يجد البعض أنها أثارت المشهد الأدبي والثقافي بمجموعتها القصصية الأخيرة ، إلا أنها لم تجد غرابة في ذلك ، فهي لم تلامس أو تناقش موضوعة غير موجودة بل ما طرقته ممارس ومعلن عنه دائماً إلا أن القلق الإجتماعي يخشى دائماً كل موضوعة تلامس الجنس أو ما يرمز له "
يجد البعض أنها أثارت المشهد الأدبي والثقافي بمجموعتها القصصية الأخيرة ، إلا أنها لم تجد غرابة في ذلك ، فهي لم تلامس أو تناقش موضوعة غير موجودة بل ما طرقته ممارس ومعلن عنه دائماً إلا أن القلق الإجتماعي يخشى دائماً كل موضوعة تلامس الجنس أو ما يرمز له "الفياغرا" ، في حفل توقيع المجموعة القصصية الأخيرة " فياغرا " للكاتبة إرادة الجبوري والذي أُقيم في نادي العلوية مساء يوم الأحد الفائت ، إمتزج الحزن والعنف والترهيب ، بالجرأة والتمرد ، فجسدت لوحة أشبه بصرخة من القرابين التي قدمتها زينة سالم ونبراس هاشم تزامناً مع حفل التوقيع ، ويبدو أن السيدات الثلاث جسّدن غايات الوصول للموت من خلال استخدام العنف والغاية لممارسة للجنس من خلال استخدام الفياغرا ..
يبدو أن الكاتب محمود البلداوي الذي إفتتح الحفل وجد في قراءات كتاب ارادة الجبوري الأخير ورطة ، ذاكراً أن " القراءة لإرادة الجبوري فيما جاءت به ، يُشعر القارئ كأنه في ورطة أمام ما تحمله هذه الكاتبة من تحولات مفاجئة بين لحظات الموت والإنفجار ."
البلداوي يعرف إرادة الجبوري لجمهورها قائلاً " إرادة الجبوري حاليا استاذة في جامعة بغداد كلية الإعلام ، عملت في الصحافة الثقافية العراقية كما كتبت في العديد من الصحف الثقافية العربية ، وكانت تدريسية في جامعة صنعاء في اليمن ، عملت كرئيس تحرير في مجلة البحث الصادرة عن كلية الاعلام في جامعة بغداد ، أصدرت كثيرا من الأعمال منها شجرة الامنيات ، غبار المدن ، وأعمالاً كثيرة أخرى آخرها فياغرا ."
في حين ذكر الناقد رضا ظاهر " عند إنتهائي من قراءة المجموعة القصصية وجدت نفسي مستسلما امام قصة بلا أخطاء ، ففكرة أن نمضي حياتنا متعلقين على ضفتين ، وفكرة الإنتقال من جرار كهرمانة إلى أجنحة بن فرناس تواجه معنى ظاهريا وآخر جوهري ."
وأضاف ظاهر " أن هذه المجموعة القصصية يترقبها الموت والرعب في كل مكان ، فقصة كخرابيط تدور حول العنف الإجتماعي تتداخل بها الأزمنة إضافة إلى أن الكاتبة تعكس الواقع الخرب من خلال استذكار قصائد للكاتبة الايرانية فرخ زاد ."وأكد الناقد أن " الجبوري في هذه القصة تبين الجانب البطرياكي من القتل ، حيث تواجه النساء القتل والعنف ." مؤكداً " يجب هنا أن يتأمل الانسان مزاج الانتقال من الحب الى الحرب ، كما يجب أن نسعى الكاتبة لمزج الشخصيات ، كما أن الكاتبة هنا لم تكتب عن الاشياء بل كتبت عن عواقب الاشياء التي تعبرها ."
وبين الناقد " أن الجبوري أعتبرت الحرب تجربة ذكورية ، وعلى الرغم من تعدد موضوعات القصص إلا أنها تدور بشكل اساس حول الطرق المختلفة للتعامل مع الحالة السايكولوجية في محاولات يائسة لإعادة ذاكرة الحياة أو ترميم الذاكرة التي تحاول الإلتئام ."
من جهتها ذكرت المحتفى بها الكاتبة إرادة الجبوري " لقد وصلتني العديد من الإنتقادات والإطراءات والتعليقات فيما يخص العنوان ، فالكثير يعتقدون أن العنوان يثير الإنتباه ، إلا أنني أجد أن لو كان الرجل هو من وضع هذا العنوان على عمله لكان الأمر عاديا ، ولكن العنوان صدر عن إمرأة وهنا المفارقة ."
وبينت الجبوري متحدثة عن فكرة العمل " أن الرجل يستخدم الفياغرا كوسيلة للوصول لغايته في الممارسات الجنسية ، كذلك هو ما يحدث في مجتمعنا أحدنا يمارس فياغرا الخوف والترهيب والعنف للوصول إلى غاية الإستيلاء على أرض ما ، أو لنشر فكر ما ، فالفياغرا اليوم ليست فقط حبوباً تتعاطى للوصول إلى الرغبة ، بل هي وسيلة تتبع للوصول إلى الكثير من الغايات ، يتبعها البعض من أجل القتل والحب والحرب ونشر فكر ترهيبي أو عنف ."
