ضمن المنهاج الثقافي والادبي الخاص بمعرض اربيل الدولي للكتاب بدورته الحادية عشرة اقيمت ندوة حوارية حملت عنوان: الاصلاح السياسي ووسائل مواجهة التطرف. ادارها الاعلامي حامد السيد بمشاركة نخبة من المختصين في الشؤون الفكرية والايديولوجية هم كل من سماحة الس
ضمن المنهاج الثقافي والادبي الخاص بمعرض اربيل الدولي للكتاب بدورته الحادية عشرة اقيمت ندوة حوارية حملت عنوان: الاصلاح السياسي ووسائل مواجهة التطرف. ادارها الاعلامي حامد السيد بمشاركة نخبة من المختصين في الشؤون الفكرية والايديولوجية هم كل من سماحة السيد مجيد الخوئي والمفكر الاسلامي غالب الشابندر والاب بهنام بينوكا و د. فارس كمال نظمي و د. يوسف حمه صالح و د. حيدر الاشكري و د. يوسف حمه و د. جمال حسين.
تصحيح المناهج الدينية
في البدء تحدث مقدم الجلسة عن ظاهرة التطرف التي بدأت تتنامى مؤخرا مستندة الى حجج وبراهين من الأحاديث الدينية والنصوص القرآنية حسب ما تدعي, كما تطرق الى الدور الكبير للمؤسسة الدينية في العراق بالتأثير على المجتمع في كافة الاتجاهات حتى وصل ذلك التأثير الى الجانب السياسي من حياة المجتمع. مضيفا ان دور المؤسسات الدينية في العراق ضعيف في مجال مكافحة التطرف الذي يولد الارهاب. بعدها تحدث السيد جواد الخوئي عن المؤسسة الدينية في العراق قائلا : البعض يحمّل المؤسسة الدينية في العراق مسؤولية عدم تصحيح المناهج التي تدعو الى التطرف. موضحا: ان عوامل التطرف عديدة ومتشعبة ولا يمكن ان يكون العامل الديني الاساس فيها، لافتا: ان ما يحصل الان هو سوء فهم لبعض النصوص وتفسيرها وليس في الدين نفسه.
الإصلاح من الداخل الديني
اضاف الخوئي: ان هناك قراءات متعددة ومختلفة التفاسير لتلك النصوص. منوها : ان وجود الجماعات المتطرفة في المنطقة المتمثلة بداعش واخواتها يعود الى مزيج يجمع بين البداوة والدين اضافة الى المناهج الدراسية التي يعمل بها في كثير من دول المنطقة ادت الى نشوء الحركات المتطرفة التي تمارس الارهاب بشتى انواعه. وفي معرض اجابته عن سؤال يتعلق بالمقصود بالاصلاح الديني قال السيد الخوئي: ان الاصلاح في اية مؤسسة لابد ان يكون علميا وموضوعيا، مردفا: اما في ما يتعلق بالاصلاح الديني فيجب ان يكون من داخل المؤسسة الدينية وليس من خارجها. لذلك يجب ان نميز بين الفكر والتطبيق ، النظرية والعمل كي يكون الاصلاح شاملا.
حرية الاختيار
الاب بهنام بينوكا تحدث موضحا : ان التطرف بمفهومه العام واسع ومتشعب لكن ما لم تكن هناك ثوابت متفق عليها فإن تفسيرات معينة ستدعو الى التطرف. مضيفا: علينا ان نعمل من اجل مكافحة التطرف اولا عبر مجموعة من الانظمة التي تبدأ ببناء دولة مدنية تحتضن الجميع. لافتا : ما نجده اليوم في الدستور العراقي يتحدث عن حرية العبادة وليس حرية الدين وهذا بحد ذاته تقييدا ومدعاة لإلغاء الاخر.
معالجة التطرف
المفكر والباحث الاسلامي غالب الشابندر تحدث عن فشل الاحزاب الاسلامية في العراق وما يعرف بالاسلام السياسي، مبينا: ان الدين شمس لن تغيب مهما كان او اريد لذلك. مضيفا: ومن يعتقد ان الكنيسة ليس لها دور في اوروبا فهو مخطئ وواهم.
واضاف الشابندر: ان اخطر الحركات الاصلاحية اصلها ديني, اما يقوم به البعض من التعامل مع العامل الديني بشكل اقصائي امر خاطئ قد يؤدي الى التطرف. لافتا: ان التطرف الموجود ليس في الدين فحسب بل في جميع النظريات والأيديولوجيات الفكرية. مستدركا: لكن المسألة هي كيف نعالج التطرف. والجواب هنا يكون عبر تربية الاجيال على الفكر النقي وان نعلمهم النظرية النقدية من خلال التربية والتعليم.
فشل الاصلاح الديني
إلا أن د. حيدر الأشكري كان له رأي اخر في الموضوع ، اذ بيّن ان النماذج السابقة التي تتعلق بالاصلاح الديني جميعها فشلت. معللا ذلك بأنها تتنافى مع متطلبات العصر الحالية, حتى التجارب التي تتعلق بالعلمانية في مجال الاصلاح الديني فشلت كونها محصورة بالنخب. واضاف الاشكري : لذلك اصبح الاصلاح ضرورة اساسية للمجتمع الديني كون كيانهم اصبح مهددا. مشددا: ان على الجميع ان يعملوا من اجل تقليص هيمنة الدين على بعض المسائل الاجتماعية فالحداثة جعلت المتدين غريبا في عالمه الامر الذي ادى الى التطرف.
مراجعة المؤسسة الدينية
د. فارس كمال نظمي اوضح انه من المعتقدين بأن الحروب في المنطقة هي نتيجة صراعات دينية ومذهبية وهذا ما يدعونا الى اصلاح المؤسسة الدينية . كذلك علينا تصحيح الموروث الجامد لهذه المؤسسة، مبينا: ان التطرف هو عملية انتاج واحياء الدين لغايات نفعية، لافتا: ان الاطار النمطي للمؤسسة الدينية واحد من وسائل انتاج التطرف في الشرق الاوسط.
وتساءل نظمي: هل الدين فكرة محرضة على العنف؟ وهل وظيفة الدين وظيفة ايديولوجية تدعو الى اقناع الناس على تبنيها قسرا وطوعا؟. لافتا الى كيفية التميز بين الدين والتدين، وكيف يمكن ان نعيد تنظيم العلاقة بين الدين والدولة او السياسة؟.
واضاف د. كمال: لذلك فإن المؤسسة الدينية بحاجة الى مراجعة شاملة لكل المفاهيم المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة اضافة الى مراجعة مناهجها التعليمية وهيكليتها الادارية الفوقية. مبينا: ان المؤسسة الدينية غير مخولة بمنح القداسة للانسان وان وظيفتها معرفية وليست قضائية، مؤكدا: الاسلام دين الدولة الرسمي لكثير من الدول وهذا امر خاطئ يدعو الى التطرف.
العلمانية كمنهج
ختام الجلسة كان مع د. جمال حسين الذي اوضح ان الاشكالية الكبرى في الاصلاح هي غياب الاصلاح ، اما فيما يتعلق بالاصلاح الغربي فهو اصلاح نقي يتخذ من العلمانية منهاجا، لافتا : اما في الشرق فقد وجد الاصلاح كردة فعل على الحضارة الغربية.
وبيّن حسين: لذلك نرى الجميع يدعون الى تحقيق الاصلاح بمن فيهم الجماعات المتطرفة والارهابية التي تتحدث عن هذه المفردة، منوها: لا يوجد فرق بين المصلحين الدينيين في السابق كجمال الدين الافغاني ومحمد عبدة وغيرهم وبين المصلحين الجدد من الاسلاميين امثال اسامة بن لادن.
توحيد رأي المسلمين
واضاف حسين: ان الاصلاح الشرقي ظاهرة لغوية اما الغربي فهو امر معرفي فالمصلح الشرقي لا يدخل الى العلمانية الا من خلال السياسة. موضحا: ان عملية الاصلاح في الفضاء المسيحي افضل من الاسلامي لسببين ، الاول: طبيعة النص والمجتمع الاسلامي. والثاني: جزء من نشوء الوعي القومي الغربي. مضيفا: لذلك ليس من الضرورة توحيد رأي المسلمين فهنالك قراءات متعددة داخل المذهب الواحد. لافتا: ان الاسلاميين في الحكم لايمثلون مراجعهم بل يسعون لتحقيق امور شخصية.
في نهاية الجلسة تمت الاجابة على مجموعة من الاسئلة والمداخلات من الحضور الكريم الذين ازدحمت بهم صالة الجلسة.