اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وزير مُقترح تحت مرمى الفاسدين !

وزير مُقترح تحت مرمى الفاسدين !

نشر في: 10 إبريل, 2016: 05:21 م

لو كنتُ محلّ رئيس الوزراء في منصبه وفي وضع كوضعه الحالي، ما كنتُ سأبدي الاستغراب الذي أظهره أول من أمس حيال حملة التسقيط التي يتعرّض لها عدد من الذين نُشرت أسماؤهم بوصفهم مرشحين للكابينة الوزارية الجديدة.
عندما تحدث جريمة ولا يُعرَف مرتكبها، فإن أول سؤال يبحث المحققون عن إجابة له هو: مَنْ المستفيد من الجريمة؟
لو أنّ السيد العبادي يكلّف فريق مستشاريه ومساعديه بالبحث عن المستفيدين من حملة التسقيط الموجّهة ضد بعض المرشحين لكابينته الجديدة، لابدّ أنه سيُمسك بالخيوط المؤدية الى المستفيدين من هذه الحملة. هؤلاء في الغالب هم ممن سيتضررون من تولّي شخصيات مهنية كفوءة مناصب الحكومة الجديدة، وأكثر المتضررين هم الفاسدون والمفسدون الذين يريدون للفساد الإداري والمالي أن يظل مزدهراً على غرار ما هو حاصل على مدى السنوات العشر الماضية.
  لنأخذ مثالاً واحداً يتعلق بشخصية أزعم أنني أعرفها مثلما يعرفها أيضاً أصدقاء وزملاء.
من أعنيه هو الدكتور حسن الجنابي، سفيرنا الحالي لدى اليابان، الذي نُشر اسمه بوصفه مرشحاً لتولّي حقيبة الزراعة والموارد المائية في الحكومة الموعودة. ولمن لا يعرفه فهو اختصاصي بالموارد المائية والبيئة ومشاريع الاستصلاح الزراعي وعلم الهيدرولوجي وقوانين المياه الدولية وأنظمة المعلومات الجغرافية ( GIS) وذو معرفة تفصيلية بعلاقات العراق المائية مع دول الجوار الجغرافي. لديه خبرة تزيد على 30 سنة في العمل المهني في العراق وخارجه، وخاصة في أفريقيا وأوروبا وأستراليا في مجالات إدارة المشاريع الكبرى في حقول الموارد المائية والبيئية، وحماية الأنظمة الايكولوجية والأراضي الرطبة (الأهوار)، والنمذجة الرياضية لأنظمة الموارد الطبيعية، ونوعية المياه، وإدارة المياه الجوفية واستخداماتها لمختلف الأغراض.
والسفير الجنابي معارض للنظام السابق، اضطر لمغادرة العراق في العام 1979 بسبب القمع السياسي، وعمل في العديد من البلدان في المجالات الهندسية والسياسية والثقافية المختلفة، وبضمنها أستراليا (14 سنة) وأوروبا ( 6 سنوات)، والجزائر (4 سنوات)، ثم عاد للعراق مباشرة بعد سقوط النظام في 2003 . سبق له أن شغل مناصب ممثل العراق لدى منظمات الأمم المتحدة في روما، وهي منظمة الأغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي (دبليو أف بي) وصندوق التنمية الزراعية الدولية (ايفاد)، ثم سفيراً في ديوان وزارة الخارجية مسؤولاً عن عدد من الإدارات.
 إلى هذا كله والأهم منه، أن السفير الجنابي شخصية نزيهة، لم تُسجّل عليه، حتى اليوم في الأقل، أيّ قضية فساد إداري أو مالي أو خروق إدارية، وهذا بالذات ما يقف خلف حملة التسقيط التي يتعرّض لها، وبخاصة داخل وزارة الزراعة وفي أوساط بعض وزراء ومسؤولي هذه الوزارة السابقين.
مَنِ المستفيد من الحملة ضد الدكتور الجنابي؟ .. إنه المتضرر المحتمل من إمكانية تولّيه منصب  وزيرالزراعة والموارد المائية في الحكومة المقبلة. هذا المتضرر المحتمل لابدّ أن يكون فاسداً ويخشى حيازة شخصية نزيهة وكفأة ووطنية، سواء كان الدكتور الجنابي أو غيره، حقيبة الزراعة والموارد المائية. هل هو وزير سابق؟ هل هو وكيل وزارة حالي أو سابق؟ هل هو مدير عام حالي أو سابق؟ هل هو غير هؤلاء وطامع في هذه الوزارة المهمة، من أجل الفساد؟ هذا كله محتمل. لكن الثابت والأكيد أن الدكتور الجنابي، كما أعرفه ويعرفه كثيرون غيري، من الشخصيات المتوفرة فيها شروط الكفاءة والنزاهة والوطنية المطلوبة للحكومة الجديدة كما هو معلن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو سجاد

    ياسيد عدنان ماهذا الكلام واذا حقق العبادي وعرف من هو الذي يعمل لتسقيط مرشحي كابينته الوزارية فماذا يفعل برايك هل سيقلب الطاولة على رؤوس التسقيطيين كما فعلها ضد الفاسدين والقى بهم في السجون واعاد ملياراتنا الت نهبها حزبه خليفة البعث ومن عمار ومن التيار الص

  2. عودة وهيب

    القضية الرئيسية ان الاصلاح سيقوده حزب الدعوة وهو رمز الفساد فنصبح امام احتمال ان يقوم اللص الذي نسق واتفق مع القضلة والمحققين والشرطة بالعمل على مجيء قضاة ومحققين وشرطة نزهاء كي يلفوا الحبل حول رقبته ... الطبيعة الانسانية وسيكولوجية المجرم لاتسمح بهذا الا

  3. ييلماز جاويد

    قالوا في الإقتصاد العملة السيئة تطرد العملة الجيدة من التداول . زكذا في السياسة . ألا يكفي كون الجنابي كفوءاً ونزيهاً و چمالة خبيراً أن يُرفض من قبل هؤلاء الفاسدين ؟

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram