في 26 من نيسان الجاري تمر ذكرى ميلاد الشاعر الانكليزي العظيم (وليام شكسبير) الذي اتحف العالم بروائع مسرحياته الخالدة التي تصلح للعرض في كل زمان ومكان لما تحمله من قيم انسانية يندر ان تحمله مسرحيات اخرى لكاتب درامي آخر . وبهذه المناسبة سيحتفل المسرحيون في انحاء العالم بهذه الذكرى حيث تقام المهرجانات الخاصة بمسرح شكسبير وتقدم انواع العروض لمسرحيات شكسبير الشهيرة من التراجيديات: هاملت وعطيل وماكبث ولير وريجارد الثالث وروميو وجوليت وتاجر البندقية وانطوني وكليوباترا ويوليوس قيصر والعاصفة واخريات ومن الكوميديات: حلم ليلة منتصف صيف ، والليلة الثانية عشرة ، وجعجعة بلا طحن ، وكما تحب ، وغيرها كثير.
ويعتزم المركز العراقي للمسرح هو الآخر الاحتفال بالمناسبة حيث ستعقد ندوة يشارك فيها عدد من النقاد ومن المخرجين الذين اخرجوا مسرحيات لشكسبير تناقش فيها الرؤى المختلفة والمعالجات المتنوعة ، كما وتستذكر اعمال الذين رحلوا من المخرجين العراقيين الكبار (حقي الشبلي) و(ابراهيم جلال) و(جاسم العبودي) و(جعفر السعدي) .
لقد ترك لنا وللمسرحيين في العالم ذلك المبدع الدرامي الكبير ذخيرة مسرحية تجتذب اي مخرج مسرحي لأن يأخذ منها شيئا ويعالجها برؤيته الخاصة . لقد ترك لنا شكسبير ينبوعا لا ينضب من المضامين الانسانية والاشكال الفنية التي لا تستهوي صناع المسرح وحسب بل جميع محبي المسرح وجمهوره . الا تعيش الغيرة في نفوسنا كما عاشت في نفس عطيل؟ اليس منا مالا يدين ذلك الاخ الذي يقتل أخاه من اجل عرش الملكة؟ ألا ندين تلك الزوجة التي تشترك في جريمة قتل زوجها الملك هاملت ؟ من منا لا يحتج على قسوة المرابي اليهودي شايلوك في طلبه اقتطاع لبرة من لحم قلب انطونيو النبيل مقابل عدم الوفاء بدين له؟ من منا لا يحتج على عقوق الابن تجاه الأب كما حدث مع الملك لير؟ من منا لا يقف مع العشاق الأربعة في (حلم ليلة منتصف صيف)؟ من منا لا يحزن لمصير العاشقين الخالدين (روميو وجوليت) ويدين تعصب والديهما في خلافهما؟
نعم، يعتبر (وليام شكسبير) اشهر كتاب الدراما في العالم وعبر تاريخ المسرح ومن غير الممكن ان نكون عادلين في تقييم اعماله كشاعر وككاتب دراما فقد كانت ومازالت موضع دراسة ومديح لقيمتها الادبية والفنية ولمضامينها الاجتماعية والسياسية مما يمكن اسقاطها على الواقع المعاصر. صحيح ان شكسبير قد اقتبس عند تأليفه المسرحيات من مصادر عديدة مثل التاريخ والاسطورة والخرافة والرواية إلا انه اعاد صياغتها درامياً بحرفية عالية مما يخص عناصر الدراما وبناءها. بودنا وبكل اخلاص ان تساهم وزارة الثقافة بشخص وزيرها الاستاذ رواندزي في الاحتفال بيوم شكسبير ولو بدعم مالي بسيط للمركز العراقي للمسرح ولانتاج عمل مسرحي لذلك الكاتب الشهير ألا وهو مسرحية (ريجارد الثالث) التي بقي المخرج (صلاح القصب) يحلم بإخراجها ، والان حان موعد تحقيق حلمه بانتاج المسرحية وهي ذات طابع سياسي حيث تتناول موضوعة الصراح حول السلطة حيث يصعد الى العرش امير شرير احدب قميء اتخذ من عاهته ذريعة للثأر ممن حوله فيؤدي بهم بلا رحمة حتى يصل الى العرش . سنكون سعداء ،نحن المسرحيين العراقيين، لو اتيحت لنا الفرصة للاحتفال بعيد ميلاد شكسبير ونشاهد عرضاً مسرحياً مهماً للمخرج صلاح القصب.
وبذلك نواكب النهج الحضاري الذي تسير فيه دول العالم.
الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير
[post-views]
نشر في: 18 إبريل, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...