ماذا بعد في الجعبة يا أرباب الضمائر الحيـَّة ؟
………….
ما يجري في عراق اليوم من مفارقات كارثية ، يفوق قدرة أي روائي لتدبيج مثيلها مهما أُوتي من سعة في خيال او انتابته شطحة من خبال.
………..
بعد الأخبار الواردة المتواترة عن إحتمال تفجير ســد الموصل المتصدِّع ، وإغراق المدن القريبة وتهديدها بالطوفان .
بعد الهرج والمرج داخل قبة البرلمان ، والتدافع بالمناكب ،وتآجيج الصراع ، رتصعيد التأجيج ، والتأجيل المبرمج ، وتأجيل التآجيل .
بعد التهديد المعلن عن احتمالية تفجير المراقد المقدسة في كربلاء والنجف ومزار الكاظم ببغداد ، ومثوى العسكري في سامراء .
بعد الإعلان عن تصريح هذا السياسي ، الذي يناقض مداخلة ذاك المحلل ، اللذان يتقاطعان طولا وعرضاً عن تصريح المسؤول الجالس على كرسي الحكم .
بعد رصد الحشود البشرية تتجمع بإشارة ما، في دعوة للتظاهر والاعتصام ، ورصد تفرقها بـ ( إشارة ) ما، في لمح البصر .
بعد وصول مسؤولينِ أميركيينِ لحلحلة الحالة المتأزمة ، وعودتهم سالمين غانمين ، محملين بوعود جاهزة لتآزيم الأزمة كلما لاح لعقدتها حل !
بعد التأكد من سفر ( هرب ) المسؤول ذو الجنسيتين لوطنه ( المرضعة ) ، وتسريب أخبار عن تسفير بعض عوائل المسؤولين لملاذات آمنة ضمانا لسلامتهم مما قد تحمله عاتي الريح من مفاجآت غير محسوبة .
بعد توالي الأخبار المصورة ، عن عروض وتوافر الأسلحة والذخائر للبيع بالدكاكين وعلى الأرصفة ، بالجملة والمفرد — بنادق متطورة ومسدسات كاتمة للصوت ورمانات وصواعق تفجير عن بُعد ، إلخ ..إلخ.
بعد الإعلان عن حالة التقشف ، وتقليص رواتب الموظفين العاديين ( الهزيلة ) ، والإبقاء على رواتب الموظفين النخبة ( السمينة المتورمة ) .
بعد عرض السبايا العراقيات للبيع او الإيجار ، وما من غيرة تنتفض غضباً او جفن يغضُّ خجلا .
بعد العجز الفاضح - في بلاد النهرين والروافد العذبة ، عرض مشاهد لنساء وأطفال ، يستقون شرابهم من مياه الترع والمستنقعات ، بعد شح وتلوث المياه التي تحملها الصنابير الصدئة المصحوبة بالعلق والشوائب .
ماذا بعد ؟ وماذا بعد ؟ وهل في الجعبة من مزيد ؟
وماذا بعد ؟
[post-views]
نشر في: 20 إبريل, 2016: 09:01 م