حمل إلينا الفيسبوك يوم أمس مقالاً نارياً ، مكتوباً بلغة عدائية ، حول العمود الثامن "رسالة إلى صديقي المدني" ، يؤنبني فيه صاحبه الذي اختفى تحت لقب "  صبرائيل " لأنني لم أؤمن بالنائب " حاكم الزاملي " وهو يقسم بأغلظ الأيمان من  أن مؤسسات الدولة تعيش أحلى أيامها ، وأنها لم تغلق أبوابها وتسرّح موظفيها ، وأن الإعلام العميل  وراء مثل هذه الشائعات . ، ولأنني كاتب " مأجور " مثلما نبّه السيد صبرائيل القرّاء ، فقد نسيت أنّ هناك قاسماً مشتركاً بين هيثم الجبوري وحنان الفتلاوي وياسر المالكي  ومشعان الجبوري وعواطف النعمة جميعهم أحبّوا العراق  أكثر من حبهم للمناصب والامتيازات ودول الجوار . وكرّسوا حياتهم  داخل البرلمان وخارجه من أجل أن ينسى العراقيون  سنوات الدكتاتورية التي تربعت على صدورهم لأكثر من أربعة عقود.
إلى السيد صبرائيل ، أنا من المخلوقات التي تكتب بما تشعر إنه واجب تجاه قرّائها  ، كما أنني لست من المخلوقات التي نهبت البلاد وقتلت العباد ، أنت تعتقد أن السادة النواب صادقون  في اعتصامهم  ، فليكن ، أنا ومنذ سنوات أناصب مثل هذا البرلمان العداء ، وبسبب هذه الزاوية  قدمني النجيفي ثلاث مرات الى محكمة النشر بحجة إهانة " نواب الشعب " .
لم يخطر ببالي يوماً أنني سوف أدخل في نقاش مع أشباح الفيسبوك ، وكنت أنوي اليوم الكتابة عن الراحل العظيم محمد مكية وإرثه الذي سيباع في المزاد ، لأن  أبطال الفيسبوك  منشغلون بتحليل خطابات مشعان الجبوري اكثر من اهتمامهم بالمعارك التي يخوضها الجيش في الانبار ، وربما يجدون في حديثي عن محمد مكية نوعا من البطر ،  وحين نسمع اليوم ان الحكومة والمؤسسات التعليمية  عجزت ان تجد مكانا تضع فيه إرث محمد مكية  ،  سنعرف بالتاكيد أننا ننزلق  ، نحو عصور الظلام والعتمة!، السياسي  فيها لا يسمع سوى صوته .
هذه المرة لم يصدق أحد أن المطالبين بأن تضم بغداد إرث محمد مكية  خونة وينفذون اجندة  موزة حاكمة قطر  . ما أسخفها من تهمة وأنا أقرأها على صفحة السيد صبرائيل  . أن تكون مطالبة النواب بان يكونوا صادقيين ، ومطالبة التيار المدني بان لايكون تابعا لإرادة احد  ، مؤامرة  تقودها الامبريالية .
المؤسف، ان البعض يريد  من الناس ان تنسى ملفات كاملة من الخراب والسرقة وإشاعة الأُمية والجهل كان ولايزال السادة النواب المعتصمون هم من اوائل المساهمين فيها .
لستُ ضد  الاحتجاجات ، ويبدو ان البعض لايقرأ لأنني كتبت  عشرات المقالات  في هذه الزاوية عن التظاهرات ،  ولا ضد  صحوة الضمير المفاجئة للسادة النواب .  أنا ضد  ضد إطالة  الخراب وتفاقم  الفوضى  والدور السلبي للتيار المدني الذي يريد له البعض ان  يتحول من قائد لتظاهرات شباط 2011 ، الى تابع في اعتصامات 2016.