لمعرض اربيل الدولي للكتاب مهمة كبيرة ، فهو يقام في مدينة تاريخية لها عبق الماضي وشذى الحاضر، لذا تحول الى حج لكل طالبي العلم والثقافة والادب، وليتحول بفترة قياسية الى واحد من اهم معارض الكتاب في المنطقة مع خطوات متعاقبة نحو العالمية. من ضيوف
لمعرض اربيل الدولي للكتاب مهمة كبيرة ، فهو يقام في مدينة تاريخية لها عبق الماضي وشذى الحاضر، لذا تحول الى حج لكل طالبي العلم والثقافة والادب، وليتحول بفترة قياسية الى واحد من اهم معارض الكتاب في المنطقة مع خطوات متعاقبة نحو العالمية. من ضيوف المعرض لهذا العام حضر الاستاذ يوسف بن إبراهيم البلوشي مدير عام المنظمات والعلاقات الثقافية، في وزارة التراث والثقافة العمانية، ومدير معرض مسقط الدولي للكتاب. والذي عبر عن سروره وهو يزور اربيل المدينة التي سمع عنها الكثير سواء كان من اهلها او من اصدقائه ممن زاروا اربيل مسبقا. البلوشي الذي سبق له وان حضر فعاليات بغداد عاصة الثقافة العربية 2013 بين إن اربيل مدينة تشد الزائر اليها بقوة لما تتمتع به من خاصية متفردة بين كل المدن التي تقام فيها معارض كتاب. مشبها اياها بمدينته مسقط من ناحية التضاريس والموقع بين الجبال.
مشاركة الدور النخبوية
البلوشي ابدى تفاجؤه بحجم المعرض والمشاركة ان كان من دور النشر او حجم الاصدارات التي وصلت قرابة الـ(800) الف عنوان الامر الذي يشير إلى اهتمام دور النشر بالمعرض الذي اخذ يتسع ويكبر شيئا فشيئا. مشيرا إلى انه بات يضاهي المعارض العالمية من حيث التنظيم والدقة وحجم المشاركة.
واشاد بالجمهور الذي وجده متنوعا ومن مختلف الاعمار والشرائح خاصة الشباب وطلاب المدارس الذي يضفون ميزة اخرى للمعرض معلنين ان الكتاب ليس حكرا على فئة دون اخرى. لافتا إلى اهمية بعض دور النشر المشاركة والتي عدها بالنخبوية والمهمة والتي لاتشارك في كل المعارض العربية او أي معرض كان نظرا لاحترافيتها ومهنيتها وتاريخها بالكتاب طباعة وتوزيعا ونشرا. مشددا: إن هذه سمة مهمة من سمات المعرض ومؤشر اخر يشير إلى مكانة المعرض عند الناشرين العرب.
العرض والطلب
وعن سبب حرص هذه الدور النخبوية على المشاركة في معرض اربيل ذكر مدير معرض مسقط الدولي للكتاب ان شعب العراق شعب قارئ ومحب للاطلاع والتزود بشتى فنون المعرفة، رغم كل ما يمر به من ظروف وازمات. مشيرا إلى الجمهور الذي يتجول بين اروقة واجنحة المعرض طوال ساعات افتتاح المعرض. لافتا: ان حجم وسعة المشاركة الكبيرة والاصدارات المنوعة يمكّن من الموازنة بين العرض والطلب. بمعنى انه بما ان هناك اهتماما من قبل دور النشر يعني فإن هناك قراء ومقتني كتب يدركون جيدا ماذا يريدون وما يقرأون، وبالتالي فهناك اهمية للمعرض، وكل هذا توفر في معرض اربيل الدولي للكتاب.
احترافية وتفاعل
البلوشي ، وفي سياق الحديث اشار الى دور المؤثرات الاقتصادية في نجاح اي معرض لكن الذي يبدو انه وبالرغم من الازمة المالية في الاقليم والعراق الا انها لم تؤثر على معرض اربيل فالذي يبدو ان للكتاب شأنا اخر في اربيل والعراق وبذلك تجاوز المعرض عقبة كبيرة حين تجاوز الجانب الاقتصادي الذي يكون فاعلا في نجاح اي معرض كتاب.
وعن موقع المعرض في سلّم المعارض العربية ذكر مدير عام العلاقات في وزارة التراث والثقافة العمانية ان معرض اربيل الدولي للكتاب يقف ضمن افضل خمسة معارض عربية، لما ذكرناه انفا. مشددا على اهمية الفعاليات المنوعة المرافقة للمعرض ما يتيح التواصل والتفاعل مع الجمهور. الامر الذي يشير الى تكامل المعرض بشتى الاتجاهات واحترافية الجهة المنظمة.
مؤسسة بوزارة
اغلب المعارض العربية للكتاب تدار من قبل وزارة الثقافة والاعلام وبامكانية دولة، باستثناء معرض اربيل فقد تكفلت مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون بتنظيم وادارة المعرض . عن هذا الامر بيّن البلوشي سعادته لأن المدى نجحت بشكل كبير ومميز بتنظيم وادارة المعرض، معللا نجاح ذلك للبعد الثقافي الذي تنتهجه المؤسسة ولمكانتها في الاوساط العربية وحتى العالمية. منوها الى ان الفكرة تراود العديد من معارض الكتاب بإناطة تنظيم المعارض الى مثل هكذا مؤسسات مهنية معنية بالثقافة والكتاب واشاعة القراءة في المجمتع.
البلوشي اكد ان ما تقوم بها مؤسسة المدى من عمل وكفاءة يعادل عمل وزارة كاملة ان لم يفقها، وبشكل خاص المهنية في الاداء والدقة بالاختيار الذي يأتي متماشيا مع اهمية الحدث الثقافي الذي تنظمه. متمنيا ان تجد تجربة المدى مثيلاتها في الدول العربية كافة.
ملحق معرض الكتاب
الحديث مع مدير معرض مسقط الدولي لابد ان يعرّج على الكتاب الالكتروني والمنافسة مع الورقي الذي سينتصر بل هو منتصر مثلما اكد ذلك، بسبب العلاقة الازلية بين الانسان والورق التي تبدأ من الطفولة مع الكتاب المدرسي ولاتنتهي حتى اخر العمر. لكنه لايخفي ان للكتاب الالكتروني جمهوره الخاص من الشباب والقراء الذين يجدون متعة بذلك. لكنه عاد واستدرك ان الكتاب الالكتروني لايمكنه اشاعة مثل هكذا اجواء ثقافية مهرجانية احتفائية.
اثناء الحديث مع البلوشي لفت نظره ملحق "كتابك زادك" الخاص بمعرض الكتاب حيث اثنى عليه كثيرا حين تصفحه عادا ذلك تجربة مهمة اخرى تضاف لرصيد المعرض، خاصة ان الملحق يوزع مع صحيفة واسعة الانتشار مثل "المدى" لها قراء في كل مدن العراق. بالتالي سيكون للملحق دور كبير في الترويج للمعرض ونقل احداثه وفعالياته لمن لايستطيع الحضور. مشددا على ان بعض المعارض تقوم باصدار منشور صحفي لايتعدى حدود المعرض. مثنيا على جهد فريق العمل، شاكرا مؤسسة المدى على اتاحة الفرصة لحضور هذا الكرنفال الثقافي والمعرفي المهم.