TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > حسين مروة ودراساته النقدية في ضوء المنهج الواقعي بين الفن والعلم

حسين مروة ودراساته النقدية في ضوء المنهج الواقعي بين الفن والعلم

نشر في: 22 يناير, 2010: 07:52 م

هاتف الاعرجيترك الشهيد الخالد حسين مروة عددا كبيرا من الكتب كان اخرها ( النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية) تراثنا كيف نفهمه ودراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي) ومن هذا الفكر الخالد والاسم الذي تتجدد ذكراه على مر السنين
كانت هذه الافكار من هذا الخزين المعرفي الخالد... كانت قضية العلاقة بين الفن والعلم في مراحلها التاريخية، تظهر غالبا كانها قضية العلاقة بين الشعر والعلم، بل من وجهة كونه فنا بالمعنى العام للفن، اي من وجهة الاختلاف بين فنية الشعر من حيث هو ادراك انفعالي او خيالي وبين علمية العلم من حيث انه ادراك عقلي. هذه القضية قديمة ترقى الى العصر الكلاسيكي للفلسفة اي عصر الاغريق وربما صح القول ان بدايتها الواضحة كانت مع سقراط ثم مضت تزداد وضوحا مع افلاطون فارسطو..وهكذا تابعت رحلتها في تاريخ الفلسفة كما في تاريخ الفن ـ حتى عصر الماركسية اللينينية انه مما يثير الانتباه لدى الباحث المعاصر ان اكثر مواطن الجدل في هذه القضية على مدى تاريخيتها كانت مسألة المعرفة او (نظرية المعرفة) في المصطلح الفلسفي الشائع ان هذا الامر بحد ذاته يكسب العلاقة بين الفن والمعرفة ملمحا من ملامح الجذر الواحد الموضوعي الذي يلتقي فيه الفن والمعرفة رغم تباين الاتجاهات في رؤية هذا الجذر ان هذه الاتجاهات كانت دائما تراوح بين قطع الفن عن جذره المعرفي هذا وبين استيعاب الوحدة الموضوعية بينهما هذا التراوح لم يختص به عصر دون عصر فقد حدث باشكال مختلفة في مختلف عصور المعرفة البشرية منذ سقراط حتى لحظتنا الحاضرة ولكن مراجعة فاحصة لتاريخية هذه القضية تؤكد ان النزاعات والاتجاهات المتفرعة عن اصول الفكر المثالي الميتافيزيقي في كل عصر هي مصدر ثنائية (dualism) الفن والعلم.ذلك مع الاعتراف بان كثيرا من النزعات والاتجاهات المثالية كان يتوصل الى رؤية وحدتهما وان كانت على اسس مثالية.ويعد سقراط رغم تفكيره المثالي اول من رأى هذه الوحدة خلال ديالكتيكه الخاص بقضية المعرفة اذ اكتشف ان جوهر المعرفة هو المفهوم اي التجريد المنطقي للصفات المشتركة بين الاشياء وقد ساقه ذلك الى استخلاص المفاهيم المتعلقة بحياة الانسان ونشاطه العقلاني لاسيما نشاطه الداخلي (مع نفسه). ومن هنا كانت موضوعته الشهيرة (اعرف نفسك) وكان اسلوب (التعريف) من وسائل هذه المعرفة السقراطية مثلا: تعريف الشجاع والعادل والجميل ان هذا الموقف هو الذي يحدد نظرية سقراط في علم الجمال وتتمثل نظريته هذه بالموضعة القائلة (كل ما هو معقول هو جميل.. كل ما له معنى هو جميل) فقد وحد معقولية الشيء وجماليته اي ان مبدأ في علم الجمال هو مبدأ معرفة الحياة اي ان الفن لا يكون فنا الا بمقدار ما يكون معرفة للحياة وبما ان الحياة في فلسفة سقراط ذات هدف معقول فالفن عنده اذن ينبغي بالضرورة ان يكون هادفا وعقلانيا فكل شيء يبدو جميلا انما يبدو كذلك حين يكون معقولا وذا هدف مهين لذلك كان سقراط يرفض البهلوانية في الفن ولا يرى الرقص فنا الا من وجهة كونه جميلا بمعنى كونه هادفا يخدم تطور جسم الانسان فالفن اذن يساوي المعرفة وهدفها معا.ونجد عند ارسطو ـ وهو ايضا مثالي في الاساس ـ دفاعا عن التقاء الفن والمعرفة في جذر واحد بل ان علم الجمال الارسطي يجمع بين الفن والعلم في اكثر من جذر واحد ففي نظرية المعرفة يجمع بينهما في مرحلتين من مراحل المعرفة ان العلم والفن يبدأ تاريخهما في الممارسة الذاتية من نقطة واحدة هي الاحساس ثم يلتقيان في المرحلة التالية للاحساس وهي مرحلة التصور ثم يفترقان عند هذه المرحلة لاختلاف كل منهما عن الاخر بطريقته الخاصة في استخدام التصور ففي حين يستخدمه الفن بحرية واسعة نسبيا، يستخدمه العلم بطريقة اكثر علمانية وعقلانية وانضباطا. فهناك اذن نوعان من المعرفة (الفن والعلم) كلاهما يجري بعملية تبدأ من الموضوع الخارجي بعلاقة مباشرة بين الاحساس والموضوع ثم تنتقل الى علاقة غير مباشرة بالموضوع بوساطة التصور ومن التصور تختلف عملية المعرفة الفنية عن عملية المعرفة العلمية ولكن علم الجمال الارسطي لا تتكون عناصره كلها في افق نظرية المعرفة الارسطية فقد عالج ارسطو علم الجمال من زاوية الدولة ايضا، اي من زاوية الوظيفة الاجتماعية لجمالية الفن. فهو يرى ان للفن دوره في حياة الدولة ـ المجتمع من حيث تأثيره على الانسان الاجتماعي ومن هنا يمكن القول ان لعلم الجمال الارسطي طابعا اخلاقيا ايضا ولهذا يرى ارسطو ان على الدولة ان تراقب تطور الفن في هذا الاتجاه او ذاك وان تتدخل لتنظيمه وفق مصلحتها العليا اما حرية الفنان فيقرها ارسطو ضمــن حدود استقرار الدولة.ولكن علاقة الفن بالمعرفة تظهر ثانية عند ارسطو في تحديد مذهبه الفني ان مذهبه في الفن ينطلق من فكرة محاكاة الطبيعة ولكنه بعيد عن فكرة المحاكاة الآلية لانه يرى ان من خصائص الفن تحويل كل شيء في الطبيعة والحياة حتى البشاعات فيهما الى شيء جميل فالبشاعة في موضوع الفن حين تنعكس انعكاسا فنيا كاملا وصحيحا تصبح عنصرا جماليا ولكي تصبح البشاعة الواقعية جمالا فنيا لابد للفنان ان يستند خلال عملية الخلق الى الوضع المحتمل في الشيء اي الى ما يمكن ان يكون لا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram