TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: ( ابو ثور ما اكل ثوره )

هواء في شبك: ( ابو ثور ما اكل ثوره )

نشر في: 22 يناير, 2010: 08:25 م

عبدالله السكوتي يحكى ان رجلا كان يمتلك ثورا، ووعد الناس انه سيذبحه ليقيم لهم وليمة، وبقي الرجل يسوّف في الموعد، حتى انتقل الى رحمة الله وبقي الثور سليما معافى، ولذا قالوا: (ابو ثور ما أكل ثوره).هذا حال (ابوثور) لم يأكل ثوره ومات قبله ، فما بالك بالذين ارادوا ذبح العراق واكله ، اكيد انهم لن يستطيعوا ذلك وسيذبحون قبله ،
 اذا ما اراد الشعب العراقي ان يتحرك ويترك العزلة التي وضع نفسه فيها، لا شك ان هذه العزلة سبقتها ظروف قاهرة، وممارسات ظالمة اعطت مسوغات الخوف والوجل والتشكيك، شعب لم يعرف التظاهر ولا قول كلمة كلا لأي تصرف على مدى (40) سنة وهو يحمل بداخله ارهاب الدولة واجهزتها القمعية.ان مجلس النواب والحكومة  انبثقا عبر صناديق الاقتراع ، وهذه التجربة افرزت عقليات تؤمن بالاخر ولاتتمسك بالرأي الواحد وكأنه سيف مسلط على رقاب الناس ، وبعد فإن الحكومة او مجلس النواب لايمتلكان كلبا مثل (كلب الست) في قصيدة محمد فؤاد نجم :(انت فين والكلب فين                              انت كده يسماعينطب ده كلب الست يبني                              وانت تطلع ابن مين )ان كلب الست مات في العراق ولم يعد يعض احدا ولن يعود ثانية رغم الدعوات المتزايدة ، لكن للاسف البعض مع ذهاب كلب الست يريد ان يأكل العراق فقد وعد بذلك ، لكنه في النهاية سيرى ان العراق يأكله ، (مثل صاحبنه ) ، هذا البلد غني بتراثه وعميق ومن الوعورة بحيث يستطيع تسقيط الكثيرين من الذين يحاولون ان يحفروا حروف اسمائهم بالقوة على جداره المنيع ، هو الذي يعطي النياشين وماعلى الاخرين سوى خدمته ، اما حين يتبادر للاذهان المريضة انها قادرة على مصادرة هذا المارد الكبير، فسوف تحظى بالفشل وترى انها مأكولة في النهاية.الانتخابات قريبة وسنكون على المحك هذه المرة اما عودة الى الخلف اومسير الى الامام بقوة المقتدرين وماعلينا سوى ان نضع التشويش على جانب ونختبر عقولنا واختياراتنا.ان الشعب سيعطي كلمته وهو المسؤول عنها ان خيرا وان شرا فسيحصد ماتبذر يداه، الكثيرون يحاولون اللعب على حبل الوطنية وكسب الاخرين ، دعايات انتخابية لاغير وكروش مفتوحة لالتهام الموازنات المتعددة ، علينا الفصل والتمييز بين اعداء الوطن وابنائه البررة ولذا سنصم آذاننا لبعض الوقت عن سماع الكلام الاجوف الذي نسمعه بين حين وآخر وننظر الى الافعال التي عن طريقها نميز (الغث من السمين) وفي هذا الصمت ننصح الذين اعطوا الوعود بذبح العراق ان يتخلوا عن وعودهم لانها كاذبة ، فقد مرت على العراق اسماء واسماء طغاة ومتجبرين، ابتلعهم ولفظهم ثانية الى التاريخ كي يسوّد وجوههم ويلعنهم بين الحين والاخر، وشاعر التجليبة يقول فيهم :(اجلبنك يليلي والهموم طعوسكص كلبي زماني مثل كص الموساداري جم نذل واصبر لجم ديوسواسكت لوحجه اليتنومس ابعيبه )

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram