السل أحد الأمراض الصدرية المعدية، وهو عدوى بكتيرية تسببها بكتريا «المتفطرة السلية» التي تستطيع الانتشار بجميع أجزاء الجسم، ولكنها أكثـر ما تكون بالرئتين، وهو مرض ينتقل من الشخص المريض إلى الآخر السليم عن طريق الهواء.
قامت دراسة عالمية تر
السل أحد الأمراض الصدرية المعدية، وهو عدوى بكتيرية تسببها بكتريا «المتفطرة السلية» التي تستطيع الانتشار بجميع أجزاء الجسم، ولكنها أكثـر ما تكون بالرئتين، وهو مرض ينتقل من الشخص المريض إلى الآخر السليم عن طريق الهواء.
قامت دراسة عالمية ترأستها جامعة كامبريدج، بالبحث في تأثير جسيمات التدخين في «الخلايا البلعمية» أو الآكلة وهي الخلايا المتواجدة بشكل ثابت بالأنسجة، وتعمل على ابتلاع وتحطيم الأجسام الغريبة مثل الجراثيم وتعرف تلك العملية بـ«البلعمة»، وتعد خط الدفاع الأول بالجسم ضد عدوى مرض السل عند دخوله إلى الجسم، حيث تقوم خلايا المناعة بمحاولة تحطيم تلك العدوى وتقوم الخلايا الآكلة بتخليص الجسم، وبذلك لا يصاب الجسم بالمرض وهي عملية ناجحة في الأغلب، أما في بعض الأحيان فإن بكتريا السل «المتفطرة السلية» تستطيع المقاومة بل وتستخدم الخلايا الآكلة في الوصول إلى داخل الجسم لتنتشر بداخله، وبعد ذلك تقوم بتجميع الخلايا الآكلة في شكل كتل متلاصقة تعرف بـ«الدرنات» وحتى هذه المرحلة فإن الخلايا الآكلة لا تيأس ولكن عند عدم تمكنها من القضاء على البكتريا تبدأ البكتريا باستخدام تلك البنية للانتشار من خلية لأخرى.
قام الباحثون بإجراء البحث على سمك «الزرد» لمعرفة ماذا يحدث داخل الخلايا الآكلة عندما تواجه بكتريا السل، ويعد ذلك النوع من الأسماك أكثر ملاءمة للبحث لكونه شفافاً، وتم فحصه لتجديد المتغيرات الجينية التي تجعله عرضة للمرض، وتبين أن هناك خللاً جينياً يعرضه للمرض، لأنه يتسبب في نقص الخلايا الآكلة التي لا تقوم فقط بالقضاء على البكتريا والأجسام الغربية، بل وتعيد تدويرها أيضاً، حيث إن هناك جزءاً مخصصاً بداخلها للهضم، ووجد أن الأسماك التي تكون عرضة لمرض السل، يكون لديها تراكم بالأجسام الغريبة بداخل الخلايا الآكلة لديها، مما يحدث اضطراباً في مقدرة تلك الخلايا على القيام بعملها، كما وجد أيضاً أن انسداد مكان الهضم بتلك الخلايا بالأسماك نتيجة تراكم المواد غير الحية - كالخرز البلاستيكي- يؤدي إلى النتيجة نفسها حيث إنها تفقد مقدرتها على الاستجابة تجاه العدوى.
