اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلام رئاسي لا يُغني من جوع!

كلام رئاسي لا يُغني من جوع!

نشر في: 16 إبريل, 2016: 05:13 م

لا ينبغي للرؤساء الثلاثة (الجمهورية والنواب والحكومة) أن يلوموا غير أنفسهم عمّا يجري الآن في البلاد من أحداث تنال من سلطاتهم ومن هيبة مناصبهم، وتُنذر بمخاطر جسيمة في هذا العراق المهدَّد كيانه بالفناء إما بحرب أهلية مركبة، بين القوميات وبين الطوائف وبين قوى كل طائفة،  أو بالتقسيم إلى ثلاثة كيانات ستكون متحاربة أيضاً، أو باستمرار حال الدولة الفاشلة التي هو عليها الآن، بل منذ عشر سنين في الأقل.
في عزّ الأزمة المشتدّة الآن، وجّهَ رئيس الحكومة مساء الخميس كلمة إلى الشعب العراقي جدّد فيها تعهداته المتكررة منذ ثمانية أشهر بالإصلاح السياسي والتغيير الإداري من دون أن يتقدّم خطوة واحدة في اتجاههما.
بعد يوم اقتفى رئيس الجمهورية أثر رئيس الحكومة ووجّه كلمة حضّ فيها على "إجراء إصلاحات حقيقية وشاملة .. والابتعاد عن المحاصصة". في اليوم الثالث (أمس) أطلّ رئيس مجلس النواب"المقال!" عبر الشاشة أيضاً ليُعلن تأجيل جلسات البرلمان ويدعو الاطراف السياسية للحوار والتوصل الى حل للأزمة الراهنة.
الرؤساء الثلاثة في كلماتهم هذه لم يتحدثوا في ما ينفع ويفيد حقاً في الخروج من الأزمة الحالية، ووضع القدم على أول الطريق المفضية إلى حل الأزمة العميقة المتواصلة منذ أكثر من عشر سنين، والمتفاقمة سنة بعد أخرى والمُنذرة بـ "جرّ البلاد الى المجهول والسقوط في الهاوية" على حدّ تعبير رئيس الحكومة في كلمته.
ليس في وسع الكلام أن يفعل شيئاً، والكلمات التي أجهد الرؤساء الثلاثة أنفسهم ومستشاريهم في انتقاء مفرداتها وصياغة جملها وفقراتها ستكون وكأنها لم تكن، شأن كلّ الكلام المماثل الذي قالوه، وغيرهم، من قبل في مناسبات عدة وظروف مختلفة.
مجرد الكلام الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع، ليس هو ما كنا ننتظره من الرؤساء الثلاثة، فهذا مما لا يلزم أي عراقي أو عراقية.. كنا ننتظر أفعالاً.. إجراءات عملية تفتح كوّة في نهاية النفق الذي نحن فيه الآن ليدخل منها شعاع أمل بالبدء بما أعاد رئيس الحكومة التعهد به ودعا اليه رئيس الجمهورية: الإصلاح والتغيير وإلغاء المحاصصة.
في سائر دول العالم بوسع رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، إذا ما اتفقوا على شيء، أن يحققوه، بفعل السلطة الموضوعة بين أيديهم والصلاحيات التي يتمتعون بها. فمن ذا الذي يُمكنه أن يُصلح النظام السياسي ويُغيّر الحكومة ويُلغي المحاصصة ويُكافح الفساد الإداري والمالي إذا كان رؤساؤنا غير قادرين عليه ويطلبون من غيرهم تحقيقه؟ وبماذا يُلزمنا رؤساء من هذا النوع إذا كانوا لا يستطيعون فعل شيء؟
بالطبع نحن نُدرك أن رؤساءنا هم في وضع العاجز عن القيام بهذا، لأنهم محكومون ليس بالدستور وأحكامه وإنما بنظام المحاصصة الذي يُمكن له أن يُطيح بهم وبسلطاتهم بمثل ما وضعهم في مناصبهم.
ما يتعيّن أن يدركه الرؤساء الثلاثة أن لا مناص الآن من إلغاء نظام المحاصصة. وبرغم كل شيء فان في إمكانهم الدفع بعجلة الإلغاء إلى الأمام، مستندين إلى قوة الزخم التي يقدّمها الحراك الشعبي المتواصل للشهر التاسع على التوالي. لكن هل هم يريدون إطاحة نظام المحاصصة عن حق؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram