافة محافظات العراق والتي تطالب بالاصلاح والقضاء على الفساد، مشيرا الى الدور الكبير الذي لعبه الادباء في التنسيق وكتابة الشعارات والاغاني الحماسية. لافتا الى البرنامج الثقافي لاتحاد ادباء النجف والمبادرات الكبيرة التي اطلقت من النجف والتي حظيت بقبول كبير في شتى الاوساط.