اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > المسرح العربي وتحديات الراهن..التاريخ.. الأرشفة.. التنوع.. التحدي.. الإرهاب

المسرح العربي وتحديات الراهن..التاريخ.. الأرشفة.. التنوع.. التحدي.. الإرهاب

نشر في: 12 إبريل, 2016: 12:01 ص

3-3إن المشكلة الرئيسة - حسب زعمي- ليس في الآخر بل فيما نقدمه نحن، وفي الآلية الاشتغالية التي يعتمد المخرجون في تأثيث عروضهم المسرحية، ونوعية الخطاب وحياديته، والمنظومة العلامية لغويا وبصريا، والانتماء الايديولوجي الذي تفرضه القراءة للنص المسرحي. ورغم

3-3

إن المشكلة الرئيسة - حسب زعمي- ليس في الآخر بل فيما نقدمه نحن، وفي الآلية الاشتغالية التي يعتمد المخرجون في تأثيث عروضهم المسرحية، ونوعية الخطاب وحياديته، والمنظومة العلامية لغويا وبصريا، والانتماء الايديولوجي الذي تفرضه القراءة للنص المسرحي. ورغم أن الدكتور بوطاجين يشدد على النقل الذي يعتمده المسرح العربي، فقد جاءت تبريراته مستندة إلى مقولات النقاد الغربيين، وكأن الورقة تناقض صاحبها. فقد كان بالأحرى أن يجد حلولا (للمعضلة) التي طرحها في ورقته من خلال دعائم تعضدها الورقة ولا تنتمي إلى الآخر، بقدر انتمائها للعقل وليس النقل.

ونرى بأن اعتماد العرض المسرحي الحديث على القراءة المغايرة التي تستند على نصوص عالمية وإسقاطها على الواقع العربي كما في نصوص شكسبير، تعتمد التورية الركحية والاجتهاد في صنع ثقافة جديدة للعرض بعيدا عن ثقافة النص الأصلية ، إذ يتم الاعتماد على الإطار العام للحكاية ونطلق عليه النص الجنين، وهو ما قبل النص الدرامي، اي العودة إلى بؤرة الحكاية التي انطلق منها المؤلف، ومن ثم يعيد تشكيلها الدراماتورج لكي يتساوق مع ثقافة الجمهور المستهدف، ومن ثم يأتي دور نص العرض الجنين وهو نص المخرج، ويكون تأسيسا ثقافيا بالمقام الأول وفق النص الجنين، من أجل تحديد مسارات العرض اللغوية والبصرية .
ولكن ، هل الفعل المسرحي يقترن بالمتغير الراهن؟ بمعنى آخر، هل مهمة الخطاب المسرحي ، أن يكون خطابا لحظويا؟ و بالتالي كل عرض مسرحي لا يتناول تداعيات ذلك المتغير ، لا يمكن أن يكون مؤثرا....ولكن هل يخلق ذلك عروضا مسرحية ترسخ في الذاكرة ، ام عروض تُنسى بعد الخروج من القاعة؟ وهذا جوهر اختلافنا مع الدكتور ثامر العربيد وبحثه ( المسرح... وحكايات التحدي)، الذي سرد حكاية المسرح والمسرحيين إثر تداعيات الوضع السوري، ومن خلال مجموعة من الطروحات:
البحث عن مسرح يُشبهنا./    الارتقاء بالفكر عند المتلقي. / سعي الشباب لخلق مسرح مختلف. / البحث عن مسرح بديل.
فقد وقف مليا عند ما يقدمه الشباب المسرحي راهنا من عروض تتناول الوضع السوري بكل حمولاته الكارثية: قتل يومي، ودمار البنية التحتية،  وتناحرات سياسية وعقائدية وعرقية ومذهبية. وهو ما يتشابه إلى حد كبير مع وضع جاره العراقي. وبالتالي هناك حكاية بلدين ينتجان مسرحا موضوعته الألم اليومي. وهو ما أطلقنا عليه في دراسة سابقة بـ: (مسرحة اليومي، أو مسرح اليوميات). ورغم اختلاف شكل العرض هنا وهناك، فإن الموضوعة هي ذاتها أي: حرب، وغربة، وتهجير، وحكايات الناس البسطاء، وتداعيات شخصية.
ويرى الدكتور العربيد أنها تجربة ولدت من رحم الأزمة السورية، لأنه (مسرح يحكي بصدق ولا يدعي الأفكار، كما لا يتبنى الشعارات). فهذا المسرح - من وجهة نظره- ينتمي إلى الإنسان السوري بكل تمظهراته الحياتية. لقد اتسمت ورقة الدكتور العربيد بالكثير من الحماسة والإنشاء التي يجب ألا تتوفر في ورقة بحثية أكاديمية في ملتقى فكري وعلمي، لأن ما طرحته الورقة لم يوضح ما هو هذا الاشتغال وما المسرح الذي يُشبهنا، وما هو المسرح المختلف الذي يسعى إليه الشباب؟. وهنا نسأل بهدوء: هل نحتاج مسرحا يُشبها أم مسرح يقلقنا؟ هل نريد مسرح يُشبهنا أم مسرحا مثيرا للأسئلة؟ وهل نريد مسرحا شعاراتيا أم مسرح ذهنيا؟.
لا شك أننا نريد مسرحا يحرك السكون المعرفي والذهني ولا يرتكن إلى العاطفة والعويل والنحيب، لأنه مسرح وقتي وزائل، ولا يمكن أن يرسخ نهجا فكريا. فالمسرح لا يقوم على الشعارات واستجداء العاطفة، ولا يقوم على مجموعة تداعيات شخصية تدون الوجع بطريقة سطحية وانفعالية... فالوجع يدونه الذهن المتقد والخراب يشير إليه الفكر الخلاق، من خلال صور بصرية تقلق جلوس المتفرج داخل الصالة، ولا تدعه يشاهد العرض في استرخاء. ألم يكن برتولد بريخت بكل تجاربه جدليا؟ وكل نصوصه مصدرها وهدفها الإنسان؟ ولماذا تقدم نصوص شكسبير وبيكيت وغيرهما إلى الآن؟ لأنها لا تنتمي إلى حدث آني ومؤقت، بل إلى هم إنساني كوني ولا يمكن تأطيره ضمن إطار معين، بل ينفتح على كل الثقافات.
لا يمكن أن نروج لمسرح زائل، بل إلى مسرح دائم، مسرح يعيش فينا ولا نعيش فيه، ولا يؤثر فينا في زمن العرض فقط، وعندما نذهب إلى بيوتنا نمارس حيواتنا الطبيعية وكأن شيئا لم يكن. نريد مسرحا يقلق يومنا ونومنا ويحفزنا لإيجاد أجوبة، لا مسرحا يطرح الحلول،  فهذه ليست وظيفة المسرح بل المقالة السياسية.
 ويتفق الدكتور على شوابكه على أهمية دور المسرح في تحدي الراهن ، لكن بشكل آخر، من خلال دوره التنويري داخل المجتمع ، ويحدثنا في بحثه ( المسرح في مواجهة القوى الظلامية) عن حتمية الدور الذي يلعبه المسرح في ذلك ، وكأن المسرح يمتلك قوة خارقة، ويتوجب عليه محاربة الإرهاب الذي تعاني منه المنطقة العربية، ولهذا  انبثقت ورقة الدكتور علي شوابكه من رحم الأحداث اليومية التي تعيشها المنطقة العربية برمتها، بفعل الإرهاب وتأثيره وتداعياته على المجتمعات العربية. ولهذا جاءت ورقة شوابكه(المسرح في مواجهة القوى الظلامية) تعبيرا عن الواقع المعاش اليومي بكل تمفصلاته السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. فقد هدفت ورقته إلى (الوقوف على أهم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المسرح العربي. ودور المسرح العربي-الآن- في التصدي لهذه التحديات وأهمها القوى الظلامية، التي تعد من أخطر ما حل بالواقع العربي، وبما تحمله من تطرف من شأنه تكبيل الثقافة العربية وعلى رأسها المسرح العربي- ويدعو الشوابكه- إلى أن يضطلع المسرح والمشتغلين به الآن بدورهم الحقيقي الجاد والذي لن يكون إلا بمساندة جادة من أصحاب القرار في المؤسسات الثقافية، وذلك مواصلة لجهود المسرحيين السابقين).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي

سلطة المسرح ومسرح السلطة في العراق

المخرج المسرحي وخلفيته الثقافية

نقد الرياء الديني في مسرحية طرطوف لموليير

حول مسرحية تشيخوف الكوميدية (الدب)

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram