اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد تضرر مهن عديدة..الاحتجاجات تنعش سوق الاتصالات والباعة المتجولين

بعد تضرر مهن عديدة..الاحتجاجات تنعش سوق الاتصالات والباعة المتجولين

نشر في: 19 إبريل, 2016: 12:01 ص

الاعتصامات والتظاهرات ومسيرات الاحتجاج  في العاصمة بغداد المطالبة بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد المستمرة منذ أكثر من شهرين أنعشت بشكل كبير مهناً متخصصة فيما كان للباعة المتجولين  حصتهم ألأكبر في انعاش سوقهم لاسيما ان درجة الحرارة بدأت بالا

الاعتصامات والتظاهرات ومسيرات الاحتجاج  في العاصمة بغداد المطالبة بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد المستمرة منذ أكثر من شهرين أنعشت بشكل كبير مهناً متخصصة فيما كان للباعة المتجولين  حصتهم ألأكبر في انعاش سوقهم لاسيما ان درجة الحرارة بدأت بالارتفاع التدريجي؛  فيما كان العكس لمهن اخرى تسببت تلك الاعتصامات بغلق العديد منها التي يرتزق عليها العشرات من العوائل ويرى آخرون ان استمرار هذه الاعتصامات أوقف العديد من الاعمال ولمختلف القطاعات كون القادم غير واضح مما تسبب بمشاكل كبيرة بين التجار أنفسهم. يبقى الاعتصام والتظاهر والمطالبة بالاصلاحات  أمراً مشروعاً وضرورياً لكن الذي نأمله أن لا يؤثر على الحياة المعيشية للناس خاصة أؤلئك اصحاب الدخل المحدود.

الهوكي توكي
محمد سلمان عامل في أحد المحال الخاصة ببيع أجهزة الاتصالات ( الموتيرلاة ) في السنك يقول لـ( المدى ): لقد انتعش السوق هذه المرة بشكل ملحوظ نتيجة الطلب الكبير على أجهزة ألاتصال ( الهوكي توكي ) وغيرها من الأجهزة الخاصة بالاتصالات الفردية منذ أكثر من ثلاثة شهور. مبينا: ان اغلب الزبائن في الوقت الحاضر ينتمون الى جهات يتواجدون في أماكن الاعتصامات.  
وأردف سلمان: إن هذه الأجهزة تستخدم بشكل اعتيادي في تنظيم الامور سواء كانت في  مسيرة او عند نقاط التفتيش او في المقرات وغيرها . مشيرا  الى أن هذه الأجهزة لم تشكل خرقاً أمنياً في الوقت الحاضر بسبب محدودية التعامل بها. موضحا: ان الكثير من المطاعم والمولات والمحال التجارية يتعامل مع عناصر الأمن وموظفيه بهذه الاجهزة. مستدركا: لكن الطلب زاد عليها بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة بسبب الأحداث والتظاهر والاعتصامات.
 
ارتفاع ثمن العلم العراقي
في حين ارتفع حجم مبيعات العلم العراقي لمختلف الأحجام والاشكال المصنّع محلياً أو الذي تم تصنعيه في دول مختلفة كالصين وغيرها من الدول التي تورد للعراق بضائع حسب رغبة التاجر العراقي.
سعدون جبار بائع متجوّل يقول لـ( المدى ) : الكثير من المهن انتعش في فترة التظاهر والاحتجاجات ومنها العلم العراقي وبمختلف الأحجام. موضحا: انه يشترى كميات كبيرة من سوق الجملة استعداداً ليوم الجمعة حبث يتوزّع مع أبنائه في مناطق عدة من ساحة التحرير.
وعن الأرباح المتحققة من ذلك قال سعدون: هناك ارباح تصل الى الستين الف دينار خصوصاً في يوم الجمعة. موضحا: في بعض الأحيان نأخذ الأعلام من أصحاب المحال المتخصصة على التصريف مثل العلم الصغير البلاستيكي او على شكل شفقة أو علم كبير او أية حاجة مصنّعة مثبتاً فيها علم العراق.  
في حين يقول الشاب سمير وهو يُنادي ( العلم بألف دينار ) أقوم ببيع هذه الأعلام على المتظاهرين وبسعر الف دينار وحتى الآن بعتُ بحدود (85 ) علماً . منوّهاً: انه سحب من المحل صندوقين كل واحد منهما يحتوي على (100) قطعة، معتقداً: بسبب الزخم الحاصل اليوم في التظاهرات سأُتمم بيع كل القطع.

ازدهار حركة الباعة
للباعة المتجولين حصة ومكسب كبير أثناء التظاهرات والاعتصامات خاصة مهن بيع   السكائر والمياه المعدنية والشاي وكارتات الموبايل خاصة في ساحة التحرير ايام الجمع والبعض منهم دخل منطقة الاعتصام برغم توفر الكثير من الأكل والشرب لكن تبقى الحاجة للسكائر وكارتات الهاتف مطلوبة. البائع حسن صالح  من سكنة حي النصر يقول لـ( المدى ): اقوم ببيع المياه المعدنية الباردة، اذ يقوم صاحب المحل بتهيئة كميات كبيرة داخل اجهزة التبريد في المحل، موضحا: انه يبع قنينة الماء بـ( 250) دينار ويحصل في بيع الصندوق على الف وربع الدينار، لافتاً: انه يبيع في بعض الاحيان عشرين الى ثلاثين صندوقاً.

المياه المعدنية الأكثـر مباعاً
اما فهد كريم بائع ماء آخر فقد أوضح انه باع في إحدى الجمع قرابة (100) صندوق ماء. موضحا: كلما تقدّم الوقت نحو الصيف تزداد حركة البيع. متمنيا: استمرار التظاهرات حتى اسقاط الفاسدين الذين تسببوا في إيصال البلد الى هذه الحال. ذاكرا: أن العشرات من شباب المحافظات الجنوبية يعملون في مهن بعيدة عن تخصصهم الدراسيي مضطرين لتركهم أهلهم والعمل في العاصمة.
زيدون غسان صاحب محل بيع المواد الغذائية في البتاوين يقول :  إن معدل الاستهلاك للمياه المعبّأة في تصاعد نتيجة الطلب الكبير للباعة المتجولين في المنطقة. لافتا: ان ساحة التحرير تشهد الآن الاعتصامات والتظاهرات وبسبب ارتفاع درجات الحرارة يتصاعد الطلب على الماء تليها المثلجات والسكائر.  مشيرا: الى ان الكثير من الباعة يعملون في مهن اخرى لكن بسبب توقف تلك المهن اضطروا لبيع الماء او السكائر او الكارتات ومنهم مَن أخذ يستعد لبيع الرّقي والبطيخ والعصائر!

خوفاً من حلِّ ألأزمة
المواطن فاضل حسين أب لأربعة أطفال بائع سكائر في ساحة التحرير يقول لـ( المدى) : طوال الفترة الماضية كنت ابحث عن فرصة عمل مناسبة، مضيفا: التظاهرات والاحتجاجات الاسبوعية وفّرت فرصة عمل مؤقتة من خلال بيع الماء،  مبينا: ان اخاه الأصغر هو الذي دلّه على هذه المهنة، منوّها: ان اخاه يعمل ببيع عصير السوس الذي يلقى قبولا جيدا ايام التظاهر خاصة في الجمع.
 فيما كان  ابو حيدر يتجوّل في المنطقة يبيع الشاي حاملاً معه ( ترمز كبير ) وحين عرف اننا صحافة قال لنا متهكماً ( أخاف يحلها العبادي  والنواب وتنتهي ألازمة ونرجع عَطلة بَطّالة )! ابو حيدر أوضح أنه يعمل في البناء لكن بسبب التوقف الحاصل في هذا المجال اضطر للعمل في هذه المهنة التي وجدها مربحة ايام التظاهرات .

الأزمات وتاثيرها على الاقتصاد
 المظاهرات ومسيرات ألاحتجاج  واماكن تواجد المعتصمين وفرت  الربح  للعديد من الباعة واصحاب المهن المتخصصة فيما كان العكس واضحا ومؤثرا  للعدد من المهن الاخرى ولمختلف القطاعات. احمد داود صاحب محل بيع الموبليات في الاعظمية يقول: منذ حدوث ألازمة وحتى الآن أُصيب العديد من القطاعات بالشلل التام في حجم المبعيات وتأثر البعض من اصحاب المحال والمهن بهذه الازمة، بل وصل الأمر الى الملاحقة القانونية بسبب تراكم المستحقات المالية التي بذمتهم كالايجارات منذ أكثر من ستة اشهر وغيرها من الالتزامات المالية المختلفة.
 فيما يرى المواطن سيف كرار رأياً آخراً إذ اشار االى ان البلاد تمر بأزمة مالية وتأتي ألآن الازمة السياسية حدثت مشكلة كبيرة في الحياة الاقتصادية بشكل عام، سيف أوضح انه خريج كلية الادارة والاقتصاد منذ عامين، درست علم الاقتصاد واعلم جيداً مدى تاثير الازمات في الاقتصاد الوطني ( ولا أعلم الى أين نحن متجهين؟ ) مشيرا: لا يوجد بريق أمل في حل المشاكل العالقة بين الكتل والاحزاب بالاضافة الى الازمة المالية التي تجتاح البلاد كل ذلك وضع الأمر في قبول كل التوقعات.

غلق الطرق وتأثيرها
ربيع علي صاحب محل في ساحة التحرير لبيع مواد التصوير يقول لـ( المدى ): منذ اكثر من عام ونحن نشهد مشاكل عديدة في قضية وجودنا في هذه المنطقة الستراتيجية في العاصمة بغداد. مبينا: ان هذه المنطقة والشارع المقابل لنصب الحرية متخصص في بيع وشراء مواد التصوير. لافتا: الى وجود العديد من اصحاب هذه المهن من المحافظات يقومون بالتبضع يوم الجمعة وبسبب التظاهرات المستمرة كل يوم جمعة تاثرت المهنة بالكثير من المشاكل!
 ربيع أشار إلى أن السوق اختار يوم السبت بغية تجهيز المحافظات لكن الامر اصبح أكثر سوءا لأن المنطقة تتعرض الى غلق الطرق بشكل كامل من قبل الجهات ألامنية وهذه الحالة مستمرة منذ أكثر من عام. مضيفا: أن اموالنا وتجارتنا لا تساوي شىئا امام استقرار البلاد وراحة الشعب ولكن ألامر اصبح حسب وصف ربيع ( بالضحك على الشعب !) وهذه حرب اعصاب ولها تاثيرات كبيرة على المواطن والعائلة بشكل خاص  داعياً الى تفهم الوضع بشكله ألانساني وليس بمفهوم التسلط والأحزاب.

آثــار سلبية
الخبير ألاقتصادي  الدكتور صلاح العاني يوضح  لـ(المدى) ان التظاهرات بدأت من خلال دوافع اقتصادية وخدمية خاصة بالمواطن بالدرجة الاولى وهذا مطلب شعبي واضح المعالم . مبينا: ان تسارع الاحداث في الوقت الحاضر لتصل الى حدA الاعتصامات تكون عادة لها آثار سلبية وخطيرة  اقتصادية ومادية على العديد من اصحاب المهن والمحال التجارية وحتى الدوائر الحكومية القريبة من اماكن الاعتصامات. مشددا: ان هناك اشخاصا ومهناً تضرورا وهذا لا يُشكل شيئا في حال انفراج الأزمة، فكيف الحال استمراها ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram