شباب يتحدّون الأزمة والأمن بأعمال الفن الحديث ، ١٨ شابا وشابة يقدمون وسط بغداد صورة عن الحياة فيها على مدى أربعة ايام متتالية تحدّوا خلالها الأوضاع الأمنية والأزمات السياسية ، ليطلقوا المهرجان الفني المستقل الثاني "تركيب" على قاعات وحدائق منتدى المسر

شباب يتحدّون الأزمة والأمن بأعمال الفن الحديث ، ١٨ شابا وشابة يقدمون وسط بغداد صورة عن الحياة فيها على مدى أربعة ايام متتالية تحدّوا خلالها الأوضاع الأمنية والأزمات السياسية ، ليطلقوا المهرجان الفني المستقل الثاني "تركيب" على قاعات وحدائق منتدى المسرح التجريبي في شارع الرشيد وسط العاصمة بغداد ، والذي سجل حضورا جيدا وإقبالا مُلفتا من مبدعين وفنانين وهواة  أثبتوا من خلاله أن الفن الحديث في تقدم  .
فقد اشارت  المنسقة الإعلامية لفريق "تركيب" ديما احمد الى ان " الإعداد لمهرجان تركيب تم قبل شهرين ،  ورغم المعوقات مضينا بإقامته وعدم تأجيله ."  مُبينة "أن الأعمال الفنية مركبة من صنع 18 شابا وشابة بين مبدع وموهوب ."  مؤكدة أن   "من المهم إعطاء الجيل الحالي وسائل التعبير التي من خلالها نسمع اصواتهم وآراءهم الخاصة فيما يجري من حولهم ، بذلك نشجع على تغيير أساليب التفكير النمطية ."
ويذكر مصمم الديكور الداخلي  محمد خالد "أن فكرته عبارة عن شباك تراثي مأخوذة من فكرة الشناشيل ، قام باشتغالها بأسلوب حديث  ،حيث قام بربط جميع السلاسل بسلسلة واحدة وتثبت هذه السلاسل على الشباك ."   
ويضيف خالد أن " هدفه من هذا العمل تبيان الاثر السلبي للتقاليد على الحياة الحالية والتي تحول دون تحقيق الإقدام المنشود في البلاد ."
  في حين يذكر الشاب أمير البصري ،وهو ممثل مسرحي، أنه شارك في  عمل " 549 كم نوم في العراق " ذاكراً "أنها المسافة الفاصلة بين بغداد والبصرة ، وهي صور متسلسلة من ثلاثين شخصية تنام متخذة أوضاعا مختلفة الى جانب بعضهم ينطلقون جميعهم في الطريق ويستمعون لقصص بعضهن وتحول افكارهم الى صوت مشروع حيث يسافرون مستغرقين في نوم عميق ليستيقظوا وقد تجدد نشاطهم ."
مؤكدا أن هذا العمل "يهدف لترك رسالة ايجابية بأن التحاور هو سبيل التواصل بين الناس ."
 فيما تذكر المصورة مها التميمي أن عملها كامل التاريخ مبينة أنه " يتضمن وسيلة تصوير المجند القديم في عهد  عبد الكريم قاسم في العهد الجمهوري الاول في العراق ، تمثل الصور عيون هذا المجند لمرحلة ذلك التاريخ ، ثم تركب السلسلة في كامرا تصوير قديمة صممت لتضفي العمق السطحي ، وتهدف الى الإشارة للجسور مع الماضي والتي تتصل مع الحاضر والمستقبل."
 بينما عرضت الفنانة  جمانة جابر  عملا بعنوان " خورة " ذاكرةً أن " المعنى الحرفي لكلمة خورة باللهجة العراقية هو الحركة الجاثية المستمرة ، كناية على تراتبية ايام المرأة العراقية ، ويتضمن الموضوع أن يدخل الزائر بيتاً لامرأة عراقية تقليدية ويمثل البيت عالمها ويستمع الزائر الى يومها المكرر وعملها اليومي ويتابع أفكارها وحركتها دون ان يراها ، وقد تبدأ بيوم متفائل ليتنهي إلى مساء معاكس تماماً حيث يخور قوامها ويتبدد أملها وهكذا تتكرر حلقتها المفرغة كل يوم ."  
 كما يذكر المصمم عمار سالم  متحدثاً عن عمله الذي يحمل عنوان " عقدة نصب الحرية " ذاكرا أنه " ماكيت يبين نفس النصب ولكن بشكل عقدة وتحت هذا النصب يظهر شخص ينظر إلى المنحوتة المعنونة وطني العراق ويعكس العمل طبيعة الحياة في العراق والتي تضيق فيها الحريات  ."
وبين سالم أن " العمل يعكس الموقف الايجابي والمتفائل لمصير البلد من وجهة نظر الفنانين وكيفية الخروج بنقد بناء للوضع المعقد في البلاد ."   
مهرجان "تركيب" في دورته الثانية تضمن أعمالا عديدة لـ 18 فنانا تشكيليا واستمرت العروض على مدى ثلاثة أيام منذ الرابع عشر من نيسان ولغاية السابع عشر منه ، تضمن اليوم الأول عرض أعمال الشباب المشاركين ، واليوم الثاني حفل عازف الجيلو كريم وصفي ، إضافة إلى فقرات غنائية قدمتها تارة صلاح مونيكا ، أما اليوم الأخير من العرض فتضمن تقديم مسرحية " عزيزة " للمخرج باسم الطيب وفريقه من ستوديو نقطة .