وديع غزوانفي اطار نظرة بعيدة المدى غلبت فيها القيادة الكردستانية المصلحة العليا على أي شئ اخر بادرت ومنذ الاجتياح الاميركي للعراق في نيسان 2003 الى فتح صفحة جديدة سمتها التسامح مع كل الاطراف الاخرى ومد اليد لمن يريد ان ينظف نفسه من مساوئ المراحل السابقة التي مرت بالعراق المملوء ة بالصراعات السياسية منذ 1958,
وتركت محاسبة من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ومنهم ابناء الشعب الكردي للقضاء والقانون ليقتص منهم . وكلنا يعرف مقدار ما اصاب الاكراد من مآسٍ وحملات تصفية جسدية وتشريد , ليس من الصعب تجاوزها غير ان من يعرف حقيقة هذا الشعب المكافح يعرف ان صفاته المتميزة با لشجاعة وصلابة العود للدفاع عن القيم التي يؤمن بها رافقتها بالفطرة دوماً روح متسامحة وسباقة للخير شأنها شأن اي عراقي آخر جبل بفطرته على عمل الخير قبل ان تلوث نفوس البعض منهم مغريات السياسة وخطبائها الذين ما فتئوا يروجون لخطاب ممجوج يؤجج النيران ولا يطفئها .. في اقليم كردستان كان شعار العفو عند المقدرة واشاعة روح التسامح والمحبة بين كل ابنائها هو الذي ساد وانتصر , فلم يجرؤ احد على تعكير صفو امنه , دون ان نغفل هنا الدور الكبير للأجهزة الامنية , وحتى الاعمال الارهابية التي حدثت في اوقات متفاوتة هنا وهناك لم تستطع ان تغطي لغة التخاطب الرسمي التي تميزت بها كردستان او تغيرها فبقيت متوازنة تؤشر باصابع الاتهام على المجرم الحقيقي لكي لايتحمل وزرها مواطن بريء مهما كان معتقده او فكره .. تجربة في الديمقراطية في جزء شهد ولسنوات طويلة حملات دمار وقتل وتشريد وصلت حد الابادة الجماعية ينم عن شعور عال بالمسؤولية لقيادة كانت بحق نموذجاً امام مواطنيها لترسيخ قيم المحبة والتسامح .المفارقة ان القاصي قبل الداني يتحدث عن نجاح اقليم كردستان في التأسيس لمنظومة علاقات حتى مع معارضيه اسهمت في استقراره والتوجه بثقة نحو البناء والنهضة وتعويض مواطنيه سنوات الحرمان , لكن البعض ومما يؤسف له ما زال يدير ظهره لهذه النجاحات ويتجاهلها . صحيح ان معطيات واقع كردستان في عدد غير قليل من جوانبها ليست متطابقة لاوضاع العراق الاخرى غير ان ما لايختلف عليه احد ان تعامل القيادة الكردستانية مع من خالفها الرأي في المرحلة السابقة يستحق الدرس والتوقف عنده والافادة منه في بناء الوطن . ما أحرانا بان نضع نصب اعيننا شعار بناء الوطن وترجمة ذلك بممارسات على ارض الواقع بعيداً عن كل الخطابات الدعائية التي لاتغني ولاتسمن من جوع فهل نفعل ؟ .
كردستانيات: من أجل الوطن
نشر في: 22 يناير, 2010: 08:03 م