TOP

جريدة المدى > عام > بمشاركة فاعلة ...فارس كمال نظمي يوقع كتاب(الرثاثة في العراق)

بمشاركة فاعلة ...فارس كمال نظمي يوقع كتاب(الرثاثة في العراق)

نشر في: 11 إبريل, 2016: 12:01 ص

مصطلح (الرثاثة) الذي تبناه الباحث الاكاديمي د. فارس كمال نظمي وأسقطه على الواقع العراقي من خلال استكتاب مجموعة من الباحثين والاختصاصيين في شتى مجالات الواقع العراقي  كل باختصاصه، كان محور الجلسة الاولى التي عقدت في خامس ايام معرض اربيل الدولي لل

مصطلح (الرثاثة) الذي تبناه الباحث الاكاديمي د. فارس كمال نظمي وأسقطه على الواقع العراقي من خلال استكتاب مجموعة من الباحثين والاختصاصيين في شتى مجالات الواقع العراقي  كل باختصاصه، كان محور الجلسة الاولى التي عقدت في خامس ايام معرض اربيل الدولي للكتاب . أدار الجلسة د. عدنان عودة عباس، بمشاركة د. شيرزاد النجار، د.مهدي جابر مهدي.    
مقاربات علمية
بعد مقدمة من مدير الجلسة تطرق فيها إلى الوضع العراقي الحالي وما أنتجه طيلة السنين الماضية وانعكاس تلك الاحداث على شتى مجالات الحياة في البلاد التي تعيش أزمات متداخلة مع بعضها البعض. تحدث محرر الكتاب د. فارس كمال نظمي نظمي عن الكتاب الذي صدر عن دار ميزوبوتاميا بعنوان (الرثاثة في العراق.. أطلال دولة .. رماد مجتمع) وعنوان فرعي توضيحي (نصوص تشريحية للوظيفة الهدمية للإسلام السياسي في العراق) أي انه تحليل لبنية الإسلام السياسي الحاكم في العراق منذ سنة 2003م وحتى الآن ذاكرا: إن الباحثين العراقيين قدموا مقاربات علمية من مستويات أكاديمية ومعرفية عدة في السياسة والاقتصاد والتاريخ والسوسيولوجيا، والسيكولوجيا، والإدارة، والطب، والعمارة، والبيئة، والفن، والأدب، والإعلام، والغاية منها التوغل تشريحياً في الجسد العراقي المعتل، للخروج باستشرافات ورؤى إصلاحية وإشفائية تستند أولاً وأخيراً إلى التفكير النقدي المتمسك بموضوعية المنهج وحيادية الافتراضات.
يقع الكتاب في (376) صفحة من الحجم المتوسط، ويتضمن فصلين: الأول بعنوان (رثاثة الدولة والسلطة)، والثاني بعنوان (رثاثة المجتمع والفرد)، وهما يحتويان على (22) دراسة ومقالة، اشترك في تأليفها (20) كاتباً وأكاديمياً عراقياً وهم حسب ترتيب نصوصهم في الكتاب: د. كاظم حبيب، د. فارس كمال نظمي، د. مهدي جابر مهدي، د. صالح ياسر حسن، د. كاظم المقدادي، د. شيرزاد أحمد أمين النجار، د. مظهر محمد صالح، د. لؤي خزعل جبر، د. حسين الهنداوي، د. صادق إطيمش، د. عبد جاسم الساعدي، د. سيار الجميل ، د. أسماء جميل رشيد ،سعد محمد رحيم، د. خالد السلطاني، د. رشيد الخيون، د. حميد البصري، ضياء الشكرجي، جاسم محمد المطير،  وعماد جاسم سلمان.
الدين السياسي والعشيرة السياسية
وعن ماهية "الرثاثة" وما المقصود بها قال نظمي: أن الرثاثة هنا لا نقصد بها عناصر الفقر أو الحرمان الاقتصادي أو التدهور المعيشي، بل هي مصطلح يعبّر عن مناخ لا حضاري، منحط وفاسد. اخترق الكينونة العراقية على المستويين المجتمعي والدولتي، بتأثير منظومات القيم الرثة التي أشاعها التدين الزائف. عادا ذلك، نتيجة الحراك السوسيوسياسي الذي أتاحه الاحتلال الأمريكي ابتداءً من 2003م حتى الآن، حينما أعاد بناء السلطة السياسية على نحو أتاح لأكثر الفئات الاجتماعية تخلفاً ورجعية (الدين السياسي والعشيرة السياسية) أن تمسك بمصير البلاد، طاردةً كل التراث العقلاني والجمالي والتنويري الذي كافح من أجله ملايين العراقيين على مدى أكثر من ثمانين عاماً.
الرثاثة السياسية
د. شيرزاد النجار اشار إلى: أن هذا العنوان المثير يدعوك للتفكير والتساؤل هل هنالك رثاثة في السياسة العراقية. مجيبا على تساؤله : نعم وبحجم كبير. موضحا: ساسة العراق لا ينطبق عليهم اسم رجال دولة. مؤكدا إن هنالك عدة اسباب ادت الى وجود الرثاثة في العملية السياسية بالعراق والتي يجب ان يستفيد منها الجميع لافتا إلى :أن اهم تلك الاسباب : ان العملية السياسية برمتها لا تعبر عن ارادة الشعب بسبب احتكار السلطة من قبل بعض الاحزاب الطائفية اضافة الى سوء التوزيع للثروة على المكونات والهيمنة على السلطة والاشكالات التي رافقت عملية الانتخابات ما جعل العملية السياسية تصل الى هذه الدرجة من الرثاثة.
نتائج المستقبل
من جهته ، عبر د. مهدي جابر مهدي عن اعتزازه بالمساهمة في هكذا عنوان يتحدث عن قضية ترتبط بمصير البلد. متحدثا عن مساهمته بالكتاب التي جاءت حسبما ذكر من ثلاث نقاط:
الاولى : مقدمات الرثاثة، الثانية: نتائج الرثاثة، الثالة: آفاق: ماذا سيكون في المستقبل.
واوضح مهدي: إن النقطة الاولى ،الرثاثة في العراق، هي نتيجة لموروث سابق وضعف الثقافة السياسية في المجتمع مع غياب ستراتيجية تنموية شاملة اضافة الى التدخلات الاقليمية في الشأن الداخلي للبلد. مردفا: اما الثانية فهي النتائج الواضحة على العراق الان كدولة ضعيفة تواجه ازمات عدة تتمثل بالعنف والفساد وغيرها ادت الى افراغ آليات الديمقراطية من محتواها. لافتا إلى الثالثة وواقع اليوم الذي يبدو اكثر تعقيدا لكن علينا ان نبحث عن نقطة الضوء الصغيرة من اجل توسيعها لتدارك الموقف.
مداخلات وأسئلة
 الدكتور نجدت عقراوي: بعد اطلاعي على هذا الاصدار المهم الذي يتحدث عن العملية السياسية بالعراق بعد 2003 وجدته يفتقر الى عنصرين مهمين لم يتم التطرق لهما. الاول يتمثل بالرثاثة الدستورية والثاني: الرثاثة السياسية في اقليم كردستان. حيث اجاب نظمي: العنصر الاول سوف يتم التطرق له في الطبعة المقبلة من الاصدار اما العنصر الثاني فهو بحاجة الى كتاب منفرد.
وبشأن لماذا تم اختيار مفردة  الرثاثة عنوانا لهذا الكتاب قال محرر الكتاب: لم نجد انسب من هذه المفردة عنوانا لهذا الاصدار ، فسايكلوجيا مفهوم الرثاثة في المدينة العراقية جعلنا نضع هذا العنوان بعد ان حاورنا مختصين في اتجاهات مختلفة بعدها اتفقنا جميعا على هذا العنوان. كما اوضح محرر الكتاب انه اشتق مفهوم الرثاثة من نص رئيس في الكتاب هو (سيكولوجيا إنتاج الرثاثة في المدينة العراقية)، ليسعى بعده لتأصيل المفهوم ضمن كتاب جمعي يستهدف أرشفة هذه الحقبة الرثة من تاريخ العراق، عبر استكتابه. مشددا على أن الرثاثة في العراق هي نتاج حتمي لتغوّل الدين السياسي على الثقافة المجتمعية بمضمونها القيمي والسلوكي المعتدل.   ومع كل ما احتواه الكتاب من سوداوية عبر نصوص الباحثين إلا أن محرر الكتاب يحاول ان يضيء النفق ببصيص من ضوء من خلال ثقته بالمواطن العراقي القادر على ان يغير واقعه (الرث) لاسيما مع تواصل الاحتجاجات التي يقوم بها المواطنون العراقيون ضد هذا الواقع السيئ واصرارهم على الاصلاحات الشاملة حيث يقول :(لكن.. الشخصية العراقية ما تزال تنطوي في أعماقها الكامنة على بقايا مصلٍ مضاد لوباء الرثاثة، بل أن جزءاً أساسياً من تاريخها المعاصر انطوى على نزعة حداثوية في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم حد الابتكار والتحضر والإلهام لمجتمعات أخرى. ولأن للذاكرة التاريخية والهوية الاجتماعية في أي مجتمع دينامياتهما الوقائية والاسترجاعية والتكيفية والترميمية، فإن الرثاثة الحالية لم تتحدد مآلاتها بشكل جازم، وما تزال النزعة العلمانية الاجتماعية مرشحة للبحث عن مديات متحدية وواعدة في العقل  الجمعي العراقي!).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

تعارف أمام البار

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram