TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تعيد ضباط نظام صدام الى الخدمة

بغداد تعيد ضباط نظام صدام الى الخدمة

نشر في: 30 أكتوبر, 2012: 11:00 م

يقول محللون ان محاولات رئيس الوزراء العراقي لكسب ضباط الجيش العراقي المنحل من المناطق السنية يمكن ان يساعد في زيادة الأمن و دعم نوري المالكي قبل الانتخابات القادمة ، حيث دعا المالكي الى اعادة الضباط السابقين الى الخدمة  من الذين  لم تتلطخ ايديهم بالدماء.

تبدو هذه الدعوة كمحاولة لتخفيف العنف في المناطق الأقل استقرارا في العراق، لكنها ايضا تعتبر ستراتيجية لزيادة شعبية المالكي قبل انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة التي ستجري في 2013 و 2014 على التوالي . يقول حامد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد " تأتي مبادرة المالكي من الحاجة الى خبرة هؤلاء الضباط في رفع نسبة الأمن خاصة في المناطق ذات الأكثرية السنية ، لكن هناك ايضا هدف سياسي في هذه المبادرة حيث يريد المالكي ان يقدم ارضية وطنية و ان يكسر حدود الطائفة الواحدة في الانتخابات القادمة ". قبل الانتخابات الاخيرة التي جرت في آذار 2010 حاول المالكي اللعب على اللائحة الطائفية فقاد ائتلافه الى المركز الثاني. بعد ذلك نجح في تشكيل حكومة من خلال تحالفه مع احزاب شيعية اخرى واستطاع ان يتفوق على القائمة العراقية التي جاءت الاولى في الانتخابات .
 رغم ان التحالف الوطني يبقى اكبر كتلة في البرلمان، فانه لا يحظى بدعم كبير في محافظات الانبار و نينوى و صلاح الدين و ديالى و كركوك المتنازع عليها . و رغم ان العنف قد انخفض عما كان عليه في سنوات الذروة 2006 و 2008 ، حيث قتل الالاف في سفك دماء وحشي  متبادل، فان عدم الاستقرار بقي مرتفعا في شمال و غرب البلاد اكثر مما في جنوبها . كما ان المالكي يواجه ايضا اتهامات مستمرة من السياسيين العرب المهمشين و تحديدا من نائب الرئيس طارق الهاشمي الذي رفض حكم الاعدام الصادر بحقه عن اشرافه على فرق قتل .
شهدت مقترحات المالكي القليل من التقدم حيث دعت لجنة برئاسة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي الى اتخاذ اجراءات لاكمال اعادة 209 من ضباط الجيش السابق الى القوات الامنية في نينوى و من المؤمل اتخاذ خطوات مماثلة في محافظات اخرى . في محافظة ديالى المضطربة يقول زياد مالح المسؤول عن تمشية طلبات العودة الى الجيش ان هناك 950 من الضباط السابقين قدموا طلبات للعودة الى الجيش. بينما رفض مسؤولون في الانبار و كركوك ذكر عدد الضباط من طالبي العودة و قالت السلطات في صلاح الدين ان عشرات قدموا طلبات مماثلة دون ذكر العدد . يقول سعدون مجيد العجيلي الضابط برتبة رائد في الجيش السابق و الذي قدم طلبا للعودة " انها خطوة جيدة، و من الضروري في هذا الوقت دعوة خبرات الجيش السابق من اجل ادامة استقرار و مكانة العراق". من جانب اخر يصر آخرون على ان هذه الخطوة تحمل ابعادا سياسية . يقول عقيد سابق رفض ذكر اسمه ان " الضغوط السياسية هي التي حفزت رئيس الوزراء على البحث عن افكار تساعد في المصالحة الوطنية و الا فلماذا يدعونا بعد كل هذه السنين". ويقول حامد المطلك عضو لجنة الأمن و الدفاع  البرلمانية انه يعتقد ان المالكي لديه نوايا جيدة الا ان مقترحه  لا يبدو جديا  " من المؤكد ان رئيس الوزراء ينظر للمستقبل في محاولة لكي يبدو مؤثرا في المناطق السنية من خلال استثمار أي شيء يساعده في الحصول على دعم المكون السني ".
تأسس الجيش العراقي في كانون الثاني 1921 و ظهر ليصبح واحدا من اكثر الجيوش المخيفة في الشرق الاوسط في ظل قيادة صدام . بعد الاجتياح الاميركي الذي اسقط صدام عام 2003 ، تم حل الجيش من قبل بول بريمر الحاكم الاميركي المدني للعراق . منذ ذلك الحين بدأت اعادة بنائه من الاساس دون اتخاذ خطوات لاعادة الضباط السابقين الى الخدمة . ضابط سابق آخر برتبة رائد من نينوى، وصف خطط المالكي بانها " لا تتجاوز كونها حبرا على ورق ، انها تحقق اهدافا انتخابية و سياسية ". يقول الرائد انه سبق ان قدّم ثلاثة طلبات للعودة الى الجيش دون جدوى و الان يقدم الطلب الرابع " سأصدق اذا ما تم تنفيذ ذلك ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بغداد ملتزمة بعدم التدخل في الأزمة السورية.. لكن ماذا لو اقتربت العمليات العسكرية من الحدود؟
سياسية

بغداد ملتزمة بعدم التدخل في الأزمة السورية.. لكن ماذا لو اقتربت العمليات العسكرية من الحدود؟

بغداد/ تميم الحسن تبدو بغداد حتى الساعة ملتزمة بـ»الموقف المحايد» تجاه سوريا، لكن ماذا لو اقتربت العمليات العسكرية هناك أكثر إلى العراق؟لا تزال هناك ضبابية بخصوص موقف الحكومة من نظام بشار الأسد السوري، فضلاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram