اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قضاء المدائن يستعيد عافيته بخدمات متواضعة

قضاء المدائن يستعيد عافيته بخدمات متواضعة

نشر في: 22 يناير, 2010: 08:15 م

(1 – 2 )شاكر المياح تصوير / مهدي الخالديمنذ أكثر من ثلاث سنوات كنت مترددا في الذهاب الى قضاء المدائن ، مع ان لي فيه الكثر من الصحب والأتراب الذين أمضيت معهم سنوات من الرفقة الرائعة المضمخة بالمحبة والود والإحسان ، لان هذه المدينة السياحية التي يضوع من أشجار بساتينها عبق القداح وشذى الزهور كانت بقبضة العصابات الإرهابية المجرمة التي سفكت دماء أبنائها الأبرياء من دون تمييز ،
 فعاثت فيها فسادا وتخريبا وتهجيرا وقتلا ونحرا ونهبا وسلبا وخطفا وقصفا بالمقذوفات المتفجرة والحارقة والمدمرة .  مدينة هي ملكة جمال مدن الوسط  بامتياز ، سلبت في غفلة من الزمن ، او في واحدة من أخطاء التاريخ من بين حنايا الوطن الغالي العراق ، غير ان أبناءها الغيارى والنجباء وبعدما اتضحت لهم نيات الإرهابيين الذين استهدفوهم تناخوا وتداعوا وهبوا بإرادة عراقية وطنية واحدة لطرد هؤلاء المجرمين ومن مختلف الأجناس والمنابت والمدن، فهزموهم مثلما تهزم الريح غمام السماء، وها هي تضطجع على ضفة ساقيها دجلة الخير الشرقية بدعة وهدوء وامان وسلام ، تطعم أبناءها كل ما تجود به أمهم الرؤوم ، أرضها المباركة من خير وثمار وفاكهة للاكلين.( المدى ) كانت هناك بحثا عن ما تحقق لها بعد اندحار العصابات الاجرامية وما لم يتحقق ، ومستطلعة لواقع وايقاعات حياتها اليومية ، ومسلطة الضوء على بعض اشكالياتها ونمو الغرس فيها ، لم يتحقق لنا ونحن نلج بواباتها في يوم سبت عدا عطلة لدوائرها الرسمية ، لولا التعاون المخلص الذي ابداه مدير مكتب القائممقام الملازم الاول (أبو عمر) والسيدة الفاضلة سكرتيرة القائممقام التي سهلت لنا مهمتنا من خلال اتصالاتها الهاتفية مع قيادة لواء المشاة الخامس والأربعين من الفرقة الحادية عشرة التي افردت لنا مجموعة  رائعة من جند العراق بامرة النقيب امر السرية الأولى من الفوج الأول وأخوته المقاتلين الذين رافقونا في جولتنا التي شملت مركز المدينة الحبيبة وبعض ضواحيها. rnالطريق الى المدائن قبل ان نجتاز جسر ديالى البديل للجسر الكونكريتي الذي لا يزال مخربا لم تمتد إليه يد الأعمار بعد، رغم مرور زمن ليس بالقليل على اخر عملية تخريب له ، تراكم الأتربة فوقه زاد من كآبته وقد كشف عن أضلاعه الحديدية الصدئة معلنا عن توقف تنفسه وموته المعماري، ولما تركناه خلف ظهورنا ، ولجنا الطريق العام ذا الممرين والذي يربط بغداد بالمحافظات الجنوبية عبر أقضية ونواحي وقصبات محافظة واسط ، الجزرة الوسطية لهذين الممرين المهمين غرست فيها العشرات او قل المئات من اشجار النخيل وقد تدلت اعناقها وكأنها تعرضت لابادة جماعية وحشية ، فسعفها تيبس واضحى حطبا بعد ان غادرته خضرته التاريخية ، لا ادري ما هي دوافع هذه الابادة ؟ هل تمت بفعل فاعل ؟ ام هو الظمأ والتصحر وانحباس الغيث ؟ ام ان فسادا عاث فيها عن قصدية حقيقية ؟ ام هو الفساد الاداري والمالي الذي استشرى في جميع مفاصل الوزارات والدوائر الرسمية؟ .  امام مدخل منطقة الوردية الملاصقة لموقع منشأة الطاقة المؤشرة كمصدر للاشعاع المركز ، اكشاك يمارس اصحابها الجزر الجائر في الهواء الطلق، والشارع الذي كنا ندرج فوق اسفلته لم يسلم من الحفر والتخسفات والتكسرات والتشققات التي تشكل خطرا حقيقيا لمستخدميه، فلطالما شهد حوادث مرورية مميته كما اخبرنا احد افراد شرطة مرور الطرق الخارجية. بعد الوردية ، بدا لنا المنظر مختلفا، فالبساتين والمساحات الخضر حفت بجانبيه ، لتسفر عن الوجه الحقيقي لقضاء المدائن ، مدينة سياحية رائعة تبدأ الحياة فيها ولا تنتهي ، قد تضاهي ارقى المنتجعات السياحية في العالم لو امتدت اليها الايادي المخلصة ، والضمائر الحية التي تسكنها محبة العراق ، وبجهد لا اغالي لو قلت بسيط ، وبأموال لا توازي تلك  التي تنفق هنا وهناك من دون طائل او جدوى اقتصادية . rnالما يزور السلمان عمره خسارةفي طفولتنا وفتوتنا وشبابنا كنا ومعنا الآلاف ممن كانوا يرتادون بساتين ومتنزهات المدائن في الأعياد والعطل الرسمية وايام الجمع اهزوجة كنا نشعر بفرح غامر حين نرددها: (الما يزور السلمان عمره خسارة ) هذه الاهزوجة كانت تعبر بصدق عن جمال واهمية هذه المنطقة المزدهية بالخضرة وجداول الماء الرقراقة والفتنة الآسرة والاخاذة . في مركز المدينة كنا نستقبل بالترحيب والحفاوة والمودة اينما حللنا، ونتلمس باليقين مدى طيبة ابناء قضاء المدائن وحميميتهم وصدقيتهم ووطنيتهم . الشارع الرئيس للمدينة والمفضي الى اضرحة الصالحين ( الامام سلمان المحمدي ، والصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ، وعبد الله جابر الانصاري ، ونجل الامام محمد الباقر ) منعت المركبات من المرور فيه ، فبدا سالكا وانتشرت على جانبيه الحوانيت والمحال التجارية وعيادات الاطباء والصيدليات واسواق الخضار والفواكه. كل المواطنين الذين التقيناهم اشادوا بجهود قطعات الجيش وقوى الامن والشرطة الاتحادية ، التي وبفضلها استتب الامن وساد الاستقرار ربوع القضاء . السؤال الكبير هو : هل ما زال حقا قبلة للزائرين والسواح وطالبي الترويح عن النفس بين جنباته الخضر المترعة بالثمار من دانيات القطوف؟ rnلقاءات المدى مع أبنائه كشفت الآتي: على الجانب الايمن من الشارع الرئيس متنزه صغير مسور بسياج حديدي شباكي الشكل طلي بالوان جم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram