إذا كُنتَ لا تزال لديك هواية مشاهدة الفضائيات مثل جنابي ، سوف تلاحظ أنّ حلم النواب المعتصمين قد تحقق : المحاصصة قد زالت والرفاهية قد حلت ، والأمان تأمّن. أخبرنا النائب قتيبة الجبوري ، رفيق درب مشعان الجبوري والمقرب من النائب أحمد الجبوري، والمتضامن مع النائب هيثم الجبوري:" أنّ الموت أهون علينا من التراجع عن إقالة سليم الجبوري والعراق اليوم على المحك ، إذا لم يصبح أحمد الجبوري رئيسا للبرلمان "
وأذا واصلتَ التسمّر أمام الشاشة العجيبة ، سوف تلاحظ شيئاً آخر في مشاهد نشرة قناة العراقية : أن هؤلاء النواب الثائرين على المحاصصة والطائفية ، يصرفون كل يوم آلاف الكلمات على ترسيخ الطائفية والمحسوبية ، خطباً وأفعالاً ، وسوف تنتبه إلى أن جميع الجبهات المعتصمة تبدو قلقة على الراتب خصوصا ونحن في نهاية الشهر ، ولهذا طالب هيثم الجبوري بمحاسبة سليم الجبوري ،لأنه أصدرأمراً بقطع رواتب النواب المعتصمين .
وأتمنى أن تسمحوا لي ، فهذه ليست المرة الاولى التي أعود فيها الى حديث الكتب ، وأعتذر لأنني في وسط خطبة النائب إسكندر وتوت عن ضرورة قيام الدولة المدنية ، نسيت ان الرجل أصرّ على إلغاء فقرة دولة مدنيّة ، من بيان أصدره عددٌ من النواب قبل أشهر معتبرا الحديث عن المدنية إخلالاً بالقيم العشائرية .
هناك قصة جميلة للأرجنتيني بورخيس عنوانها يانصيب بابل ترجمها الى العربية المصري خليل كلفت ، خلاصتها أن وزيراً في بابل اخترع يانصيباً دائماً ، ماهي الجوائز؟ واحد يصبح وزيرا ، وآخر غنياً، وثالث جائزته الكبرى موت خصمه ، وآخر يحترق منزله . . الى نهاية القصة التي يخبرنا بطلها ، ان بابل ليست شيئا آخر سوى لعبة لا نهائية للمصادفة.
المصادفة ثم الضياع ، كل شيء يؤدي الى العبث ، وقمة العبث ان لايعود لدينا من ناطق سوى ستار الغانم ، الذي خرج علينا يوم الخميس يتمشى مزهواً وسط الامطار ليُعلن : " غيّرنا سليم والدور على العبادي " ولكن ما ان جلس السفير الايراني يتسامر مع أسامة النجيفي ، حتى وجدنا ستار الغانم نفسه ، يقف وسط البرلمان خطيبا ، ليعلن ان الحلول المتطرفة تفرّق الشعب ، ويطالب بالهدوء ومراعاة الوضع الدستوري .
عندما كتب أمين الريحاني كتابه عن رحلته إلى بغداد اختار عنواناً له " " قلب العراق " اليوم البعض يريد لقلب العراق ، أن يتحول الى مجموعة مشانق تنصب في ساحة التحرير .
مشانق في قلب العراق
[post-views]
نشر في: 17 إبريل, 2016: 07:01 م