TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > من حسين مروة:أوراق من مسيرته وكلمات بمنزلة الوصية

من حسين مروة:أوراق من مسيرته وكلمات بمنزلة الوصية

نشر في: 22 يناير, 2010: 07:44 م

اعداد/ محمد دكروبتمهيداً لقراءة هذه الاوراق اوراق سمراء من ذلك الورق الذي كانت تطلع عليه الصحف عندنا، كتب عليها حسين مروة ، بخطه الرفيع، اشياء ومعلومات عن حياته في العراق. يعود تاريخ كتابة هذه الاوراق الى اواخر عام 1979 أو اوائل عام 1980.
 ففي ذلك التاريخ كنت قد طلبت من ابي نزار ان يكتب لي فقرات في نقاط مكثفة ، عن الفترة التي قضاها في العراق منذ ذهب للدراسة في النجف، حتى أنهى هذه الدراسة، وتحول الى الصحافة والكتابة الادبية والتدريس، بدل ان يتابع حياته شيخاً من علماء الدين، ثم عن مشاركته في الحياة السياسية العراقية العامة.وتعرفه على الشيوعيين هناك، وصولاً الى قرار نوري السعيد بإبعاده عن العراق عقاباً له على مشاركته الشعب العراقي في معاركه ضد الاستعمار البريطاني وصنائعه امثال نوري السعيد. تلك الفترة من حياة حسين مروة كنت أعرفها بخطوطها العامة، وأردت منه ان يكتب لي بعض التفاصيل والمراحل بتواريخها اما حياة ابي نزار منذ عودته الى لبنان فلعلني اعرف الكثير من تفاصيلها اكثر من غيري، فنحن معاً منذ عام 1949 حتى يوم استشهاده الفاجع (في 17 شباط 1987). كنت احضر في تلك الفترة من عام 1980، مقالة طويلة هي مزيج من الذكريات والدراسة، والحوارات وما يشبه السيرة، أصور فيها جوانب عدة من مسيرة حسين مروة ، وكنا نعد في ذلك العام، للاحتفال بعيده السبعين، وكان "مشروعي" هذا يتطلب بعض التفاصيل عن " الفترة العراقية"من حياة ابي نزار واشارات الى كتاباته، فوعد ان يسلمني هذه الاشياء، مكتوبة بعد اسبوع. حسين مروة كعادته وفى بوعده فسلمني هذه الاوراق قبل ان ينتهي الاسبوع. أما انا فقد اتيح لي ان اكتب فصولاً عن حسين مروة هي في الواقع فقرات من مشروعي الاوسع ونشرت هذه الفترات في صحافتنا ومنها "النداء" و"الطريق" وكذلك في الكتاب الذي صدر عام 1981 بعنوان حسين مروة شهادات في فكره ونضاله، وضم عددا من الدراسات والمقالات لعدد من الكتاب وضم عددا من الدراسات والمقالات لعدد من الكتاب والباحثين العرب. لقد استخدمت قليلاً من المعلومات واللحظات الواردة في هذه الاوراق، ولكنها ظلت تنتظر ان أفي بوعدي لنفسي بتحقيق مشروعي الاوسع ذاك، وكنت احب ان انفذ مشروعي الاحب هذا، خلال حياة أبي نزار نفسه، فقد تعودنا معاً، ان نقول راينا صريحاً في كل ما يكتبه كل منا، وكانت ملاحظات ابي نزار، دائماً، تسدد خطاي وتضيء الطريق. وبدأت فعلاً ، مع ابي نزار بعض خطوات التمهيد، وكان الحافز هذه المرة، اذاعة صوت الشعب، اتفقنا ان ادخل في حوار طويل مع ابي نزار يتيح لنا تسجيل مسيرته بصوته، منذ البدايات الاولى مرورا بالفترة العراقية، وحتى نصل الى الايام التي بدأنا فيها العمل معاً، فاتفقنا-هنا –ان نتذكر ، معاً الاحداث والتفاصيل والاشخاص والكتابات والمواقف الحرجة والمواقف الصعبة والطرائف، فيستثير كل منا ذاكرة الاخر، فتتكامل اللوحة.. عدت الى هذه الاوراق لتكون فقراتها قاعدة للدخول في الحوار حول التفاصيل والقضايا والمراحل. وكنا سنبدأ بعد انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي اللبناني، هكذا قررنا معاً. ولكن المعارك اندلعت في بيروت.. والقتلة تسللوا الى بيته تحت جنح هذه المعارك ، وارتكبوا الجريمة التي لا يزال وقعها يدوي في انحاء الوطن العربي كله وفي انحاء العالم، وسيظل يدوي في الزمان، يدين القتلة ويمجد حسين مروة الشهيد الباقي، ويروي مسيرته الملحمية. اختلف الوضع وتغيرت صورة "المشروع" كله.. والكتابات عن فكر حسين مروة وعن مسيرته سوف تتكاثر ولكن اذا كان متاحاً للباحثين في كتب حسين مروة، الصادرة حتى الان، الحصول على هذه الكتب، فأن المصادر عن مسيرة حسين مروة وتفاصيلها، محدودة جدا حتى الان. فرأيت من الضروري نشر هذه الاوراق الان، ففي فقراتها ما يساعد الكتاب والباحثين، في تحديد ملامح ومحطات مرحلة مهمة جداً، واساسية في حياة حسين مروة في هذه الاوراق نفسها، مرحلة التأسيس المزدوج لتفكيري: تأسيس الثقافة التراثية وتأسيس الثقافة التقدمية، والاشارة هنا الى التقائه مع الشيوعيين في العراق، وبدايات تبنيه الفكر الماركسي (وسوف تكون دراسته للتراث لاحقاً، وعلى الاخص في كتابه التأسيسي والنزعات المادية في الفلسفة العربية –الاسلامية". هي البلورة الرائعة للتفاعل والتمفصل بين هذين المنبعين الاساسيين –والتأسيسيين –في فكر حسين مروة، التراث العربي الاسلامي ، والفكر الماركسي). تكشف هذه الاوراق ، كذلك عن تلك الخاصية الاساسية في مسيرة حسين مروة الكفاحية، وهي: انه أتى الى الحزب الشيوعي والماركسية من قلب المعركة الوطنية نفسها، المعركة ذات الطابع التحرري (ضد الاستعمار الانكليزي) وذات الطابع القومي ايضاً، فإن وثبة الشعب العراقي عام 1948 كانت كذلك ذات طابع قومي عربي عام، بوصفها معركة ضد أحلاف عسكرية استعمارية كانت تهدف الى تكبيل البلاد العربية، كلها. وكانت كما جاء في هذه الاوراق –"مقدمة لعقد عدة أحلاف عسكرية في الشرق الاوسط، ونواة فعلية لحلف بغداد بعد ذلك". "الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram