TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > من آثار الدكتور حسين مروة المفقودة

من آثار الدكتور حسين مروة المفقودة

نشر في: 22 يناير, 2010: 07:50 م

سعدون هليلستقوم إحدى دور النشر في شارع المتنبي بنشر مجموعة من آثار المفكر الكبير الشهيد حسين مروة التي كان ينشرها في مجلة الهاتف النجفية لصاحبها الأديب العراقي جعفر الخليلي، في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن المنصرم. وقد أعد المجموعة وعلق عليها الصديق والباحث رفعت عبد الرزاق، وتعد هذه المجموعة من أهم آثار الشهيد مروة، وهي تعنى بمسيرته الثقافية الأولى،
 وسيرته الذاتية، وكان المرحوم يتمنى أن يعثـر على هذه المقالات وأن يطبعها في كتاب مستقل، لأنها كانت تمثل مرحلة مهمة في حياته الأدبية والفكرية. وكان قد أوصى صديقه الناقد محمد دكروب، رئيس تحرير مجلة "الطريق" اللبنانية، وهي من المجلات المرموقة في الوطن العربي، قائلاً له:rn rnيا محمد "أخشى أن لا أحقق هذه الأمنية قبل نهاية عمري إن حدث ذلك يا محمد، فإني أرجو منك تحقيقها، أو فلتكن "الطريق هي التي تتولى ذلك.. هذه الإشارة أتركها عندك يا محمد، بمنزلة وصية".لكننا نجد صديقه المخلص دكروب، يقول هذه الوصية ليست لي وحدي، بل هي لنا ولكل من يقرأ كلمات، أبي نزار، هذه وسوف، نتوسل مختلف الوسائل للعثور على هذه الكتابات، وعلى كثير غيرها من كتابات، حسين مروة المنشورة في مختلف الصحف العراقية خاصة بين (1934-1949) وفي ظني إن الاتحاد العام للكتاب، والأدباء العرب"لابد أن يساهم جدياً، في العثور على هذه الكتابات من مجموعات الصحف العراقية، وتصويرها- وفي مختلف الأحوال والظروف سوف ننفذ وصيتك هذه يا أبا نزار"وغني عن الذكر إن للمفكر حسين مجموعة مؤلفات عديدة منها:1- مكان التراث الإسلامي في الفكر المعاصر: وهي دراسة في التراث العربي الفلسفي والديني.2- أدباء ومفكرون نهضويون: فرح أنطون- أديب أسحق- أمين الريحاني.. الخ.3- النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" تعد ملحمة بحق لا تقدم لنا تاريخاً فحسب، لتراثنا الفلسفي العربي الإسلامي بل هي قراءة جدلية، لأغنى ما في ماضينا التراثي، واستيعاب واع، وجاد لحاضرنا، واستشراف امتدادات لمستقبلنا، ولهذا فإن الحوار مع هذا الفكر، لا يمكن ان يكون إلا تأسيساً لنشاط فلسفي بالغ الأثر في مجمل أنشطة حياتنا الثقافية.يقول الدكتور حسين مروة أن أول الكتب الماركسية التي أطلعت عليها هو "البيان الشيوعي" قرأته في بغداد، بعد أن أعارني إياه "الشهيد حسين محمد الشبيبي" أحد مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي، ثم يضيف، عشت مع "البيان الشيوعي" يومين كاملين متتاليين، بعدها رجعت منشرح الصدر مفعماً بفرح المعرفة، بأضوائها الجديدة الكاشفة" ويذكر أنه سأل مرة الشهيد الشبيبي في"قضية وطنية كانت قضية الساعة في الأوساط السياسية العراقية، حينذاك، فأخذ يبسط لي رأيه بإفاضة. ومن هنا بدأ ماركس يدخل حياتي.ويؤكد مروة أن أحداث الوثبة الوطنية العراقية عام 1948 كانت مرحلة حاسمة من مراحل حياتي، وانخرطت في التظاهرات الجماهيرية، وفي الأحداث السياسية، وفي الكتابة اليومية للصحف لقد هزتني هذه التجربة العظيمة وهزني دم الشهيد جعفر الجواهري شقيق شاعرنا الجواهري، صاحب القصيدة الشهيرة:أتعلم أم أنت لا تعلم *** بأن جراح الضحايا فم يقول جاءت الوثيقة، وهزتني التجربة.. واكتشفت من خلالها أموراً خطيرة فقررت الانتماء ولكن، جاء أمر إبعادي عن العراق من نوري السعيد أن يصير الانتماء عضوياً بالفعل.. لكن هذا الإبعاد القسري الغاشم قد حرمني من شرف الانتماء العضوي في العراق، فإنه لم يستطع أن يحرمني من شرف هذا الانتماء في لبنان فقررت الانتماء.. فصرت عضواً في الحزب الشيوعي اللبناني. وكان الراحل، قد كتب مقالاً في مجلة"المجلة" حين أنشئت لتعبر بصورة غير مباشرة عن الشيوعيين، وأشرف على تحريرها في أول صدورها الشهيد حسين محمد الشبيبي الذي استشهد مع الشهداء عام 1949، أي في قافلة الرفيق فهد، وقد شهدت بعيني جثثهم معلقة على أعواد المشانق صباح ذلك اليوم المشؤوم. واضاف مفكرنا: عندما جاء قرار السلطات العراقية بطردي من العراق وإنتزاع الجنسية العراقية مني نهائياً وكنت متمسكاً بالعراق، وقد قلت للسلطات "أنا عراقي- قبل أن تكون لي هذه الشهادة، من الورقة التي أمسكتها بيدي أربعة عشر عاماً، فكأني كنت أمسك الماء...) وأنا - كذلك - عراقي بعد أن انسربت هذه "الشهادة" من يدي إلى خزائن "البوليس" وسأبقى عراقياً وأنا طريد خارج"الحدود" وأنا - بعد عراقي لأن حياة الشعب قد انصهرت في حياتي ولأن حياتي قد انصهرت في حياة هذا الشعب أكاد لا أعرف لنفسي ألماً غير آلامه، ولا رجاء غير رجائه، ولا مطمحاً غير مطامحه، ولا عذاباً غير ما يلقاه من ألوان العذاب، وحتى أكاد لا أعرف لنفسي حاضراً غير حاضره ولا مستقبلاً غير مستقبله، سواء علي أكنت فوق أرضه المباركة وتحت سمائه المتجددة، أم كنت طريداً وراء الحدود". ويكتب محمد دكروب أن معرفتي بالشهيد حسين، قارئاً له وتلميذاً وصديقاً وزميلاً في المجلة، أو رفيقاً في فرقة شيوعية واحدة... ومسيرة حياة وتفاعل أفكار وتجارب أما عن حادث استشهاده فيروي محمد قائلاً! إقتحم مسلحون-أدوات المفكر الشيخ الثمانيني حسين مروة.. وكان على سرير المرض.. أنهضه أحدهم عن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram