عصر أمس شاهدنا صوراً لاجتماع الرئاسات الثلاث مع قادة الكتل السياسية ، ، من أجل مشروع الاصلاح ، اوما سمِّي بحكومة التكنوقراط " الحزبية " ، من يشاهد الصورة ستثار في ذهنه عدد من الاسئلة ابرزها جدار الفصل الطائفي بين المجتمعين – كما في الصورة التي نشرها موقع رئاسة الجمهورية - حيث يشاهد المواطن النهج الذي يمارسه الساسة في مسالة التوازن الطائفي ، الشيعة مقابل السنة ، كل جماعة طائفية تؤيِّد شركاءها في الطائفة ، ولهذا يجب ان يجلس اعضائها متراصون الواحد جنب الاخر ، الاصلاح مع التوازن ، والمحاصصة السياسية مع المنفعة الشخصية .
في المقابل هناك صوراً كثيرة لاحداث مرت خلال الاشهر الماضية ، تظاهرات الشباب في ساحات الوطن ، الاعتصام امام المنطقة الخضراء ، قرار العبادي بالتغيير الحكومي ، موافقة جميع الكتل على وثيقة الاصلاح ، كل هذه الصور كانت امام السادة المجتمعين في قصر السلام ، لكنهم قرروا ان لابديل عن المحاصصة ، وان حكومة التكنوقراط يجب ان تخرج من معطف المحاصصة ، الذي له تاثير السحر ، وهو بالتاكيد لايشبه معطف الكاتب الروسي غوغول الذي يقال ان معظم الادب الروسي خرج منه ، معطفنا غير ، فنحن نحتفظ به للمهمات العسيرة ، نضعه في الدواليب ايام الانتخابات ، ونخرجه في ساحات الوغى للدفاع عن الكراسي
من قرا قصة غوغول الشهيرة ، يتذكر ان احداثها تدور عن موظف فقير اهترأ معطفه القديم ، وكان يسعى للحصول على معطف جديد ، قيه اعاصير الشتاء ، ويوم يحصل عليه بعد معاناة وكد ، يرتديه ليسير في الشوارع متبخترا سعيدا ، لكن ما هي الا لحظات حتى يجد نفسه وجها لوجه امام قطاع الطرق الذين يسرقون منه معطفه ويتركونه عاريا ، مثلما يصر اصحاب معطف المحاصصة ، على سرقة حلم الامان والاستقرار من ملايين العراقيين
فيما كنت اشاهد الصور ، كنت أعود، لا إرادياً، إلى مناخ الاحتجاجات حين علَت انذاك جميع الأصوات تندد بالمحاصصة ، ليس فقط في البرلمان الذي يواصل الاخفاق كل يوم ، وكل ساعة ، وكل ثانية . الآن تبخر كل شيء ، نحن مع صورة تخلوا من الذين خرجوا ينددون بالمحاصصة ، والذريعة واحدة لم تتغيّر ، الحفاظ على العملية السياسية من المخربين والمتامرين.
ايها السادة المجتمعون ، الشعب الذي خرج من اجل طلب الاصلاح ، في حاجة إلى مسؤول عراقي ، لا سني ولا شيعي ، مسؤول يلمّ شمل الناس الخائفين على امنهم ومستقبل ابنائهم ، مسؤول يعيد إليهم ثقتهم في الألفة الوطنية ،الصورة المنشورة هي احتقار لتضحيات العراقيين وازدراء لمطاليبهم ، لا نريد للمأسي ان تتكرر على نحو هزلي كان يقول ماركس الذي غاب احفاده من الصورة .
صورة من قصر السلام
[post-views]
نشر في: 11 إبريل, 2016: 06:21 م
جميع التعليقات 1
kadhim mostafa
ليس احفاد ماركس تغيبوا عن الصوره العار بل حتى احفاد علي والحسين وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز . الصوره ليست اجتماع للاصلاح بل الذئاب لتقاسم الفريسه العراقيه .