تنطلق صباح اليوم الأربعاء انتخابات مجلس الشعب السوري ، في 15 دائرة انتخابية يتنافس فيها 3500 مرشح للفوز بـ 250 مقعداً، هو عدد مقاعد المجلس ، فيما جدد الرئيس السوري رفضه فدرلة البلاد ودعا الى طرح مشروع دستور سوري جديد للنقاش الشعبي، لكي يدعمه الشعب .و
تنطلق صباح اليوم الأربعاء انتخابات مجلس الشعب السوري ، في 15 دائرة انتخابية يتنافس فيها 3500 مرشح للفوز بـ 250 مقعداً، هو عدد مقاعد المجلس ، فيما جدد الرئيس السوري رفضه فدرلة البلاد ودعا الى طرح مشروع دستور سوري جديد للنقاش الشعبي، لكي يدعمه الشعب .
وانتشرت صور المرشحين ، في الطرقات العامة، في مناطق عدة من البلاد التي تعيش حالة حرب منذ خمسة أعوام أدت إلى مقتل مئات الآلاف، وتهجير ملايين السكان و فقدان واعتقال عشرات الآلاف من السوريين.وتصر السلطات على إجراء انتخابات تشريعية، وسط رفض المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا حليفة نظام الرئيس بشار الأسد، فضلاً عن المعارضة السياسية و المسلحة منها .وأعلن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات هشام الشعار أن عدد المرشحين الذين سيخوضون المعركة الانتخابية غداً بلغ نحو 3500 مرشح، بعد انسحاب أكثر من سبعة آلاف خلال فترة الانسحابات، التي انتهت في السادس من الشهر الجاري يتنافسون على 250 مقعداً.و كان أكثر من 11 ألفاً ترشحوا “للانتخابات” لكن قسماً كبيراً منهم انسحب لأسباب أمنية وسياسية واقتصادية، وفق تأكيد العديد منهم .و جاءت حملات المرشحين متواضعة، من حيث الانتشار والجودة، وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار الجنوني في كل شيء بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار 500 ليرة سورية .وتركزت معظم الشعارات لدى المرشحات والمرشحين حول “الانتصارات” التي يحققها الجيش ، والقضاء على “الإرهابيين”، وإفشال مخططات المؤامرة الغربية والإسرائيلية اتجاه النظام وإيران، وكذلك شعارات عن إعادة الإعمار، واعتبار أن غدا سيكون أجمل بعد استتباب الأمن والاستقرار وتمجيد مفهوم الصمود والتصدي ودور المقاومة و”حزب الله” ذراع إيران العسكري .و قال الشعار إنه يحق للمقيمين في غير محافظاتهم أن يختاروا مرشحي المحافظة التي يقطنون فيها شريطة أن يقدموا أوراقاً ثبوتية تدل على ذلك.و انتهت امس الثلاثاء الحملة الدعائية لمرشحي مجلس الشعب للدور التشريعي الحالي.
وتجرى الانتخابات وسط ترقب لمشاركة الحكومة والمعارضة في جولة جديدة من مفاوضات جنيف هذا الشهر حيث 3 من أعضاء وفد الحكومة مرشحين في هذه الانتخابات، التي اعتبرتها المعارضة الخارجية “مسرحية مفضوحة للنظام وهزيلة، ولم تعد تنطلي على أحد، وهي مرفوضة أساساً ومضيعة للوقت، وهي مؤشر إضافي على أن النظام ليس جاداً في الانخراط بحل سياسي يفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات وفق قرارات الأمم المتحدة”.
في السياق ذاته ،وصل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا امس الثلاثاء، طهران عشية استئناف مفاوضات جنيف بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة، وكان دي ميستورا وصل الاثنين في دمشق حيث التقى وزير الخارجية وليد المعلم ان مفاوضات جنيف المرتقبة الاربعاء ستكون “بالغة الاهمية”، لان التركيز خلالها سيكون على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم “الانتقالي” والدستور.وقال الموفد الدولي الذي اشرف في اذار/ مارس على جولة مفاوضات اولى استمرت عشرة ايام ولم تسمح بتحقيق تقدم كبير “نأمل ونخطط لجعل (المفاوضات غير المباشرة) بناءة وواقعية”، والمطالبة برحيل الاسد “خط احمر” يجب عدم تخطيه بنظر طهران. وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء الثلاثاء إن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني أبلغ ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا بأن تصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا مؤخرا قد يضر بمحادثات السلام.وتحدث عبد اللهيان مع دي ميستورا الذي وصل إلى طهران بعدما التقى بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الاثنين.وقال عبد اللهيان ان "أحد بواعث القلق الرئيسة لدينا في سوريا هو زيادة أنشطة الجماعات المسلحة في الأيام القليلة الماضية وتصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار مما قد يضر بالعملية السياسية (محادثات السلام ).
وجدد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفدا برلمانيا روسيا في دمشق يوم امس الثلاثاء موقفه الرافض لفدرلة سوريا، معتبرا أن النظام الفدرالي سيدمر بلاده.ونقل النائب الروسي ألكسندر يوشينكو، أحد أعضاء الوفد البرلماني الروسي، عن الأسد قوله خلال اللقاء: “اليوم في جنيف يجري نضال من أجل مستقبل سوريا. ويمكنكم أن تسألوا أي مواطن سوري، وهو سيقول لكم إن الفدرالية لن تساهم في توحيد البلاد”.وتابع يوشينكو وهو نائب عن الحزب الشيوعي الروسي في مجلس الدوما (النواب)، أن الرئيس السوري أكد ضرورة أن يطرح مشروع دستور سوري جديد للنقاش الشعبي، لكي يدعمه الشعب برمته.
في الأثناء قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية أن العمليات التي يقوم بها الجيش قرب حلب تأتي في إطار الإعداد لشن عملية ضد المسلحين في الرقة وقرب دير الزور.واوضح في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية الثلاثاء :”يقاتل الجيش السوري الآن في حلب. وتجري العمليات القتالية في حلب نظرا للحاجة لشن عملية أخرى في الرقة ودير الزور وغيرهما … والجيش السوري سيصل إلى كل المناطق التي ينشط بها الإرهابيون”.وأضاف :”لا توجد منطقة في سورية مغلقة أمام الجيش السوري… إلا أن الجيش يقرر أولويات المهام التي يتم وضعها… ووفقا لذلك، فإنه ينفذ عملية هجومية في المناطق التي يتعين تحريرها”. وأعلن المقداد أن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة في جنيف، إلى جانب عقد لقاءات مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.وقال إن دي ميستورا كان يصر حتى الآن على أن تجرى كل المفاوضات بوساطته، إلا أن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة.