في مقــــهىً تتبختر في طيات ضفيرتها عشرات الجرذان صاحبها أسماها بيت الأحلام الوردية !!يجلس فيها بعض الصبية والفتيان وهياكل أشباح أطفأها غول النسيان تغرق في سحب من لغو ودخان كهل يعرض في البابفصوص عقيق ومسابح كهرب وخواتم فضية وعلى نار الموقديتدفأ شيخ ي
في مقــــهىً
تتبختر في طيات ضفيرتها
عشرات الجرذان
صاحبها أسماها
بيت الأحلام الوردية !!
يجلس فيها بعض الصبية والفتيان
وهياكل أشباح
أطفأها غول النسيان
تغرق في سحب
من لغو
ودخان
كهل يعرض في الباب
فصوص عقيق
ومسابح كهرب
وخواتم فضية
وعلى نار الموقد
يتدفأ شيخ يهذي
من فرط الأحزان
بضع أراكيل
وفناجين القهوة في كسل
تتراقص ما بين شفاه الظمآن
صور بالأسود والأبيض
صور لرجال غابوا
في جوف الأبدية
صور لمحلات شاخت
وبيوت منسية
تتثاءب فوق الجدران
قال الرجل الأشيب :
ما بال الدهشـــــــة
تلبسكم ثوب الخوف
وتعرّيكم بسياط الجوع
وتمنيكم بليالٍ شقراء هنيه !؟
ما بال الصــــبر
يغرز إظفره
في جسد الانسان ؟
ما بال المــــوت
يقطف ازهار حديقتنا
والكل بلا صوت ولسان ؟
قال الرجل المفقوء العين :
لا بورك فيكم يا جلاّس المقهى
فانتظروا .. انتظروا ..
زمن الاحلام الوردية
والطوفــان
في لحظة يأس وذهول وضجيج وزحام
ماج المبنى وتداعى
فتساقط برد وظلام
غادر من غادر مرتاباً
وانسلّت صور ومحلات .....
جرذان وأراكيل ... وسخام
لا قرّت عينك يا أنت ......
لم يمكث في المشهد إلاّك
وسوى قطط نافقة
وركام