عدّ رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم أن الصحافة الكردية أوصلت الرسالة التي حملتها عائلة "البدرخانيين" قبل 118 عاماً، وأسهمت بتنوير الشعب الكردي وترسيخ الحريات وحق الشعوب بالثورات برغم التحديات التي واجهتها، داعياً لأن تتواصل جهودها لصيانة وتطوير المكتسبات
عدّ رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم أن الصحافة الكردية أوصلت الرسالة التي حملتها عائلة "البدرخانيين" قبل 118 عاماً، وأسهمت بتنوير الشعب الكردي وترسيخ الحريات وحق الشعوب بالثورات برغم التحديات التي واجهتها، داعياً لأن تتواصل جهودها لصيانة وتطوير المكتسبات المهنية والديمقراطية والثقافية، والحرص على نهج رسالة الإعلام الوطني.
جاء ذلك في برقية تهنئة بعثها رئيس الجمهورية، إلى الاسرة الصحفية الكردية، بمناسبة الذكرى الـ118، لعيد الصحافة الكردية، تسلمت (المدى برس) نسخة منها. وقال معصوم، "أتقدم إليكم بأحرّ التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة بعد المئة لعيد الصحافة الكردية وصدور أول صحيفة كردية في المهجر، التي أسسها المرحوم مدحت بدرخان، في (الـ22 من نيسان 1898)، في القاهرة، تعد نقطة تحول مهمة في الحياة الأدبية والثقافية والسياسية للكرد بعامة وفي الحياة الصحفية بخاصة".
وأضاف رئيس الجمهورية، أنه برغم "الصعوبات الكثيرة والظروف العسيرة التي مرت بها الصحافة الكردية ومحاولات الأنظمة الدكتاتورية لعرقلة مسيرتها للحيلولة دون إعلاء كلمتها وتطورها لإيصال رسالتها الديمقراطية، والإسهام بتنوير الشعب الكردي ونشر روح التسامح والسلام والمحبة بين الشعوب، وتقبل الرأي الآخر، فضلاً عن تثقيف المجتمع"، مستدركاً "إلاّ أن إصرار أصحاب الكلمة الحرة من الصحافيين والكتاب الافذاذ وأصحاب الأقلام الجريئة من حاملي الأفكار التوّاقة للحرية أحبطت تلك المآرب".
وأوضح معصوم، أن "الصحافة الكردية حققت مسارها ودورها، ولعبت دوراً مهماً في نشر الفكر التنويري، وأسهمت بخلق مساحات من الوئام والتفاهم بين الكرد والشعوب الأخرى، ونشرت أفكار تقبل الآخر واحترام الرأي الآخر، وأوصلت الرسالة التي حملتها عائلة البدرخانيين"، مشيراً إلى أن "أصحاب الكلمة الحرة من الصحافيين الكرد شاركوا بروح مهنية لترسيخ الحريات وحق الشعوب في الثورات والحركات التحررية والديمقراطية من خلال مسيرة بناء العراق الديمقراطي والاتحادي الحر، عبر دور الصحافة في تعميق مفاهيم التعايش السلمي بين القوميات والأديان والمذاهب المختلفة والنقد البناء، للحفاظ على المكتسبات الدستورية المتحققة".
وتابع رئيس الجمهورية، أنه في الوقت الذي "تحتفل فيه الصحافة الكردستانية بيومها المجيد، نتطلع إلى أن تستمر مسيرة الكلمة الحرة، وأن تتواصل جهود العاملين في طريق نشر الحقيقة من أجل صيانة وتطوير المكتسبات المهنية والديمقراطية والثقافية، وتوسيع مساحات حرية الصحافة، وأن يكون الجميع حريصاً على نهج رسالة الإعلام الوطني ، لكي تبقى الصحافة سلطة رابعة تمارس دورها في المجتمع، بكل مصداقية ودقة ونزاهة"،
ودعا معصوم إلى "الابتعاد بدور الصحافة عن الأساليب التي لا تليق بمبادئ الإعلام الحر، والتمسك بالأهداف التي أسست من أجلها الصحافة الكردية، والسعي لتنمية الخطاب الإعلامي الذي يصون السلم الاهلي بين طبقات المجتمع، والعمل بدأب وإخلاص من اجل ترسيخ التعايش والتآخي بين أبناء الوطن بمختلف ثقافاتهم وتلاوينهم، بضمن ذلك إقليم كردستان".
وحث معصوم، الجميع على "الوقوف صفاً واحداً لمجابهة الإرهاب الداعشي، للقضاء التام على هذه العصابات الظلامية، والمشاركة في دفع عجلة مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد، وسيادة القانون وحماية المكاسب والنظام الديمقراطي الاتحادي الذي من شأنه إيصال البلاد إلى شاطئ الأمان والاستقرار والتقدم والازدهار".
يذكر أن الأمير مقداد مدحت بدرخان، أصدر جريدة (كردستان) من العاصمة المصرية القاهرة، في (الـ22 من نيسان 1898)، ومن بعده شقيقه عبد الرحمن بدر خان، حيث أصدر القائمون على تحريرها 31 عدداً على امتداد أربعة أعوام باللغتين الكردية والتركية. وقد تمت طباعة الأعداد الخمسة الأولى من الصحيفة، في القاهرة، في مطبعتي (الهلال) و(كردستان)، وبعد ذلك أصبحت الجريدة تصدر من مدينة جنيف السويسرية، ثم عاد إصدارها مرة أخرى إلى القاهرة، وبعدها من بريطانيا، ثم اسطنبول وسويسرا مرة أخرى وهي الأخيرة، حيث صدر من هناك عددها الأخير (العدد 31) لتتوقف بعد هذا العدد نهائياً في العام 1902.