TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > غوغل وفديو وزارة العدل

غوغل وفديو وزارة العدل

نشر في: 20 إبريل, 2016: 07:19 م

بين خبر احتفال محرك البحث الشهير غوغل، أمس ، بالذكرى الـ 87 لميلاد فنان الشعب الراحل محمد غني حكمت،  وخبر انهيار عالية نصيف وهي تسمع بقرار انسحاب كتلة الاحرار من " جوق " المعتصمين ، وبين استذكار فنان بحجم محمد غني حكمت كان يستحق منا شعبا وحكومة كل الاهتمام والوفاء. وبين مشهد النائب اسكندر وتوت  وهو يبشرنا بان عودة المالكي الى منصب رئيس الوزراء باتت أقرب إلينا من حبل الوريد ،  
بين هذه المشاهد تتجلى الفوارق الكثيرة، بين  الوطنية ، والابداع الخالد  ، وبين خطب تثير  الفوضى واليأس في نفوس الناس ،  بأصوات نواب يستثمرون لحظات الخراب ويدافعون عن الفساد والمفسدين  .
ربما سيقول البعض وما الضير في ان يعتصم نواب  يريدون  التغيير نحو الأحسن  ، وسأقول من حق المطبّلين لهم أن يفرحوا " بدشداشة " كاظم الصيادي "  وصورة  حنان الفتلاوي وهي ترأس  إحدى جلسات " سمر " النواب المعتصمين  ، ومن حق  البعض ان يرى في فديو  وزارة العدل تصرفا شخصيا ، مثلما اعتقد البعض  ان  منظر المشانق تحت نصب جواد سليم مشهد فردي ايضا ، من حقك أن تردد كلمة " تصرف فردي "  بينك وبين نفسك، أن تغني هذه الكلمة في التظاهرات  ، هذه حقوقك لا يستطيع احد ان ينتزعها منك ، لكن  ليس من حقك ياعزيزي  " المعتصم " بأمر اسكندر وتوت  ، أن تعتبر خطاب مشعان الجبوري وصراخ عالية نصيف  وكأنهما النشيد الوطني العراقي ، فهذا ليس اختيارا ولا حقا ولا دعوة للتغيير   ،  هذه جريمة انحدار كامل في الذوق " المدني "
واجبنا كمنادين بدولة العدالة الاجتماعية ، ان ننمي في الناس الاحساس بالامان والطمأنينة  و ان نغذي  فيهم مشاعر الاحتجاج الوطنية .
نريد ان تعرف الناس ان هناك  متطوعين شبابا في تكريت  يعيدون بناءها حجًرا حجًرا. يمسحون عن جبينها غبار عشرة أشهر من احتلال  داعش  وفظاعاتها ودمارها،وما تركت من دماء. يعيدون الأسر إلى البيوت التي فقدوها بعد ترميمها، يؤِّمنون عشاًء لكل مشَّرد، يوزعون الأسرّة والوسائد، للاسف هذا الخبر لم يكتبه اصحاب دعوات " انصر النائب المعتصم ظالما او مظلوما " وانما كتبها صحفي عربي وفي جريدة عربية – أعني الكاتب القدير سمير عطا الله  -
ليس لديّ مانع من أن تهتف بأسماء من تشاء من نواب الصدفة  ، هذه أذواق، لكن الاحتجاجات وبناء دولة المؤسسات شيء آخر، البرلمان الكسيح  مُنتج انتهت صلاحيته ، لابد أن يختفي من خلال احتجاجاتنا المشروعة  ، لا من خلال تقلبات  حنان الفتلاوي . بالعمل المدني الجاد  وليس باعتبار موظفي الدولة  رهائن حتى يستجيب المسؤول لأمر " سعادة " الخطيب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    سيدي الكريم ,,,, عراق اليوم لا يبحث في الكوكل عن ميلادية الفنان الكبير عبد الغني حكمت أو عن رحيل رائدة الفن المعماري العالمية وأيقونة العراق والعالم الراحلة زها حديد ... عراق اليوم يبحث عن تصريحات ريا وسكينة مجلس النواب ...النائبتين اللتان أصبحن بقدرة قاد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram