TOP

جريدة المدى > عام > بياضات على جسد الصباح

بياضات على جسد الصباح

نشر في: 11 إبريل, 2016: 12:01 ص

ليس هذا ما توقعته كانتْ تنشرُ ملابسَ الغسيلِ يومياً على قوسٍ ملونٍ/ في كلّ قطعةٍ فصٌّ من الشمسِ يسقطُ على فمي, فيسيلُ قوسُ قزحٍ منه, ويرشُّ نوافذَ البيوتِ بنقاطٍ تضيءُ ظلالَ الشوارعِ والأزقةِ الحبلُ المشدودُ يدقُّ جسدَ الجدرانِ وهي ترمي بياضاتِها علي

ليس هذا ما توقعته
كانتْ تنشرُ ملابسَ الغسيلِ يومياً على قوسٍ ملونٍ/ في كلّ قطعةٍ فصٌّ من الشمسِ يسقطُ على فمي, فيسيلُ قوسُ قزحٍ منه, ويرشُّ نوافذَ البيوتِ بنقاطٍ تضيءُ ظلالَ الشوارعِ والأزقةِ
الحبلُ المشدودُ يدقُّ جسدَ الجدرانِ وهي ترمي بياضاتِها عليه
يصلني هسيسُ نسيجِها, وأنا أغطُّ بنومٍ عميقٍ / أذني مغروسةٌ في الوسادةِ
أشعرُ بصيوانِها يتراقصُ مع هفهفاتٍ بعيدة
يخفُّ جسدي ويعلو .. ثم يعلو
ما عدتُ ألمسُ فراشي
التصقتُ بالسقفِ , ورحتُ أدورُ كالمروحةِ حتى ثقبتُه
وبدأتُ أعلو ثم أعلو .. حتى هطلتُ على بياضاتِها مطراً جنيّاً
ليس هذا ما توقعته .....
ـــــــــــــــــــ
تترنحُ الأوراقُ الهامدةُ على الأرض  
يحملها نسيمُ الأشجارِ الرطب
بيضةُ الموتِ الأبديةِ تبزغُ من تحتِ الترابِ العالقِ في بشرةِ الورقةِ السارحةِ على جناحِ صوتِها
كانتْ تهمسُ لصديقتِها
سمعتْ الطيورُ فاقتربتْ من بعضِها وانحنتِ الأشجارُ على بعضِها وغطاهم الترابُ
كانتْ أصابعي تحاولُ فتحَ نافذةِ الحديقةِ, فسمعتْها تهمسُ لصديقتِها , فذابتْ , حاولتُ بذراعي فسمعتْ, فذابتْ, حاولتُ بساقيَّ فذابا
ليس هذا ما توقعته ....
ـــــــــــــــــــــ
لم أعرفْ حدةَ تلك الانيابِ الا بعدَ أنْ مزقتْ جسدي
قرقشةُ عظامي بين فكيها تزدادُ قوة كلّما احتضنتُها
بقايا شواهدَ مدماةٍ وملطخةٍ على السرير
ملابسُ ممزقةٌ في كل مكان
ما كنت أعتقدُ ان ليلةً واحدةً تكفي لمعرفةِ إن الشرخ الممهورَ على صدري تصدّعَ من طولِ انتظارٍ قديمٍ .
ليس هذا ما توقعته ... من الحب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

تعارف أمام البار

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram