كونشرتو لبيانوين في ره الصغير:قد تعد هذه الكونشرتو أشهر كونشرتو لبيانوين في القرن العشرين، كتبها الموسيقار فرانسيس بولانك (1899 – 1963)، أحد الموسيقيين الفرنسيين الكبار في القرن العشرين. كتب بولانك هذا العمل صيف 1932 وقدمه في باريس ثم في 5 أيلو
كونشرتو لبيانوين في ره الصغير:
قد تعد هذه الكونشرتو أشهر كونشرتو لبيانوين في القرن العشرين، كتبها الموسيقار فرانسيس بولانك (1899 – 1963)، أحد الموسيقيين الفرنسيين الكبار في القرن العشرين. كتب بولانك هذا العمل صيف 1932 وقدمه في باريس ثم في 5 أيلول 1932 في اجتماع الجمعية الدولية للموسيقى المعاصرة في فينيسيا، حيث جلس بولانك إلى البيانو قابله صديقه جاك فيفريير، وصاحبتهما أوركسترا لا سكالا الميلانوية بقيادة ديزيريه دوفو.
يمكن تصنيف العمل ضمن الموسيقى الرومانتيكية المتأخرة بشكل عام، مع لمسات جديدة معاصرة تميز تيارات موسيقى القرن العشرين، تجلت في إدخال عناصر من موسيقى الجاز واستعمال الايقاع والانتقال الهارموني بشكل جديد، بالاضافة إلى وجود عناصر كلاسيكية (الحركة الثانية كتبها إجلالاً لموتسارت). وقد تأثر بولانك في هذا العمل بكونشرتو رافيل (في صول الكبير). على العموم، تتميز الكونشرتو بحيويتها ونضارتها وألحانها الغنائية التي تتصارع مع إيقاعات معقدة في بعض الأحيان. فهي تنقل نبض شوارع المدن العصرية وسرعة الحركة فيها، بكل "ضجيجها" الذي صوره باستعمال الهارموني والايقاع.
ولد بولانك في عائلة ثرية محبة للموسيقى وكانت امه تعزف على البيانو، أخذ دروساً للعزف على البيانو وهو في الخامسة، مع ذلك لم يشأ والداه أن يدرس ابنهم الموسيقى دراسة أكاديمية، بل أدخلوه مدرسة ثانوية، لذلك اعتمد على تربية نفسه موسيقياً بنفسه، وبمساعدة عازف البيانو ريكاردو بينييس الذي دعم انطلاقه في الحياة الموسيقية بعد وفاة والديه. تعرف في شبابه على عدد من أبرز الشعراء الفرنسيين مثل أيلوار وأبولينير وأراغون، ولحن أشعارهم فيما بعد. تأثر كثيراً بالموسيقي الفرنسي الطليعي أريك ساتي، وشكّل مع موسيقيين شباب تأثروا هم أيضاً بساتي وعملوا في حي مونمارت بباريس جماعة الستة، أشهرهم آرتور أونيغر (1892 – 1955) وداريوس ميّو (1892 – 1974).
اشتهر كعازف بيانو جيد وقدم حفلات كثيرة في العديد من الدول وغالباً ما كان يصاحب مغني الباريتون بيير برناك والسوبرانو دنيس ديفال على البيانو. اهتم بولانك بالمنجزات الحديثة مثل الغرامافون والراديو ولاحقاً التلفزيون، فأنجز الكثير من التسجيلات.
