TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وعند " محمود " الخبر اليقين

وعند " محمود " الخبر اليقين

نشر في: 10 إبريل, 2016: 06:58 م

مرّة أُخرى أجد نفسي جاهلاً في شؤون السياسة العراقية  ، وحكمة  القائمين على شجونها ، لأنني  مصرّ على أن أقنع نفسي أنّ ما يدور حولي هو سياسة في سياسة ، فيما الوقائع والأحداث تؤكد أننا نعيش عصر السذاجة بكل أبعاده ومقاساته  . إليكم المعضلة التي أقع بها كل يوم :  أفتح الصحيفة فتقع عيني على عالية نصيف تطالب بإعدام وزير الدفاع  ، أُتابع الوكالات  الإخبارية ، فأجد النائب في البرلمان العراقي لا " التركي " حسن توران  يريد دعم  " إخوتنا " في قره باغ الاذربيجانية ، ويقول لنا سليم الجبوري ان هناك محاولات لتقويض أركان العملية السياسية التي تمثل الأمل الوحيد لإقامة الحكم الرشيد ، ما هو هذا الحكم الرشيد الذي يخافون عليه من الضياع  ، إنه النظام السياسي الذي  يضعنا " مشكورا " كلّ عام  على قائمة الدول الأولى في سجل الخراب، وهو النظام البرلماني الذي لا مكان فيه  للقضايا التافهة، مثل أوضاع المهجّرين وتدمير الاقتصاد، وتفريغ البلاد من الكفاءات وتحويل الوطن إلى وزارات ومؤسسات توزّع على الكتل السياسية " المجاهدة " ، وأتنقّل في الفضائيات فأجد الجميع يردّد كلمتين  فقط  " تكنوقراطهم " وتكنوقراطنا " الأولى ممنوعة من الصرف بأمر المالكي ، الذي اخبرنا ان كل كفاءة لاتنتمي الى حزب دين ، حرام الاقتراب منها ، والثانية هي  الرائجة هذه الايام ، حيث اتحفنا  النائب " الحاج " محمود الحسن في تصريح " ساخن ولذيذ ورخيص ايضا " قال فيه :  ان الاسماء التي قدمها العبادي مرفوضة من الكتل السياسية التي كلفت اللجان البرلمانية بالرفض "
ويفترض السذّج في الشؤون العراقية من امثالي ان نائباً يتولى رئاسة اللجنة القانونية البرلمانية يفترض أن  ينأى بنفسه عن الخوض في  أمور لم تطرح في جلسة البرلمان حتى كتابة هذه السطور  ، لكن السادة النواب ومعهم  كتلهم السياسية وجدوا  في مفردة " مستقلون " خطرا كبيرا  لايقل اهمية عن الاسلحة النووية التي جاءت اميركا تبحث عنها في ازقة بغداد .
عندما أفكر في النموذج السياسي العراقي ، لا أستطيع طبعاً أن اتمنى او احلم بنموذج مثل وزير الثقافة البرتغالي الذي قدم استقالته واعتذاره للشعب ، لأنه وعد -مجرد وعد-  أن يصفع اثنين من منتقديه وصفاه بأنه  غير كفء ،  ليصدر رئيس الوزراء  اعتذاراً عاماً نيابة عن حكومته .
لستُ من السذاجة  بحيث لا أعرف الفرق بين الوزير البرتغالي والعلّامة محمود الحسن ، لكن  الحمد لله ، 13 عاماً من التغيير،  و لانزال لا نفرّق بين السذاجة والسياسة  ، وشعارنا الحسود " المستقل " حتماً لا يسود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    سيادة القاضي .. محمود الحسن لو شائت الظروف الحسنة والجيدة للشعب العراقي أن يكون أحد أعضاء مجلس النواب الهندي .. لكرموه وأحسنوا معاملته وأثنوا عليه ... وجعلوه رجل العام المثالي في عموم القارة الهندية .. ولأجلسوه على رقبة أحد الفيلة الكبيرة وهو يتمختر في

يحدث الآن

أرنولد: فخور باللاعبين وكأس العرب بطولة رائعة

المنتخب العراقي يودع بطولة كأس العرب من الدور ربع النهائي

الأنواء الجوية تحذر من ضباب كثيف غداً السبت قد يسبب انعدام الرؤية

وزير خارجية لبنان: تحذيرات عربية ودولية من عملية إسرائيلية واسعة

(المدى) تنشر تشكيلة العراق أمام الأردن في كأس العرب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram