TOP

جريدة المدى > عام > ثلاثة شعراء عراقيين في مختارات تغطي نصف قرن من الشعر العالمي المترجم

ثلاثة شعراء عراقيين في مختارات تغطي نصف قرن من الشعر العالمي المترجم

نشر في: 17 إبريل, 2016: 12:01 ص

تحتفي مجلة " الشعر الحديث مترجما" البريطانية هذه الأيام بمرور خمسين عاما على صدورها بتنظيم عدة أماس في لندن وباريس. تقام الامسية الأولى في الخامس من الشهر المقبل في كلية " كنجزكولج"، وستشهد توزيع كتاب "مراكز الفجيعة" الذي طبعته دار" بلود أكس" المختصة

تحتفي مجلة " الشعر الحديث مترجما" البريطانية هذه الأيام بمرور خمسين عاما على صدورها بتنظيم عدة أماس في لندن وباريس. تقام الامسية الأولى في الخامس من الشهر المقبل في كلية " كنجزكولج"، وستشهد توزيع كتاب "مراكز الفجيعة" الذي طبعته دار" بلود أكس" المختصة بطبع الشعر. وقد اختارت هيئة تحرير المجلة، التي أصدرها الشاعران البريطانيان تيد هيوز ودانييل وبسبورت عام 1967، من بين مئات الشعراء، وآلاف القصائد التي نشرت فيها طوال هذه الفترة الطويلة، نحو 200 شاعر من مختلف أنحاء العالم، ومن حقب زمنية مختلفة. وضمن هؤلاء الشعراء، اختير  شاعران عراقيان هما فاضل السلطاني، وفوزي كريم، والشاعرة الكردية تشومان هيردي. وتم اختيار السلطاني وكريم من مختارات بعنوان " الشعر العراقي اليوم"، التي  حررها د. سعدي السماوي، رئيس قسم اللغة الانجليزية السابق في كلية " غرينيل" الاميركية،  والشاعر البريطاني دانييل ويسبورت، وأصدرته المجلة 2002 بالتعاون بين هذه الكلية وكلية "كنز كولج" البريطانية. وضمت هذه المختارات معظم شعراء وشاعرات العراق منذ الثلاثينات حتى السبعينات وبعض شعراء الثمانينات، وبضمنهم محمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، ولميعة عباس عمارة،  ويوسف الصائغ، وسعدي يوسف، وعبد الرزاق عبد الواحد، وفاضل العزاوي، وسركون بولص، وحميد سعيد، وسامي مهدي، وصولا إلى شعراء السبعينات.
واختارت المجلة أيضا قصائد للشاعرين الفلسطينيين  محمود درويش وسميح القاسم، والشاعر السوداني الصادق الرضي،
والروائي والشاعر المغربي الطاهر بنجلون.
ومن شعراء العالم ، ومن مراحل زمنية مختلفة، نشرت المجلة قصائد لاوفيد، فيرجل، برتولد بريخت، ميروسلاف هولوب، آنا اخماتوفا، يانوس بلينسكي، ويسلاوا زيمبورسكا( نوبل عام 1996)، غيوم أبولينير، روفائيل ألبرتي، بريمو ليفي، بول سيلان، جورج سيفريس، يانوس ريتسوس، يهودا أميخاي، أدري تاركوفسكي، توماس ترانسترومر( نوبل 2011)، وغيرهم.
ومن المقرر أيضا أن تنظم فعالية بمناسبة صدور المختارات في العاصمة الفرنسية في شهر تموز القادم، بمشاركة فرقة شكسبير الملكية.جاء في مقدمة الكتاب، التي اشترك في كتابتها شاسا دوغديل، الشاعرة والمترجمة عن الروسية، والمحررة الحالية لمجلة " الشعر الحديث مترجما"، والشاعر ديفيد كونستنتين، الشاعر والمترجم عن الألمانية، والمحرر السابق للمجلة، والمترجمة هيلين كونستنتين، المحررة السابقة للمجلة : "هذه المختارات ليست جمعا لكل النتاج الضخم الذي أصدرته المجلة، وليست حتى مختارات تمثل ما نشر فيها. لقد نشرت المجلة منذ 1965 وحتى 2016 أربعة وتسعين عددا، وعدة آلاف من القصائد...
وبعد أيام من قراءة أعداد المجلة، والتناوب بين اليأس بسبب الكمية الكبيرة من القصائد، والمتعة في اكتشاف الجديد، قررنا أن تتخذ المختارات شكلا يسمح لنا أن نقدم جزءا صغيرا يمثل الكل في ضوء تاريخ المجلة. لقد استخدم هيوز وويسبورت تعبير "مراكز الفجيعة" في العدد الأول من المجلة، وأثر فينا هذا التعبير بقوة كشكل بصري: مركز دائرة يطلق حلقات مركزية مثل الموجات أو الهزات. ( غلاف المجلة الذي صممته كاتي ماهود يستلهم هذه الفكرة).
وإذا طبقنا ذلك على مختارات شعرية، فإن هذا الشكل لا يمكن أن يكون سوى نوع تنظيمي أكثر ليونة: قصائد أطلقت مثل الشرارة بعيدا عن مركز النار، وموضوع اختيارنا لمكان هذه القصائد هو مجرد تصور شخصي. ومع هذا، فإن تقسيم القصائد والقطع النثرية حول محور معين كان تصورا مقنعاً، وذا غرض حيوي، فالحركة الخارجية بدت وكأنها  مسار قصيدة انطلقت في عالم جديد.
  المحور المركزي، والقسم الاول من المختارات، الذي ابتدأت به المجلة، هو منطقة "الفجيعة المعاشة": قصائد حول الحرب،  الثورة، الاضطرابات، الإبادة البشرية، الانشقاق، والمقاومة.، وكذلك أيضاً حول طرق وصور الأمل والبقاء...... أما المحور الثاني، فله علاقة بالتجربة الإنسانية، والهجرة والمنفى، ويأخذ موضوعة البقاء إلى منطقة مختلفة بلغة مختلفة. قصائد تنظر للخلف، وتحن لبيت، واضعة التجربة في سياق جديد.
ولا شىء بالكاد يبعث على الدهشة حين نرى أن الكثير من القصائد، على امتداد خمسين سنة من مجلة "الشعر الحديث مترجماً"، يتعامل مع موضوع هجرة البشر، والجاليات، فهو ملمح أساسي من ملامح القرن العشرين، وربما يبقى دائما كذلك...الحلقة الأخيرة من الكتاب تتعامل مع موضوعي الحماية والبقاء: الطبيعة وبقاء اللغات والثقافات، وبالتالي حماية الإنسان. وهكذا، فإن محور الفجيعة المحترق، الذي هو مركز المختارات، قد تم رسمه، ومن خلال الترجمة، الهجرة والمنفى، يزرعان في تربة أخرى. والكلمة المنطوقة تحت الإكراه، تصبح كلمة توكيد: "حماية وتعبير عن إنسانيتنا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram