انطلقت الانتخابات البرلمانية في سوريا برغم انتقاد المعارضة ، الاربعاء في حين تشهد البلاد تصعيدا في اعمال العنف بعد ستة أسابيع على وقف إطلاق النار. في وقت رفضت وزارة الخارجية الروسية ما أعلنته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بشأ
انطلقت الانتخابات البرلمانية في سوريا برغم انتقاد المعارضة ، الاربعاء في حين تشهد البلاد تصعيدا في اعمال العنف بعد ستة أسابيع على وقف إطلاق النار. في وقت رفضت وزارة الخارجية الروسية ما أعلنته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بشأن وضع خطة "ب" لتسليح المعارضة المعتدلة السورية.
وعـدَّ الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات صحفية له إثر الإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية، أن الإرهاب فشل في تحقيق هدفه الرئيسي المتمثل في تدمير البنية الاجتماعية للهوية الوطنية. ولدى خروجه من مركز الاقتراع، ذكر الزعيم السوري بأن الإرهاب تمكن خلال الحرب في سوريا المستمرة منذ 5 سنوات، من سفك الدماء البريئة وتدمير الكثير من البُنى التحتية، إلا أنه فشل في تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له وهو تدمير البنية الأساسية في سوريا، أي البنية الاجتماعية للهوية الوطنية. وتابع قائلا “لذلك فإن مشغلي الإرهابيين وأسيادهم تحركوا باتجاه موازٍ تحت عنوان سياسي هدفه الرئيسي هو ضرب هذه البنية الاجتماعية وضرب الهوية الوطنية اللتين يعبر عنهما الدستور”.واعتبر الأسد أن هذه النقطة يؤكد عليها الحماس الذي أبداه الشعب السوري للمشاركة في الانتخابات الحالية وفي الانتخابات السابقة التي جرت في البلاد خلال السنوات الماضية، مشيرا في هذا الخصوص إلى المشاركة الواسعة من جميع شرائح المجتمع، وخاصة في ما يتعلق بالترشح الذي شهد عددا غير مسبوق في أية انتخابات برلمانية في سوريا عبر العقود الماضية.
وفتح أكثر من 7 آلاف مركز انتخابي أبوابه في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة، الأربعاء 13 نيسان، وسط إجراءات أمنية مشددة، لانتخاب أعضاء مجلس الشعب (البرلمان).وتجري انتخابات نواب الشعب في 13 محافظة من أصل 15، وذلك باستثناء الرقة وإدلب اللتين تقعان تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش و”جبهة النصر”. وسيكون بإمكان اللاجئين الفارين من هذه المناطق التصويت في أماكن تواجدهم المؤقتة.كما تجرى انتخابات أعضاء مجلس الشعب على أساس التعددية الحزبية طبقا للدستور الذي تم الاستفتاء عليه في شباط عام 2012. وقد تقدم 11 ألف شخص للترشح لانتخابات مجلس الشعب، وتم قبول 3500 مطلب من مختلف الأحزاب، وكذلك مطالب مرشحين مستقلين.ويشترط في المترشح أن لا يكون عمره أقل من 25 سنة، وليست له سوابق جنائية، وأن يكون حامل الجنسية السورية منذ 10 سنوات على الأقل.
ويواجه اتفاق "وقف الأعمال القتالية" الذي شهد بالفعل انتهاكات على نطاق واسع - ضغوطا دفعته إلى شفا الانهيار بسبب اشتداد القتال بين قوات الحكومة السورية وجماعات مسلحة قرب حلب.ويسلط التصعيد الضوء على المشهد القاتم بالفعل بالنسبة لمحادثات السلام المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع في جنيف. وتقول الأمم المتحدة إن المحادثات ستستأنف يوم الأربعاء بينما قال وفد الحكومة السورية إنه مستعد للانضمام للمحادثات بدءا من يوم الجمعة.ويوم الثلاثاء عبرت فرنسا وإيران عن قلقهما من تصاعد العنف في سوريا بعد تحذيرات مماثلة من الولايات المتحدة وروسيا وسط الضغوط التي يتعرض لها اتفاق الهدنة الهش جراء القتال قرب مدينة حلب .
في الاثناء ، رفضت وزارة الخارجية الروسية ما أعلنته صحيفة "وول ستريت جورنال" من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وضعت خطة "ب" لتسليح المعارضة المعتدلة السورية.وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف: إن موسكو لا تعلم شيئاً عن الخطة “ب” بخصوص الوضع في سوريا، ولم يناقش أحد مع روسيا أية خطة. وتعليقاً على تقارير إعلامية تحدثت عن وجود خطة بديلة أعدتها الولايات المتحدة في حال فشل المفاوضات السورية، نقلت قناة “روسيا اليوم” على موقعها الإلكتروني عن ريابكوف القول الأربعاء ”من وقت لآخر، يظهر حديث عن خطة ما. لا نعلم شيئاً عن أية خطة (ب)، ولم يناقشها معنا أحد، نحن نعمل على وقف الأعمال القتالية. وإذا وُجدت خطة (ب)، في شكل انتقال إلى عمل عسكري ممكن، فإن ذلك يُثير قلقاً وخيبة أمل كبيرين”.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قالت إن وكالة الاستخبارات المركزية "سى أى إيه" وشركاءها الإقليميين يضعون خططا لإمداد ما يُسمى بجماعات المعارضة المعتدلة فى سوريا، التى تحارب النظام المدعوم من روسيا بأسلحة أقوى، وذلك فى حال انهيار الهدنة المستمرة منذ ستة أسابيع، كما أفاد مسؤولون أميركيون وآخرون. واوضح هؤلاء المسؤولون إن الاستعدادات لما يُسمى بالخطة البديلة تتركز على تقديم أنظمة سلاح لوحدات المعارضة التى من شأنها أن تساعدهم على توجيه هجمات ضد طائرات النظام السوري ومواقع المدفعية الخاصة به. وكانت الصحيفة قد كشفت فى شباط الماضى أن كبار المستشارين العسكريين والاستخباراتيين للرئيس باراك أوباما يضغطون على الكونغرس للتوصل إلى خطة بديلة لمواجهة روسيا فى سوريا. ومنذ هذا الوقت، ظهرت تفاصيل جديدة حول طبيعة الأسلحة الجديدة التى يمكن نشرها بموجب البرنامج السري. وتمت مناقشة الاستعدادات في اجتماع سري لرؤساء وكالات الاستخبارات في الشرق الأوسط قبل تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في 27 شباط وفي الاتصالات التالية بين أجهزة الاستخبارات. ووفقا لما قاله المسؤولون المطلعون على المداولات، فإن أعضاء التحالف تلقوا في تلك الاجتماعات تأكيدات من السي أي إيه بأنهم سيحصلون على موافقة لتوسيع دعمهم للمعارضة المعتدلة فى سوريا. ووافق أعضاء التحالف على الخطوط العريضة للخطة البديلة، إلا أن البيت الأبيض يجب أن يوافق على قائمة الأسلحة المحددة الواردة فى تلك الخطة قبل إمكانية تقديمها إلى ميدان المعركة. وقال مسؤولون إن السي أي إيه أوضح لحلفائه أن أنظمة الأسلحة الجديدة، بمجرد الموافقة عليها، ستمنح للمعارضة فقط فى حال فشل الهدنة والعملية السياسية الرامية لتحقيق السلام، وتم استئناف القتال الكامل. وذكر مسؤول رفيع المستوى بوكالة الاستخبارات الأميركية بشأن رسالة الوكالة للتحالف الداعم لمعارضة النظام السوري، أن الاتفاق سيتم تصعيده لو تطلب الأمر، مضيفا أن التركيز الرئيسي للإدارة إيجاد طرق لجعل وقف الأعمال العدائية واستمرار المفاوضات السياسية أشبه بالعصا. وعلقت الصحيفة قائلة إن المناقشات الخاصة بالخطة البديلة هي جزء من محاولات أكبر تجرى خلف الكواليس من إدارة أوباما لردع خصومها في الصراع السوري مع منع شركائها في التحالف الذين يدعمون المعارضة المعتدلة من التصرف من تلقاء أنفسهم. وتستأنف جولة جديدة من المباحثات الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية. ووفقاً للمبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا فإن هذه الجولة "حاسمة ،لأنها ستركز على الانتقال السياسي"